مصرف ليبيا المركزي لتعزيز إنهاء الانقسام

الكبير والحبري قدما إحاطة إلى «مجموعة العمل الاقتصادية»

من اجتماع سابق للكبير مع فريق العمل المعني بتوحيد المصرف المركزي (مصرف ليبيا المركزي)
من اجتماع سابق للكبير مع فريق العمل المعني بتوحيد المصرف المركزي (مصرف ليبيا المركزي)
TT

مصرف ليبيا المركزي لتعزيز إنهاء الانقسام

من اجتماع سابق للكبير مع فريق العمل المعني بتوحيد المصرف المركزي (مصرف ليبيا المركزي)
من اجتماع سابق للكبير مع فريق العمل المعني بتوحيد المصرف المركزي (مصرف ليبيا المركزي)

لا تزال العلاقة بين الصديق الكبير رئيس مصرف ليبيا المركزي في طرابلس، ونائبه علي الحبري في فرع المصرف بمدينة البيضاء بشرق البلاد، تتأرجح بين شد وجذب، ودون تقدم في مسار توحيد المؤسسة المالية الأكبر في البلاد، والمنقسمة منذ عام 2014.
وتسعى البعثة الأممية لدى لبلاد للعمل على إنهاء الانقسام بين الكبير والحبري، عبر تعزيز الجهود المشتركة، وهو ما تمثل في تقديم كل منهما إحاطته إلى الجلسة العامة لـ«عملية برلين»، التي عقدتها الرئاسة المشتركة لمجموعة العمل الاقتصادية (الولايات المتحدة ومصر والاتحاد الأوروبي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا) حول الكيفية، التي يعتزمان بها توحيد مصرف ليبيا المركزي.
وأوضحت البعثة أنه جرى إطلاع المجتمعين، أول من أمس، على عملية المراجعة المالية التي يسرتها الأمم المتحدة، وأجرتها شركة «ديلوايت» لأعمال المصرف في طرابلس والبيضاء، وتم التأكيد على التوصيات الخمس عشرة و«خريطة الطريق» لعملية إعادة التوحيد.
وقالت البعثة إن كلاً من محافظ المصرف ونائبه قدما إيجازاً حول جهود كل منهما للمضي قدماً في عملية إعادة التوحيد، وشددا على وجوب توحيد هذه المؤسسة، بينما أكد الرؤساء المشاركون لـ«مجموعة العمل الاقتصادية» على أهمية وجود مصرف مركزي موحد للعملية السياسية واستقرار ليبيا.
وكشفت البعثة عن أنه من المتوقع أن يعين كلا الفرعين في وقت قريب فرقاً فنية، وبذل المزيد من الجهود لتوحيد مصرف ليبيا المركزي، مشددة على أن وجود مصرف مركزي موحد من شأنه أن يؤدي إلى تحسين الاقتصاد، وزيادة الاستثمار الأجنبي، وتحقيق الرخاء للشعب الليبي، وهو أكدت عليه الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد والمجتمع الدولي، مبدين استعدادهم لتقديم الدعم الكامل لجهود إعادة التوحيد.
وقبل نحو شهرين حدث تقارب بين الكبير ونائبه الحبري، حيث التقيا بمقر المصرف في العاصمة طرابلس، عقب مراسم تسليم تقرير لجنة المراجعة الدولية الخاص بمراجعة حسابات فرعي المصرف في طرابلس والبيضاء، بعد قطيعة دامت قرابة 6 أعوام، لكن مؤخراً وقع تلاسن أوشك على نسف جهود إنهاء الانقسام.
لكن هذا التقارب لم يسلم من الشد والجذب بين الطرفين، وذلك عندما وصف الحبري رئيس المصرف المركزي في طرابلس بـ«المقال»، على خلفية اجتماعه الأخير بممثلي المصارف التجارية، وما تضمنه من «حرمان لمصرف التجارة والتنمية من النقد الأجنبي».
ورغم ذلك، وتنفيذاً لخطط إنهاء الانقسام التي تبنتها السلطة التنفيذية، التقى الكبير بفريق العمل المشكل من إدارات المصرف لتنفيذ خريطة توحيد المصرف المركزي، وفقاً لنتائج تقرير التدقيق الدولي، حيث تناول الاجتماع الذي عقد مؤخراً تحديد مهام فرق العمل في الجوانب الفنية والقانونية والتقنية والإدارية، وتم الاتفاق على وضع إطار عمل متكامل لكافة فرق العمل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.