جبايات حوثية متعددة تجبر أسواق مدينة إب على الإغلاق

TT

جبايات حوثية متعددة تجبر أسواق مدينة إب على الإغلاق

دفعت الجبايات الحوثية غير القانونية التجار في محافظة إب اليمنية (170 كم جنوب صنعاء) إلى مواصلة احتجاجهم وإغلاق محالهم لليوم العاشر على التوالي، بعدما فرضت عليهم الميليشيات إتاوات متعددة لدعم المجهود الحربي، تارة تحت مسميات زيادة إيجارات الأوقاف ورسوم البناء والتشييد وتارة أخرى «لدعم القدس».
وبحسب ما أفاد به تجار في المحافظة ذات الكثافة السكانية المرتفعة، فإن الاستمرار في إضراب أصحاب المحلات التجارية في أسواق المدينة رافقه تنفيذ مظاهرات ووقفات احتجاجية رفضاً لما أسموه فرض أوقاف الميليشيات بإيعاز من القيادي الحوثي بندر العسل جبايات جديدة لا تتناسب مع أوضاعهم الصعبة التي يعيشونها حالياً.
ولفتت المصادر إلى أن العشرات من أصحاب المحال والمواطنين المستأجرين من الأوقاف في إب نفذوا خلال الأيام الماضية مظاهرات احتجاجية جابت شوارع في المحافظة بالتزامن مع إيقاف كافة أنشطتهم التجارية للضغط على الجماعة لوقف تعسفاتها ضدهم وإقالة المدعو العسل المنتحل لصفة مدير أوقاف إب الذي فرض عليهم زيادة مجحفة في الإيجارات زادت من حجم معاناتهم.
وأكدت المصادر أن تلك المظاهرات قوبلت بردات فعل حوثية عنيفة، إذ عمد مسلحو الجماعة قبل يومين إلى تفريق المتظاهرين بالقوة واعتقال نحو 25 شخصاً ممن شاركوا فيها وقاموا بإيداعهم السجن.
وعلى صعيد استمرار التعسف الحوثي بحق التجار والسكان في إب، شكا عديد من التجار وملاك المحلات لـ«الشرق الأوسط» مما وصفوه بـ«تغول مشرفي الجماعة» الذين قالوا إنهم «يهددون باعتقالهم إذا رفضوا دفع الأموال التي قررتها الجماعة لصالح مجهودها الحربي واستمرار عملياتها العسكرية».
وأفاد بعض التجار بأن حملات الميليشيات التي طالت وما زالت الكثير منهم تحت ذرائع ومسميات عدة تأتي في سياق حملات الجماعة السابقة التي تستهدف التجار ورجال المال بشكل عام، والمواطنين البسطاء الباحثين عن لقمة العيش لسد رمق جوع أسرهم على وجه الخصوص.
وفي مديرية الظهار وسط مدينة إب ذكرت المصادر المحلية أن الانقلابيين وعبر ما يسمى بـ«جبهة الإمداد والتموين» غير الرسمية فرضوا نسبة 15 في المائة من قيمة كل رخصة بناء تدفع لصالح ما أطلقت عليه الجماعة «نصرة القدس» وهي ذريعة حوثية كثيراً ما تستغلها الجماعة لتحويلها إلى أداة لنهب أموال ومدخرات اليمنيين.
إلى ذلك تحدث مواطنون لـ«الشرق الأوسط»، عن فرض الجماعة قبل أيام جبايات جديدة عليهم أثناء قدومهم لبعض المكاتب الحكومية في المحافظة للحصول على معاملات رخص بناء تمثلت بفرض زيادة جديدة فوق الزيادة السابقة التي بلغت 500 في المائة تحت مسمى «دعم القدس».
وكان ناشطون في محافظة إب تداولوا قبل أيام صوراً قالوا إنها لسندات حوثية صادرة عما تسمى بـ«جبهة الإمداد والتموين» وعليها شعار «القدس أقرب... الحملة الشعبية لدعم فلسطين»، تظهر مدى استغلال الجماعة ومضيها في مسلسل ابتزاز ونهب اليمنيين باسم القضية الفلسطينية.
ومع استمرار تغاضي قادة الجماعة في إب عن كل ما يحدث من انتهاكات وتعسفات متكررة بحق السكان في المحافظة و22 مديرية تابعة لها، ومواصلة تسخير كل إمكاناتها وطاقتها في جباية مزيد من الأموال على حساب معاناة اليمنيين، توقع الناشطون أن يكون هناك تصعيد ضد حملات الابتزاز، وصولاً إلى الإضراب الشامل، وإغلاق جميع المحلات في المحافظة وفي كافة المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية.
وكانت الجماعة، حليف إيران في اليمن، شنت على مدى الأشهر القليلة الماضية حملات بطش وابتزاز ممنهجة أسفر بعضها عن اعتقال العشرات من كبار التجار وملاك المحال التجارية في إب وفق ذرائع باطلة. وتحدثت حينها مصادر محلية في إب عن تدخل الغرفة التجارية وأعضاء من المجلس المحلي في إب لإقناع عناصر الجماعة بإطلاق سراح التجار المعتقلين؛ حيث أفرجت عنهم الجماعة عقب ثلاثة أيام من الاعتقال في سجونها الخاصة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.