«بصراحة مع» عبد المنعم عمايري وأمل عرفة... آداب العِشرة

حوار شجاع عن طلاقهما ومنعطفات الحياة

عبد المنعم عمايري وأمل عرفة... آداب العِشرة بعد الطلاق
عبد المنعم عمايري وأمل عرفة... آداب العِشرة بعد الطلاق
TT

«بصراحة مع» عبد المنعم عمايري وأمل عرفة... آداب العِشرة

عبد المنعم عمايري وأمل عرفة... آداب العِشرة بعد الطلاق
عبد المنعم عمايري وأمل عرفة... آداب العِشرة بعد الطلاق

تطلّق نجما سوريا عبد المنعم عمايري وأمل عرفة في عام 2015. ومنذ ذلك الاستحقاق وهما يجتمعان على الأخلاق. تسمّيه «عبود»، دلع المحبة ونداء العِشرة الطيّبة. يتواجهان في افتتاح موسم جديد من برنامج «بصراحة مع» (إم بي سي)، ويحملان من معاني المودّة وآداب البيوت جميلها وعظيمها. تتسلل خيوط الضوء من النوافذ، والزوجان السابقان على مسافة قريبة أحدهما من الآخر. ليس قرب الكنبتين وحده، بل قرب القلب وعِبرة الود. يحرصان على طرد الظنون: «هذا ليس حوار أقنعة ولا مثاليات. هذا نحن في الحقيقة». رفض سابقاً الإطلالة في برامجها، فقد خشي ألسنة تشكك بصدقه. يلتقيان بشجاعة، «ورح نحكي قصص كتير». منعطفات وذكريات وضحكات واستعادات. رقي ذهبي.
كل منهما يمثّل نفسه بروعة النموذج. تسأله ماذا تغيّر بعد الطلاق، أين استرحتَ وأين تعبتَ؟ لا يمكن ألا يُذهل المرء أمام رفعة كهذه. نجمان تصبح الحياة بينهما مستحيلة، لكنهما يُبقيان على عذوبة الاتساع والتفهّم والاحترام والتقبّل. لم يستقر في بيت لأربع سنوات، مستصعباً المرحلة الانتقالية؛ هو المدرك لفوضويته بعدما رتّبت فوضاه ولملمت أفكاره. لكنه تعوّد، وها هما أمام الكاميرات، يشكيان بنضج قسوة قرارهما عليهما، من دون أن يلقي طرف اللوم على الآخر ويحمّله وحده ذنب عذاباته.
اختار سكناً قريباً من الزوجة السابقة، والدة ابنتيه. ترحّب أمل عرفة ممازحة: «أهلاً بالجار». يعترف كلاهما بما استراح في الأعماق بعد الفراق: فهي روّضت بعض القلق، وهو كفَّ عن تحمّل حديثها خلال نومها وسطوة الكوابيس عليها. وتوقفا على التفاصيل: يزعجها الصوت العالي، ولا يزعجه. تنام لساعات، ويكتفي بالقليل. «ابنتاي مثلي. تستيقظان باكراً»، ينتهي العتب بضحك.
يراها فنانة استثنائية، ويعترف بأنه أُعجب بها في بداياته قبل أن يصبحا حبيبين. تردّ المحبة بالمحبة: لا يهون عليها أن تمسسه شوكة؛ فـ«عبود» والد ابنتيها، زميل المهنة ورفيق الدرب. وهي «أغلى حدا». ثمة ما يبقى بعد نهايات الحب، ليس بالضرورة أن يكون الجرح. في ذروة النضج والتصالح مع المصائر، هو القيمة الإنسانية للوقت والعلاقات. «الأهم بقاء الاحترام. تأطير أي طرف للحفاظ عليه لن يدوم طويلاً. يمكن الحفاظ على من نحب حين تتحرّر العلاقة من الشكل».
تكره أمل عرفة الطلاق، ولم يكن سهلاً إقدامها عليه. للمرة الأولى، يبوح عبد المنعم عمايري بالضعف بعد فشلهما العاطفي: «اهتزّت ثقتي بنفسي وجرفتني الكآبة. أنا إنسان، لدي مشاعر وإحساس». أما هي، فأصابها زلزال الروح. ستخدع آخرين يظنون أنه «شو عبالها»، لمجرد أنّ خارجها يحافظ على ثباته. الهزات مسرحها الداخلي، وقد تأججت في صميمها حيرة قاتلة: استحالة القدرة على الاستمرار واستحالة الرجوع إلى الوراء. «المنطقة النصف تولد انفجاراتي.
لِمَ أبغض الحلال؟ يلخّص عمايري: «الغربة، السفر، البعد عن الأهل، البقاء فترة من دون عمل. وجه أحدنا في وجه الآخر». كان السؤال: «ما هو الأفضل لابنتينا؟»، والجواب: الانفصال جراء مسائل لم تعد قابلة للحل. الطاقة الإنسانية تُستنفد أحياناً حتى أمام الحب. تخنقه وتُبرّده وتحوّله قفصاً معذّباً. والقفص، قفصٌ، أكان من حديد أو من ذهب. المفارقة باعترافهما، أنّ عمايري الشريك كان المشكلة والحل. التعب والراحة. ليست المسألة الجوهرية في شخيره الليلي، ولا في مناماتها المزعجة وكلامها أثناء النوم. هي مسألة خيارات. ماذا يريد كل طرف من الآخر؛ ماذا يأخذ وماذا يعطي.
يقرّ بأمومتها الرائعة، وبتضحيتها بأدوار من أجل العائلة. جمال الإنسان في حفظ الفضل، وعدم إشهار العداء وتقليل الشأن خلال طي الصفحة. وجماله في قول ما له وما عليه، لا في النيل من كرامة الآخر ومحو حسناته. «الأهم أننا اليوم صديقان. أنا سعيد بذلك»، يبتسم عمايري لشريكة فريدة.
هل سرّعت المهنة إجراءات الطلاق؟ يُجمعان: «هي مهنة شقاء، لكنها ليست السبب». يذكر يوم الوداع، حين لم يحمل من أغراضه سوى جواز سفره. لا تزال مرارة الانسلاخ عالقة في الحلق. كطعم الوحدة القاسية. راح يلملم يومياته بنفسه، بعدما عاش عمراً يرمي كل شيء هنا وهناك، لتعيد الزوجة الترتيب والتصويب. أخطأ في خيارات فنية، ومثّل لأغراض مادية. «ومن سابع أرض، استعدتُ فجأة حماسة الحياة، ورحت أنتقي أدواراً قيّمة». يعترف لها بحجم الانكسار من بعدها، إلى أن رفعه دوره في مسلسل «قيد المجهول» (شاهد) إلى قمم المجد.
ويتصارحان في مفهوم النجومية وفن صناعة الشخصيات. يستحيل سلخ المهنة عن الأرواح المتألمة. أمل عرفة فنانة ومنتجة، تكمل مسيرة العطاء؛ وعمايري ممثل مهم، يصوّر مع تيم حسن الجزء الأخير من «الهيبة». بطل مضاد لجبل شيخ الجبل.
يسألها أن تغني له، هي ابنة الملحن سهيل عرفة، نشأت على كبار الأسماء في منزلها: الشحرورة صباح، وديع الصافي، نجوم الدراما في سوريا... تهديه أغنية كانا يغنيانها معاً، عن الزمان والأمان: «لا، لا، لا تهرب عالماضي، الماضي ما بساع...» يتذكر بالحب عائلتها وتتذكر بالحب والدته. «عمو سهيل» أمسك يدها وحضنها، وعمايري لم يلقَ في بداياته رعاية وحضناً. الشغف بالمسرح «سرقه» من القانون والأدب العربي. يرفعه اليوم ويمنحه مكانة.
يخطر له سؤال يحرّكه الفضول: «بِمَ تفكرين قبل النوم؟». هل انتظر أن تجيبه: بك؟ أو بما فات وما سيأتي؟ الجواب المحنّك: «أفكر بطبخة الغد!». تسيل شهيته على واحد من ألذ أطباق، ويستعيدان بدايات الزواج حين كانا «متسوّلين»، يؤمّنان الطعام من أمها أو أمه، وفي أحسن الأحوال من المطاعم. هل العودة ممكنة؟ سؤال الختام. هو اكتفى بـ«لا»، وهي أضافت رشّة منطق: «ما تركته لأرجعله». جملة تلخّص قدرهما: «أنا صعبة وأنت صعب. كنا صغاراً ثم نضجنا. هيا بنا نشرب القهوة». ما أحلاكما!



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.