«الصحة العالمية»: البكتيريا المقاومة للمضادات جائحة لا تقل خطورة عن {كورونا}

الإفراط في استخدام العقاقير يضعف فاعليتها

«الصحة العالمية»: البكتيريا المقاومة للمضادات جائحة لا تقل خطورة عن {كورونا}
TT

«الصحة العالمية»: البكتيريا المقاومة للمضادات جائحة لا تقل خطورة عن {كورونا}

«الصحة العالمية»: البكتيريا المقاومة للمضادات جائحة لا تقل خطورة عن {كورونا}

إن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية هو أحد المواضيع الحيوية التي تعاني منها المجتمعات الطبية وكذلك المرضى وبالذات المنومون في المستشفيات وأولئك الذين لديهم مشاكل صحية متعددة لها علاقة بالالتهابات البكتيرية المتكررة. ويسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أضراراً، أهمها «المقاومة البكتيرية للمضادات» التي تحدث عندما تكتسب البكتيريا مناعة ضد تأثير الأدوية، ما يزيد من صعوبة معالجة أنواع شائعة من الأمراض وتفاقم خطرها بما يؤدي أحيانا إلى الوفاة.
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أن المقاومة المتنامية للمضادات الحيوية لا تقل خطورة عن جائحة كوفيد - 19، وتهدد بإطاحة منجزات التقدم الطبي الذي تم إحرازه على مدى قرن، واعتبرتها واحدة من أكبر التهديدات الصحية في زماننا.

- معجزة المضادات الحيوية
تحدث إلى «صحتك» الدكتور أشرف عبد القيوم أمير نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع واستشاري طب الأسرة بالمركز الطبي الدولي موضحا أهمية وفضل المضادات الحيوية على البشرية في مكافحة الالتهابات والأمراض المعدية وأن اكتشافها كان تحولاً جذرياً في مكافحة الأمراض البكتيرية. وكانت بدايتها وتطويراتها كالتالي:
> في عام 1928، تم اكتشاف أول مضاد حيوي على مستوى العالم بواسطة العالم الأسكوتلندي ألكساندر فليمنغ Sir Alexander Fleming عندما لاحظ أن فطر البنسيليام Penicillium تمكن من القضاء على بعض المستعمرات البكتيرية التي كانت تجاوره وعطلها عن الانتشار من خلال إفراز بعض المواد الكيميائية التي اعتبرت فيما بعد بأنها المضاد الحيوي المشهور «بنيسيللين».
> من 1900 - 1996، حققت المضادات الحيوية إنجازات كبيرة، فخلال 96 عاما انخفضت نسبة الوفيات بلغت بسبب الأمراض المعدية انخفاضاً كبيرا، فبعد أن كانت تصل إلى حوالي 700 - 800 حالة وفاة لكل 100.000 شخص في السنة انخفضت إلى أقل من 50 - 60 حالة وفاة لكل 100 ألف حالة في السنة، وهذا يدل على تطور المضادات الحيوية وتمكنها من القضاء على مجموعة كبيرة من المشاكل التي لها علاقة بالالتهابات البكتيرية.
> ويحسب للمضادات الحيوية الفضل في خفض نسبة الوفيات بلغت بسبب الأمراض المعدية مقابل عدم قدرتنا، إلى الآن، في التحكم في الأمراض غير المعدية أي الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط والربو وأمراض القلب التي ما زالت تسجل معدلات وفيات مرتفعة تصل إلى أكثر من 900 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص في السنة.
> في عام 1999، أظهرت إحدى الدراسات التي أجراها الدكتور آرمسترونغ وزملاؤه ونشرت في مجلة جاما JAMA قوة مفعول المضادات الحيوية في القضاء على أحد الأمراض الخطيرة لدى الأطفال وهو الالتهاب الرئوي الشعبي pneumonia فانخفضت نسبة الوفيات لدى الأطفال المصابين وارتفعت نسبة الشفاء عندهم من 25 في المائة إلى 80 في المائة بفضل هذه المضادات الحيوية.
> يظهر دور المضادات الحيوية في إنقاذ أرواح العديد من المرضى من فئة الأطفال حديثي الولادة، وزارعي الأعضاء مثل الكلى، ومرضى الأورام السرطانية الذين يتلقون العلاج الكيميائي الذي يخفض مناعة الجسم ويعرضهم للالتهابات الانتهازية، وأيضاً المرضى الذين يتناولون بعض المثبطات المناعية، والمرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية معقدة وبالتالي يكونون معرضين للإصابة بالالتهابات البكتيرية بعد الجراحة، إضافة إلى المرضى المنومين في العناية المركزة. فعلاً، لقد استطاعت هذه الأدوية بمشيئة الله إنقاذ أرواح العديد منهم والحفاظ على سلامتهم.

- مقاومة البكتيريا
ذكر السير الكسندر فليمنغ، في عام 1945، أنه ليس من الصعب أن تقاوم البكتيريا المضاد الحيوي (البنسلين) إذا تعرضت لتركيزات منه غير كافية لقتلها، وبالتالي تصبح هناك فرصة للبكتيريا لإحداث تغييرات جينية وراثية لديها وظهور جيل من البكتيريا مقاوم للمضادات الحيوية. وذكر أن هذه المقاومة التي حدثت في المختبرات يمكنها أيضاً أن تحدث داخل جسم الإنسان.
ويضيف الدكتور أشرف أمير أنه بالفعل، قد فوجئ المجتمع الطبي والمنظمات العالمية بظهور مقاومة للمضادات الحيوية من قبل بعض أنواع البكتيريا بسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية واستخدامها في غير موضعها، هذا رغم النجاحات الرائعة التي حدثت وقدرة المضادات الحيوية في احتواء المشاكل الصحية والأمراض والالتهابات البكتيرية.
في العقود الأولى من سنة 1930 كانت المضادات الحيوية تحتفظ بفعاليتها في القضاء على البكتيريا لسنوات طويلة بعد اكتشافها قد تصل إلى 20 و30 سنة، لكنها ابتداء من سنة 1960 أصبحت تتعرض لمقاومة البكتيريا لها خلال سنوات قصيرة لا تتجاوز الخمس أو الست سنوات، وهذا يعتبر مؤشرا خطيرا جدا يعرض المرضى لالتهابات بكتيرية قد تكون قاتلة.
ولنأخذ مثالا على حجم المشكلة التي نواجهها حاليا ومدى خطورتها، ففي عام 2010 تعرضت أعداد كبيرة من الأطفال حديثي الولادة في (تنزانيا) لخطر الوفاة وانخفاض نسبة الشفاء والبقاء على قيد الحياة من 70 في المائة إلى 20 في المائة بسبب الالتهابات البكتيرية سالبة صبغة غرام (gram - negative bacteria)، وفقاً لدراسة كيانج وزملائه (Kayange et al. BMC Pediatrics 2010، 10:39) والسبب هو حدوث نوع من المناعة عند البكتيريا ضد المضادات الحيوية.
وبعدها، في عام 2013، دقت منظمة الصحة الأسترالية ناقوس الخطر بنشر تقرير يفيد أن سوء استخدام المضادات الحيوية هو السبب الرئيسي في ظهور مقاومة شديدة وعنيفة من البكتيريا ضد المضادات، والأخطر من ذلك عدم وجود نوعية جديدة من المضادات في خطوط الإنتاج تكون فعالة في القضاء على البكتيريا ما قد يعيدنا إلى عهد ما قبل اكتشاف المضادات.

- استجابة عالمية
في نفس العام 2013، دعت هذه الكارثة الكبيرة منظمة الصحة العالمية ومركز القيادة والتحكم العالمي للأمراض CDC أن يرسما مسار خطة عمل عالمية أوضحت أن 50 في المائة من المضادات الحيوية تصرف بدون داع وتستخدم بطرق خاطئة.
وفي 2014، أصدرت منظمة الصحة العالمية توجيها عالميا لتعزيز التعاون في مجال المراقبة العالمية واحتواء هذه المشكلة الكبيرة عن طريق التعاون الدولي والاهتمام بالمراقبة الدوائية للمضادات، فالفجوة كبيرة، حاليا، في المراقبة. وفي 2015، طلبت منظمة الصحة العالمية تشكيل لجان عالمية دولية بمشاركة عدد كبير من الدول أعضاء مجلس الأمم المتحدة.
في 2016، وقعت 193 دولة على إعلان الأمم المتحدة (UN Declaration) لاتخاذ إجراءات بشأن مقاومة مضادات البكتيريا، مؤكدة التزامها بسبل وأسس احتوائها ومراقبة وتقنين وترشيد الاستخدام وأن يكون في دواعيه الطبية المعتمدة.

- أسباب مقاومة البكتيريا
أسباب حدوث مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية:
> الاستخدام السيئ للمضاد الحيوي والإفراط فيه، كأن يصرف العقار غير الصحيح الذي لا يتطابق مع المزرعة الخاصة بالبكتيريا المسببة.
> لعهد قريب، كانت المضادات الحيوية تصرف بدون إشراف طبي أو وصفة طبية وبلا سبب طبي منطقي ما يؤدي إلى سوء استخدامها من قبل المرضى، ويكون ذلك سبباً رئيسياً لتكون ما يعرف بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
> إعطاء المضادات الحيوية للمرضى كإجراء وقائي لا داعي له قبل إجراء بعض العمليات الجراحية.
> استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات الفيروسية.
> انتشار البكتيريا المقاومة في المستشفيات بسبب كثرة استخدام المضادات الحيوية في بعض الأقسام من المستشفيات.
> السلوك الخاطئ لبعض المرضى والذي يتمثل بشكل كبير وأساسي في إيقاف المضاد بمجرد الشعور بالتحسن وعدم الالتزام بالفترة العلاجية المقررة من قبل الطبيب والتي عادة ما تكون 5، 7، 10، 14 يوما حسب نوع المرض وشدته فتنشط البكتيريا من جديد وتقاوم هذا المضاد الحيوي.

- برنامج الرقابة والتحكم بالمضادات الحيوية
> يقول الدكتور أشرف أمير إن معظم الدول في العالم وكذلك المنظمات العالمية التي تهتم بالصحة العامة ومكافحة الأمراض المعدية قد أقرت برنامج الرقابة والتحكم بالمضادات الحيوية. ومن أوائل تلك الدول المملكة العربية السعودية حيث يوجد نظام قوي جدا في مجال المراقبة سواء في المستشفيات أو المجمعات الطبية أو مراكز الرعاية الصحية الأولية. وقد صدر في عام 1439هـ– 2018م قرار منع صرف المضادات الحيوية من الصيدليات إلا بوصفة طبية، مما انعكس إيجاباً على صحة المواطن واستمرار فاعلية المضادات على البكتيريا المتنوعة.
من أهم أهداف البرنامج ما يلي:
- تحسين فرص الشفاء السريع وعدم الدخول في انتكاسات مرضية بسبب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
- الحفاظ على أمان وسلامة المعرضين للخطر وبالذات المرضى من كبار السن والمنومين في العناية المركزة والذين لديهم مشاكل صحية متعددة ولديهم نقص في المناعة.
- ترشيد استخدام المضادات الحيوية.
- تخفيض التكلفة العالية بسبب ظهور المقاومة وبقاء المريض منوما بالمستشفى لفترة أطول واستخدام مضادات حيوية قوية المفعول.
من أهم مهام البرنامج ما يلي:
- إثراء ثقافة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، والتحكم بمصادر العدوى، واحتواء المشاكل الصحية التي لها علاقة بالعدوى المبكرة من غير استخدام المضادات الحيوية.
- استخدام المضادات الحيوية فقط عندما تكون هنالك حاجة ودواعٍ طبية معينة.
- عند استخدام المضاد الحيوي يجب التأكد من أنه المضاد الصحيح والمناسب سواء بالجرعة أو النوعية أو المدة المناسبة للقضاء على المشكلة الصحية.
- استخدام الجرعات الموصى بها وهي جرعات، عادة، تكون قصيرة غير مطولة خاضعة للتجارب والإثباتات العلمية والبراهين الطبية.
- ثقافة المجتمع في التعامل مع هذه المشكلة وإدراك مدى خطورتها، فهناك برامج لتثقيف الفرد والأسرة والمجتمع تجاه هذه المشكلة، وأيضاً هناك دعم لوجيستي لكل ما تحتاجه هذه البرامج من إمكانيات.
وأخيرا، من المهم جدا أن نفرق بين الالتهاب البكتيري والالتهاب الفيروسي والالتهاب التحسسي، فالالتهابات البكتيرية فقط هي التي تستخدم فيها المضادات الحيوية أما الالتهابات الفيروسية مثل التهابات الجهاز التنفسي العلوي فإن 90 في المائة إلى 95 في المائة منها تكون فيروسية لا تستجيب للمضادات الحيوية ويجب عدم استخدامها في هذه الحالات، ويكتفى باستخدام العلاجات العرضية فقط، وبالنسبة للالتهابات التحسسية فهي تعالج باستخدام مضادات الحساسية ومضادات الهيستامين. وفي بعض الالتهابات مثل التهابات الأذن الخارجية أو التهاب الملتحمة أو الأكزيما فهنا يمكن استخدام فقط المضاد الموضعي بدلا من المضادات الجهازية.
وعليه يجب التأكد من استخدام المضاد الحيوي المطابق لمزرعة البكتيريا، ولا بد من وجود دواعٍ لاستخدام المضاد الحيوي وأن يتم استخدام الأنواع البسيطة أولا قبل الوصول إلى الأنواع المتطورة القوية جدا حتى تظل محتفظة بفعاليتها وقوتها لأطول مدة ممكنة. ونؤكد على أن الإفراط وسوء استخدام المضادات الحيوية يسببان أضراراً كبيرة جدا، أهمها مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.

- استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

صحتك لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

صُمم جهاز طبي مبتكر يُعرف باسم « Genio» يهدف إلى تحفيز الأعصاب في اللسان لتحسين التنفس أثناء النوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي سوريون ينتظرون في طابور للعبور إلى سوريا من تركيا في منطقة ريحانلي في هاتاي بتركيا في 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إن نحو مليون شخص نزحوا منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أن قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مصر تستعرض تجربتها في علاج الوافدين من «فيروس سي» خلال ورشة عمل بالتعاون مع المركز الأوروبي لعلاج الأمراض والأوبئة (وزارة الصحة المصرية)

مصر تعالج الوافدين ضمن مبادرات قومية رغم «ضغوط» إقامتهم

لم تمنع الضغوط والأعباء المادية الكبيرة التي تتكلفها مصر جراء استضافة ملايين الوافدين، من علاج الآلاف منهم من «فيروس سي»، ضمن مبادرة رئاسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
TT

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

لا يمكن تجاهل أعراض أزمة ارتفاع ضغط الدم، مثل ألم الصدر، وعدم وضوح الرؤية، والارتباك، وضيق التنفس. ولكن ارتفاع ضغط الدم نفسه (تكون قوة خلايا الدم التي تندفع في الشرايين مرتفعة باستمرار) يصيب واحداً من كل 4 منا.

وتقول الدكتورة سيميا عزيز، الطبيبة العامة في «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية»، إن ارتفاع ضغط الدم «قاتل صامت»، ويمكن أن تسبب هذه الحالة كل شيء؛ من «زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، إلى الخرف الوعائي ومشكلات الكلى»، وفقاً لما ذكرته لصحيفة «تلغراف» البريطانية.

لهذا السبب ينصح الأطباء كل من تجاوز الأربعين من العمر بفحص ضغط الدم مرة واحدة على الأقل كل 5 سنوات. ولكن مع بعض العوامل، مثل زيادة الوزن السريعة أو الإجهاد، التي تزيد خطر الإصابة، من المهم معرفة العلامات التحذيرية بين الفحوصات.

وفيما يلي بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

زيادة الوزن

لقد ثبت أن السمنة تسبب ما بين 65 و78 في المائة من جميع حالات ارتفاع ضغط الدم الأساسي، حيث يكون ضغط الدم مرتفعاً بشكل خطر دون سبب واضح، ولا يكون ناتجاً بشكل مباشر عن حالة صحية أخرى، مثل انقطاع النفس في أثناء النوم أو مشكلة الغدة الدرقية.

لحسن الحظ، تقول الدكتورة عزيز: «يختفي خطر ارتفاع ضغط الدم الناجم عن زيادة الوزن بعد أن يفقد الشخص ما يكفي من وزنه والعودة إلى نطاقه الصحي».

التدخين

يتسبب أيضاً في زيادة خطر إصابتك بارتفاع ضغط الدم، حيث يجعل الشرايين ضيقة ومتصلبة.

وتقول الدكتورة عزيز: «نعلم أن النيكوتين الموجود في السجائر يرفع ضغط الدم، ويمكن أن يتلف جدران الأوعية الدموية، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بالتزامن مع ارتفاع ضغط الدم».

وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين ما زالوا يدخنون هم الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وأشارت إلى أن «الإقلاع عن التدخين لا يزال وسيلة فعالة للحد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بشكل عام».

أنت أكبر من 60 عاماً

تتصلب الشرايين في جسمك بشكل طبيعي مع تقدم العمر، مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، حتى لدى أولئك الذين عاشوا دائماً أنماط حياة صحية للغاية.

ويعاني ما يصل إلى 60 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً من ارتفاع ضغط الدم، وهو رقم يرتفع إلى 65 في المائة لدى الرجال و75 في المائة لدى النساء فوق سن 70 عاماً.

وبينما لا يوجد كثير مما يمكنك فعله لمواجهة تقدمك في السن، لكن من المهم بالطبع أن تفحص ضغط دمك بانتظام. وتحذر الدكتورة عزيز: «من الشائع أن تشعر باللياقة والصحة ومع ذلك فلا يزال لديك ضغط دم مرتفع بشكل خطر. والطريقة الوحيدة التي يمكنك عبرها معرفة ذلك هي قياسه بشكل دائم».

تتناول الأطعمة المصنعة

سواء أكنت نحيفاً أم تعاني من زيادة الوزن؛ «فإذا كنت تتناول الأطعمة المصنعة، فإنها تزيد من علامات الالتهاب لديك، مما يسبب التهاباً منخفض الدرجة يؤثر على نظامك الأيضي بالكامل؛ بما في ذلك ضغط الدم»، كما تقول الدكتورة عزيز.

ربطت دراسات متعددة بين النظام الغذائي الغني بالأطعمة فائقة المعالجة وارتفاع ضغط الدم. ووجدت إحدى الدراسات، التي شملت 10 آلاف امرأة أسترالية، أن أولئك الذين تناولوا أكبر قدر من الأطعمة فائقة المعالجة كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنحو 40 مرة.

ولعلاج هذا، توصي عزيز بتناول نظام غذائي «يحتوي كثيراً من البروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية، بالإضافة إلى الفاكهة والخضراوات، ويفضل أن يكون منخفض الصوديوم»، كما تقول، فالنظام الغذائي الغني بالملح يمكن أن يزيد أيضاً من خطر ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.

الكحول

تقول الدكتورة عزيز إن تناول الكحول «سبب معروف لارتفاع ضغط الدم».

ولحسن الحظ، يمكن خفض ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الشرب عندما يمتنع الشخص من تناول الكحول أو يقلل منه.

تشعر بالإغماء والدوار

تقول الدكتورة عزيز: «قد يشكو بعض الأفراد الذين يعانون من ارتفاع الضغط من الشعور بالدوار أو الإغماء». وبينما قد يكون من السهل عَدُّ هذا أمراً طبيعياً.

في بعض الحالات، فإنه يمكن أن تتضرر الأوعية الدموية الضيقة في أذنيك بسبب ارتفاع ضغط الدم، مما يتسبب في انخفاض تدفق الدم عبر تلك المناطق، ثم ضعف التوازن.

ومع ذلك، يمكن أن تكون الدوخة المفاجئة أيضاً علامة على نوبة قلبية أو سكتة دماغية. إذا كانت الدوخة مفاجئة أو جاءت مع ألم في الصدر، وصعوبة في التنفس، وشعور بالقلق أو الهلاك، فمن المهم الاتصال بسيارة إسعاف على الفور.

ألم الصدر

ألم الصدر أحد أعراض ارتفاع ضغط الدم الذي قد يتداخل مع أعراض النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

وتوضح عزيز: «يمكن أن يشير الضيق المستمر أو الضغط أو الشعور بالإجهاد في صدرك إلى ارتفاع ضغط الدم؛ لأن هذه أعراض الذبحة الصدرية، حيث يحدث انخفاض مؤقت في تدفق الدم إلى القلب، مما يسبب ألماً في الصدر».

ومع ذلك، يمكن أن يشير ألم الصدر الشديد والمفاجئ إلى نوبة قلبية تتطلب عناية طارئة.

لديك صداع مستمر

من السهل تجاهل الصداع بوصفه مرضاً بسيطاً، لكن بعض أنواع الصداع المستمر يمكن أن تشير إلى أن ضغط دمك مرتفع للغاية.

وتقول عزيز إن الصداع المتكرر، مع الألم المستمر النابض الذي يبدأ في أسفل الجمجمة، يمكن أن يشيرا إلى ارتفاع ضغط الدم.

قد يكون هذا النوع من الألم في رأسك مختلفاً تماماً عن الصداع أو الصداع النصفي.

طنين الأذن

لقد ارتبط طنين أو رنين الأذن بارتفاع ضغط الدم، خصوصاً لدى المرضى الأكبر سناً. يشير بعض الأبحاث إلى أن نحو 44 في المائة من جميع المصابين بطنين الأذن يعانون أيضاً من ارتفاع ضغط الدم.

وتقول الدكتورة عزيز إن طنين الأذن الجديد أو الذي يحتوي صوتاً نابضاً، مثل ضربات قلبك، «يمكن أن يرتبط بمستويات ضغط دم مرتفعة للغاية».

رؤيتك ضبابية

إن الاضطرابات البصرية، أو ما يسمى «اعتلال الشبكية»، مثل عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة، «يمكن أن تحدث بسبب تلف الأوعية الدموية في العين بسبب ارتفاع ضغط الدم».

قد تشمل التغيرات الأخرى في الرؤية الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم «العوامات» في العين، وهي بقع صغيرة تطفو عبر رؤية الشخص، وفي بعض الحالات فقدان الرؤية، الذي قد يكون مفاجئاً.

التغيرات المفاجئة في الرؤية هي علامة أخرى على أن أعراضك وصلت إلى مستوى الطوارئ وتحتاج إلى العلاج في المستشفى.

وهناك بعض النصائح التي تقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو تخفضه إلى مستوى أقل؛ وهي:

- تناول نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي كمية قليلة من الملح والصوديوم (لا تزيد على 6 غرامات من الملح يومياً).

- مارس الرياضة بانتظام لمدة ساعتين ونصف على الأقل كل أسبوع.

- فكر في إنقاص الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن.

- حد من تناول الكافيين بحيث لا يزيد على 4 أكواب من الشاي أو القهوة يومياً.

- اتخذ التدابير اللازمة لخفض مستويات التوتر لديك، مثل ممارسة تمارين التنفس، أو ممارسة تمارين التقوية، مثل اليوغا أو الـ«تاي تشي» وهو فن قتالي يعمل على تعزيز التنفس والاسترخاء والصحة عموماً.

- احصل على 7 ساعات على الأقل من النوم كل ليلة.