شاشة الناقد

«شانغ - تشي وأسطورة العشر حلقات»
«شانغ - تشي وأسطورة العشر حلقات»
TT

شاشة الناقد

«شانغ - تشي وأسطورة العشر حلقات»
«شانغ - تشي وأسطورة العشر حلقات»

Shang‪ - ‬Chi ‪&‬ the Legend of the Ten Rings
1-2
> (**) وسط
> إخراج: دستِن دانيال كريتون.
> الولايات المتحدة | (2021)
> أكشن | صالات السينما
كنا تابعنا «بلاك بانثر» الذي وَضع على الشاشة بطلاً أسود البشرة. وتابعنا مغامرات «بلاك وِدو» الذي حام حول امرأة (وإن كانت هناك قبلها نساء مقاتلات متعددات). لذلك ليس غريباً أن يصل الدور إلى بطل آسيوي اسمه تشانغ - تشي ليلبي حاجة الجمهور الكبير (من شتّى الألوان والأجناس) إلى بطل جديد مختلف.
الاختلاف الرئيسي هو أن كل من «بلاك بانثر» (الراحل شادويك بوزمن) و«بلاك وِدو» (سكارلت جوهانسن) شخصيّتان معروفتان في إصدارات مؤسسة مارفل بينما لا تتعدّى شخصية تشانغ - تشي ربع شهرة أي منهما. على هذا، ومع توسّع إنتاجات مارفل- ديزني لتشمل شخصيات منفردة أكثر مما كان عليه الحال قبل 2018، كان لا بد من مغازلة الجمهور الشرق آسيوي بشخصية بطل مُؤلّف على نسق انتماءاتهم العرقية. تشانغ - تشي، قبل كل شيء، هي شخصية صينية ترعرعت في الولايات المتحدة وآلت على نفسها مجابهة الشر والانتصار للحق (ولو أن هناك مزجاً وتداخلاً غير مريح بينهما على شاشة هذا الفيلم).
يبدأ الفيلم بفصل من المعارك من الفنون الشرقية قبل أن يحصر نفسه بشخصية تشانغ - تشي كما يؤديها سيمو ليو. نتعرّف عليه شاباً عادياً يعمل في مأرب للسيارات لا علم له بأن المتاعب ستأتيه وتطرق باب حياته. عندما تفعل نكتشف، وإياه، بأن في ماضيه علاقة عدائية مع والده الذي هو نوع جانح من الأشرار حتى من بعد أن يعلن نيّته التراجع عن بعض مكائده وعلاقاته الإرهابية.
في مجلات الكوميكس تشانغ - تشي ليس سوى ابن شخصية بالغة الشر (ومشهورة في كوميكس وسينما الأربعينات وما بعد) هي شخصية فومانشو. لكن اسم فومانشو لا يرد ذكره هنا. ما نعرفه أن الابن لا يريد أن يكون كأبيه ولا أن يمتثل إلى وعوده أو تهديداته.
بعد الإبهار في نصف الساعة الأولى تأتي «البهارات» المعهودة. لا شيء خارج التوقعات ولا رغبة في صياغة أسلوب يقرّب الشخصية لجمهور عريض بناء على مواصفات أخرى غير القدرات القتالية ذاتها. صحيح أن الممثل سيمو ليو وسيم ومناسب للمهام ويتمتع باللياقة المطلوبة إلا أن هذا من البديهيات التي على ممثل يقود بطولة فيلم التحلّي بها. الحرص هنا هو على تقديم التقنيات والمؤثرات على ما عداها وهذا ما يحصده المُشاهد في المقام الأول.

Azor
> إخراج: أندرياس فونتانا
‫> أرجنتين | (2021)‬
> دراما سياسية | عروض: مهرجان موسكو
> (***) جيد
«أزور» هو فيلم هادئ النبض حتى عندما كان من الممكن توظيف مشاهد تحمل توتراً ناتجاً عن أحداث تغوص في البيئة السياسية التي ينقلها الفيلم لمشاهديه.
ما بين 1976 و1983 احتلت الأرجنتين عناوين الأخبار السياسية بسبب قيام السلطة العسكرية بالانقلاب على النظام المنتخب ديمقراطياً ثم ما تلا سيطرة العسكر على مقاليد الحكم بعد ذلك من ملاحقات وجرائم مدنية، أدت لمقتل عشرات الآلاف من المدنيين، كثير منهم من المثقفين والفنانين والشعراء.
الوجهة التي يتبناها الفيلم ليست تقريرية ولا هي محاولة لدمج الدراما بالتوثيق أو التسجيل، بل محاولة ناجحة إلى حد مقبول لعرض الأحداث الحاصلة من باب خلفي. عوض كتابة حكاية حول الضحايا أو الجلادين، يعمد إلى وضع تلك الأحداث في الخلفية. تبقى واضحة وصارمة لكنها تبتعد عن التوظيف لأجل كسب مشاعر جاهزة.
في الواقع هو فيلم هادئ النبرة والإيقاع مفاده وصول رجل أعمال سويسري اسمه إيفان (فبريزيو رونيوني) وزوجته (ستيفاني كليو) إلى بوينس آيرس في زيارة ظاهرها سياحي، أما باطنها فهو مختلف وخطر. لقد جاء يبحث عن زميل عمل اسمه كيز سبقه إلى الأرجنتين ثم اختفى. لا علم لإيفان بما حدث له ولا يستطيع أن يؤكد أو يتأكد من أن كيز انضم لليمين المتطرّف الذي استولى على الحكم كما تقول بعض الشائعات، ولا إذا ما زال حيّاً (شيء مما قامت عليه حبكة الكاتب غراهام غرين في «الرجل الثالث» التي تحوّلت إلى فيلم من إخراج كارول ريد).
أحد معارف إيفان رجل أعمال ثري اسمه أوغوستو (جوان ترنش) الذي يعتقد المرء أن السلطة الجديدة لن تتعرّض إليه كونه من أثرياء الوطن الذين يفضّلون عدم التعاطي مع المشاكل السياسية والأمنية. وهو بالفعل كذلك باستثناء ملاحظاته الحالية حول مصير الأرجنتين السياسي إذا ما استمر حكم العسكر.
السبب في أن أوغوستو حزين ويعيش أقسى فترات حياته حقيقة أن ابنته، الناشطة السياسية، اختفت منذ مدّة وأسباب اختفائها تعود إلى كونها من المعارضة. ما بين هذا الخط الجانبي والخط الأساسي الذي يمثّله إيفان تمضي أحداث الفيلم الأول لمخرجه أندرياس فونتانا. يعتمد على كاميرا لا تلحظ وجودها، وعلى حوارات تكشف دون صراخ وأداء يجعل المشاهد يتعاطف من دون الحاجة لضخ المشاعر جهاراً.

The Restless
> إخراج: ‪جواشيم لافوسي‬
‫> بلجيكا | (2021)‬
> دراما | عروض: مهرجان «كان»
> (**) وسط
هي مسألة وقت قبل أن ينتقل «غير المستقر» من استعراض حالات إلى فصل ثالث يؤدي إلى نتيجة مرضية إلى حد.
هذه قصّة رسام (دامين بونار) وزوجته (ليلى بختي) وابنه الصغير (غبريال ميرز شمّا). الرسّام مصاب بما يعرف بـ«ثنائية القطب» (يخبرني أحد المواقع أنه داء يصيب خلايا الأعصاب)، ولذلك هو متقلّب في مزاجه وأفعاله وبعض تلك الأفعال يقدم عليها من دون تفكير (يترك ابنه الصغير يقود اليخت بمفرده ويغطس في البحر) وعلى نحو تلقائي يُصيب زوجته بالإحباط. تبذل وتصبر لأنها تحب لكنها تتساءل إذا ما كان هذا الوضع يستحق المعاناة أم لا. هي القلب في هذا الفيلم وتؤدي دورها بإتقان وإدراك.

(*) لا يستحق
(**) وسط
(***) جيد
(****) ممتاز
(*****) تحفة


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.