مؤلفات «أدباء نوبل» تزيّن متحف نجيب محفوظ في القاهرة

تحويل الطابق الثاني إلى مركز إبداع ثقافي

TT

مؤلفات «أدباء نوبل» تزيّن متحف نجيب محفوظ في القاهرة

للمرة الأولى سيرى زائر متحف نجيب محفوظ بحي الأزهر التاريخي (وسط القاهرة) روائع الأديب المصري العالمي بجوار إبداعات أديب نوبل غابريل غارسيا ماركيز... هذا التلاقي الثقافي بين أديبين من أشهر كتاب العالم، خطوة أولى في مشروع طَموح أطلقه متحف نجيب محفوظ، لإنشاء مكتبة تضم مؤلفات أدباء نوبل حول العالم.
وانطلق مشروع مكتبة أدباء نوبل بالتزامن مع إحياء ذكرى وفاة الأديب الكبير نجيب محفوظ، في 30 أغسطس (آب) عام 2006، في إحدى قاعات متحفه، وبدأت المرحلة الأولى للمكتبة بمؤلفات محفوظ، والأديب الكولومبي الشهير غابريل غارسيا ماركيز، حيث قامت آنا ميلينا مينيوس، سفيرة كولومبيا في القاهرة بإهداء المتحف 26 عملاً من مؤلفات ماركيز باللغات العربية والإنجليزية والإسبانية، لتكون النواة الأولى للمكتبة، إذ تسعى السفارة الكولومبية إلى توفير نسخ من أعمال أدباء أميركا اللاتينية الحاصلين على جائزة نوبل، كما قامت السفيرة بإهداء المتحف صورة نادرة لماركيز، خلال مشاركتها في مراسم تدشين المكتبة التي حضرها عدد من المستشارين الثقافيين لدول أميركا اللاتينية.
وحصل الأديب الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز (1927 - 2014) على جائزة نوبل في الآداب عام 1982، ومن أبرز أعماله التي حققت شهرة عالمية، «مائة عام من العزلة»، و«الحب في زمن الكوليرا»، و«قصة موت معلن»، و«خريف البطريرك».
ومن أشهر أدباء أميركا اللاتينية الحاصلين على نوبل، الشاعرة التشيلية لوثيلا غودوي، التي عرفها العالم باسمها المستعار «غابرييلا ميسترال»، وحصلت على الجائزة عام 1945، وحصل الأديب الغواتيمالي ميغيل آنخيل أستورياس (1899 - 1974) على الجائزة عام 1967، والروائي ماريو فارغاس ليوسا، من بيرو، حصل على الجائزة عام 2010.
وبدأ متحف نجيب محفوظ في مشروع تحويل الطابق الثاني إلى مركز إبداع ثقافي وفقاً للدكتور فتحي عبد الوهاب، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة، والذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن: «العمل قد بدأ بالفعل لتحويل الطابق الثاني بالمتحف إلى مركز إبداع ثقافي على غرار مراكز الإبداع الثقافية الأخرى، ونأمل أن ننتهي منه قريباً».
وتسعى وزارة الثقافة إلى الوصول إلى مؤلفات أدباء نوبل حول العالم لضمها إلى المكتبة الجديدة، ويضيف عبد الوهاب: «نتواصل مع السفارات الموجودة بالقاهرة للحصول على نسخ من أعمال أدبائهم الحاصلين على نوبل، كما ستقوم السفارة الكولومبية بتوفير نسخ من أعمال أدباء أميركا اللاتينية الحاصلين على نوبل».
وافتُتح متحف الأديب نجيب محفوظ في 14 يوليو (تموز) 2019 في «تكية أبو الدهب الأثرية» في حي الأزهر التاريخي، ويضم مجموعة كبيرة من المقتنيات والمتعلقات الشخصية للأديب الكبير، منها ملابسه وساعته ونظارات القراءة وأدوات حلاقة اللحية وقلمان «أحدهما حبر والآخر جاف» أهداهما إليه الأديب الكبير توفيق الحكيم، إلى جانب مؤلفاته.
وضمن أنشطة إحياء ذكرى رحيل محفوظ، فتحت وزارة الثقافة الزيارة لتكون مجانية لمدة أسبوع، وشهد المتحف خلال هذه الفترة إقبالاً واسعاً وفق الكاتب الكبير يوسف القعيد، رئيس مجلس أمناء المتحف، والذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن: «المتحف شهد إقبالاً كبيراً خلال الاحتفاء بذكرى رحيل نجيب محفوظ، حيث تكون هذه الفترة فرصة للكثيرين من تلاميذه وزملائه والأجيال الجديدة لتذكر إبداعاته الخالدة، ومشاهدة متعلقاته الشخصية، وأتمنى أن يستخدم الأدباء علاقاتهم مع أدباء الدول الأخرى للوصول إلى نسخ لمؤلفات الأدباء الفائزين بجائزة نوبل لضمها إلى المكتبة، فعندما تشاهد مؤلفات محفوظ إلى جانب أعمال ماركيز، ستشعر بأهمية مشروع المكتبة، ووحدة الثقافة والهموم الإنسانية».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.