بايدن يعتمد مقاربة أميركية جديدة لمكافحة «كوفيد ـ 19»

ابن يرافق والدته المصابة بـ«كورونا» إلى المستشفى في هيوستن بتكساس (أ.ف.ب)
ابن يرافق والدته المصابة بـ«كورونا» إلى المستشفى في هيوستن بتكساس (أ.ف.ب)
TT

بايدن يعتمد مقاربة أميركية جديدة لمكافحة «كوفيد ـ 19»

ابن يرافق والدته المصابة بـ«كورونا» إلى المستشفى في هيوستن بتكساس (أ.ف.ب)
ابن يرافق والدته المصابة بـ«كورونا» إلى المستشفى في هيوستن بتكساس (أ.ف.ب)

اعتمدت الولايات المتحدة مقاربة جديدة في مكافحة وباء «كورونا»، بعدما تسبب تفشي متحورة «دلتا» وتباطؤ وتيرة التلقيح في ارتفاع كبير بالإصابات.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، في خطاب، مساء أمس، عن مقاربة من ستة محاور، تركز بشكل خاص على أهمية التلقيح ضد «كوفيد - 19». وفي خطوة يُتوقّع أن تثير كثيراً من الجدل في الأوساط الأميركية، وقّع بايدن على أمر تنفيذي يطالب بتلقيح جميع الموظفين الفيدراليين ضد «كورونا»، مستبعداً خيار لجوء الرافضين للخضوع لاختبارات دورية، وفق ما نقلت تقارير إعلامية محلية.
وتشمل المقاربة الجديدة، التي تأتي بعد تسجيل الولايات المتحدة حصيلة يومية بلغت 150 ألف إصابة الأسبوع الماضي، ستة مقومات أساسية، هي: تعزير مستويات التلقيح، وزيادة حماية الملقحين من خلال الجرعات المعززة، وإبقاء المدارس مفتوحة، وزيادة الفحوصات الدورية، وفرض لبس الكمامات، وحماية التعافي الاقتصادي، وتحسين رعاية مصابي «كوفيد - 19».
ويسعى بايدن من خلال فرض إلزامية اللقاحات في المباني الفيدرالية إلى تشجيع الشركات الخاصة والمؤسسات التعليمية وغيرها من الجهات على اعتماد نهج مماثل، مع مرافقة حملات التطعيم بفحوصات دورية وتدابير وقائية أكثر صرامة، في مسعى لمحاصرة متحورة «دلتا» التي تواصل حصد الأرواح وتضاعف الضغط على المستشفيات.
وإلى جانب الارتفاع الكبير في حالات الإصابة، خاصة مع انطلاق العام الدراسي الجديد، تسبب تفشي متحورة «دلتا» شديدة العدوى في ارتفاع معدل الوفيات اليومية، الذي قارب 1500 وفاة خلال الأيام الماضية. وأثار ذلك قلق كبار المستشارين الصحيين في إدارة بايدن، الذي يرون أن التطعيم الشامل هو السبيل الوحيد للسيطرة على الوباء.
وتنطبق الإجراءات التنفيذية الجديدة على جميع موظفي السلطة التنفيذية، بما يشمل البيت الأبيض وجميع الوزارات والوكالات الفيدرالية والجيش، ويبلغ قوامها قرابة 4 ملايين موظف، إضافة إلى المقاولين الذين يتعاملون مع الحكومة الفيدرالية. لكن هذه الإجراءات لا تُطبَّق على العاملين في السلطة التشريعية أو القضائية.
في هذا الصدد، قالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، عشية خطاب بايدن: «نعلم أن زيادة التلقيح ستوقف انتشار الوباء، ما سيمكننا من السيطرة عليه واستعادة الحياة الطبيعية. هذا هو هدفنا. لذلك نريد أن نكون واضحين بشأن ما نحاول تحقيقه».
وأوضحت ساكي أن مسؤولي الإدارة يرون دلائل على أن المزيد من الأشخاص في الولايات المتحدة منفتحون على تلقي اللقاح. فقد تلقى نحو 14 مليون شخص جرعاتهم الأولى في أغسطس (آب) الماضي، بزيادة أربعة ملايين عن شهر يوليو (تموز). لكن نحو 27 في المائة من سكان الولايات المتحدة المؤهلين الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أكثر لم يتلقوا لقاحات «كورونا» بعد، وفقاً لبيانات «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها». وفي بعض الولايات الأكثر تضرراً من الوباء، تكون نسبة غير الملقَّحين أعلى من المتوسط الوطني، فهي تصل إلى 42 في المائة في تكساس، و38 في المائة في فلوريدا.
وقد دفع قرار «إدارة الغذاء والدواء»، الشهر الماضي، بمنح الموافقة الكاملة للقاح «فايزر - بايونتك»، وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى مطالبة أفراد الجيش بتلقي جرعاتهم، أسوة ببقية اللقحات الإلزامية المعتمدة في الولايات المتحدة. وقال بايدن إن الموافقة يجب أن تزيل أي شكوك حول التطعيم.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

هناك الكثير من الأحداث المهمة المنتظر حدوثها في عام 2025، بدءاً من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومروراً بالانتخابات في أوروبا واضطراب المناخ والتوقعات بانتهاء حرب أوكرانيا.

ونقل تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية تفاصيل هذه الأحداث المتوقعة وكيفية تأثيرها على العالم ككل.

تنصيب دونالد ترمب

سيشهد شهر يناير (كانون الثاني) الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، بل وربما للعالم أجمع، وهو تنصيب ترمب ليصبح الرئيس السابع والأربعين لأميركا.

وسيقع هذا التنصيب في يوم 20 يناير، وقد تعهد الرئيس المنتخب بالقيام بتغييرات جذرية في سياسات بلاده الداخلية والخارجية فور تنصيبه.

ونقل مراسل لشبكة «سكاي نيوز» عن أحد كبار مستشاري ترمب قوله إنه يتوقع أن يوقّع الرئيس المنتخب على الكثير من «الأوامر التنفيذية» الرئاسية في يوم التنصيب.

وتنبأ المستشار بأنه، بعد لحظات من أدائه اليمين الدستورية «سيلغي ترمب قدراً كبيراً من إرث الرئيس الحالي جو بايدن ويحدد اتجاه أميركا للسنوات الأربع المقبلة».

وعلى الصعيد المحلي، سيقرّ ترمب سياسات هجرة جديدة جذرية.

وقد كانت الهجرة قضية رئيسية في الحملة الانتخابية للرئيس المنتخب، حيث إنه وعد بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد بايدن.

ويتوقع الخبراء أن تكون عمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها خاضعة لمعارك قانونية، إلا أن فريق ترمب سيقاتل بقوة لتنفيذها.

ومن المتوقع أيضاً أن يصدر ترمب عفواً جماعياً عن أولئك المتورطين في أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021، حين اقتحم الآلاف من أنصاره مبنى الكونغرس بهدف منع التصديق على فوز بايدن بالانتخابات.

وعلى الصعيد الدولي، يتوقع الخبراء أن يكون لرئاسة ترمب تأثيرات عميقة على حرب أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، وأجندة المناخ، والتعريفات الجمركية التجارية.

ومن المتوقع أن ينسحب ترمب من اتفاقية باريس للمناخ؛ الأمر الذي سيجعل أميركا غير ملزمة بأهداف خفض الانبعاثات الكربونية.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال ترمب إنه يستطيع تحقيق السلام وإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.

أما بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، فقد هدَّد الرئيس الأميركي المنتخب حركة «حماس» بأنه «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل 20 يناير (موعد تنصيبه) سيكون هناك جحيم يُدفع ثمنه في الشرق الأوسط». إلا أن الخبراء لا يمكنهم توقع كيف سيكون رد فعل ترمب المتوقع في هذا الشأن.

انتخابات أوروبا

سيبدأ العام بانتخابات في اثنتين من أبرز دول أوروبا، وهما فرنسا وألمانيا.

سينصبّ التركيز أولاً على برلين - من المرجح أن ينتهي الأمر بالليبرالي فريدريش ميرز مستشاراً لألمانيا؛ مما يحرك بلاده أكثر نحو اليمين.

ويتوقع الخبراء أن تكون أولويات ميرز هي السيطرة على الهجرة.

أما في فرنسا، فسيبدأ رئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوارد فيليب في الترويج لنفسه ليحلّ محل إيمانويل ماكرون رئيساً، بحسب توقعات الخبراء.

ويعتقد الخبراء أيضاً أن يتطور دور جورجيا ميلوني وينمو من «مجرد» كونها زعيمة لإيطاليا لتصبح قناة الاتصال بين أوروبا وترمب.

علاوة على ذلك، ستجري رومانيا انتخابات لاختيار رئيس جديد في مارس (آذار) المقبل.

الأوضاع في الشرق الأوسط

يقول الخبراء إن التنبؤ بما قد يحدث في الشرق الأوسط هو أمر صعب للغاية.

وعلى الرغم من تهديد ترمب بتحويل الأمر «جحيماً» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الموجودين في غزة، فإن وضع الرهائن لا يزال غير معروف وغير محسوم.

وعلى الرغم من التفاؤل الأخير بشأن المفاوضات، لا تزال الخلافات قائمة بين «حماس» وإسرائيل. لكن وقف إطلاق النار لا يزال محتملاً.

لكن أي هدنة ربما تكون مؤقتة، وهناك الكثير من الدلائل على أن الجيش الإسرائيلي ينوي البقاء في غزة في المستقبل المنظور مع تزايد الدعوات إلى احتلال دائم بين الساسة الإسرائيليين من أقصى اليمين.

وما لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير وسريع، فإن سمعة إسرائيل الدولية سوف تستمر في التردي في حين تنظر محكمة العدل الدولية في اتهامات بالإبادة الجماعية.

ويتوقع الخبراء أن يفكر نتنياهو في ضرب إيران، سواء لردع الحوثيين أو للتصدي للبرنامج النووي للبلاد، لكن قد يتراجع عن ذلك إذا لم يحصل على دعم من الرئيس الأميركي القادم.

ومن بين الأحداث التي يدعو الخبراء لمراقبتها من كثب هذا العام هي صحة المرشد الإيراني المسن علي خامنئي، التي كانت مصدراً لكثير من التكهنات في الأشهر الأخيرة، حيث ذكرت الكثير من التقارير الإعلامية أنها متردية للغاية.

أما بالنسبة لسوريا، فسيحتاج قادة سوريا الجدد إلى العمل على دفع البلاد للاستقرار وجمع الفصائل الدينية والعسكرية المختلفة، وإلا فإن التفاؤل المفرط الذي شوهد بعد الإطاحة ببشار الأسد سينقلب وتحلّ محله تهديدات بوقوع حرب أهلية جديدة بالبلاد.

العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

قد تكتسب المنافسة بين الصين والولايات المتحدة زخماً كبيراً هذا العام إذا نفَّذ دونالد ترمب تهديداته التجارية.

وقد هدد الرئيس الأميركي المنتخب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع الصينية؛ وهو ما قد يشعل حرباً تجارية عالمية ويتسبب في انهيار اقتصادي.

وتستعد بكين لمثل هذه المتاعب، وهي منخرطة بالفعل في إجراءات تجارية انتقامية مع الولايات المتحدة.

ودبلوماسياً، وفي حين توجد جهود لقلب العلاقة المتوترة بين المملكة المتحدة والصين، من المرجح أن تستمر مزاعم التجسس واتهامات التدخل الصيني في السياسة الأميركية، وهي اتهامات تنفيها بكين بشدة.

حرب أوكرانيا

يتوقع الخبراء أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025، مشيرين إلى أن القتال سيتوقف على الأرجح وأن الصراع سيتجمد.

وأشار الجانبان الروسي والأوكراني مؤخراً إلى استعدادهما لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ«سكاي نيوز» إنه على استعداد للتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها كييف، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لتقديم تنازلات أيضاً.

إنه تحول دراماتيكي في اللهجة، نتج من انتخاب دونالد ترمب، بحسب الخبراء الذين قالوا إن المحادثات والتوصل لصفقة بات أمراً حتمياً الآن.

ومهما كانت النتيجة، ستقدمها روسيا للعالم على أنها انتصار لها.

ويعتقد الخبراء أن الكرملين يأمل في اختتام المفاوضات قبل التاسع من مايو (أيار)، الذي يصادف الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، ليكون الاحتفال الروسي مزدوجاً.

لكن المشاكل لن تنتهي عند هذا الحد بالنسبة لبوتين. فمع ارتفاع التضخم، وانخفاض قيمة الروبل، وضعف الإنتاجية، سيكون الاقتصاد هو معركة روسيا التالية.