«الصحة العالمية» تنتقد غياب العدالة في توزيع اللقاحات

جددت دعوة تعليق الجرعات المعززة... وأمل بتلقيح 20% من الدول الفقيرة خلال أشهر

مدير منظمة الصحة العالمية خلال مؤتمر صحافي بجنيف (رويترز)
مدير منظمة الصحة العالمية خلال مؤتمر صحافي بجنيف (رويترز)
TT

«الصحة العالمية» تنتقد غياب العدالة في توزيع اللقاحات

مدير منظمة الصحة العالمية خلال مؤتمر صحافي بجنيف (رويترز)
مدير منظمة الصحة العالمية خلال مؤتمر صحافي بجنيف (رويترز)

انتقد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بشدة، انعدام العدالة في توزيع لقاحات «كوفيد – 19» حول العالم، وقال إن ذلك تسبب في جائحة ذات مسارين.
وقال تيدروس، في مؤتمر صحافي بجنيف، أمس، إن «أكثر من 50 ألف شخص قضوا بسبب (كوفيد – 19) كل أسبوع منذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي. وعلى مدار الشهر الماضي، ظلت الوفيات تقارب 70 ألفاً أسبوعيا»، وتابع: «لدينا الحلول لوقف انتقال العدوى وإنقاذ الأرواح. يؤدي التوزيع غير العادل للأدوات المنقذة للحياة، بما في ذلك التشخيص والأكسجين ومعدات الوقاية الشخصية واللقاحات، إلى انتشار جائحة ذات مسارين».
وأوضح المسؤول الأممي أنه على الصعيد العالمي، «تم إعطاء 5.5 مليار جرعة لقاح، ولكن تم إعطاء 80 في المائة منها في البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط». وأضاف: «لقد وعدت البلدان ذات الدخل المرتفع بالتبرع بأكثر من مليار جرعة، لكنه تم الإيفاء بأقل من 15 في المائة من هذه الجرعات. لقد وعد المصنعون بإعطاء الأولوية لآلية (كوفاكس) والبلدان منخفضة الدخل». وشدد: «لا نريد المزيد من الوعود. نريد اللقاحات فقط».
إلى ذلك، جدد تيدروس دعوته لدول العالم بتعليق توزيع الجرعات المعززة، لإتاحة جرعات من اللقاح للدول الفقيرة. وقال: «قبل شهر، دعوت إلى تعليق عالمي للجرعات المنشطة على الأقل حتى نهاية سبتمبر (أيلول)، لإعطاء الأولوية لتطعيم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في جميع أنحاء العالم، الذين لم يتلقوا جرعتهم الأولى بعد. لم يطرأ تغيير يُذكر على الوضع العالمي منذ ذلك الحين، لذا فإنني أدعو اليوم إلى تمديد التعليق الاختياري حتى نهاية العام على الأقل، لتمكين كل دولة من تطعيم 40 في المائة على الأقل من سكانها».
في سياق متصل، تأمل آلية «كوفاكس» الدولية الرامية لإتاحة اللقاحات للدول منخفضة الدخل، في تلقيح 20 في المائة من سكان الدول الفقيرة في العالم ضد «كوفيد – 19»، وهو مستوى بعيد عن الأهداف الأصلية، كما أعلن أمس (الأربعاء) مؤسسو هذه الآلية.
وقالت «كوفاكس» و«غافي» ومنظمة الصحة، في بيان مشترك: «اليوم لا تزال قدرة (كوفاكس) على حماية الأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم يعوقها حظر التصدير والأولوية المعطاة للاتفاقيات الثنائية بين الشركات المصنعة والبلدان والصعوبات في زيادة إنتاج بعض المنتجين الرئيسيين والتأخير في تقديم طلبات التسجيل»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويفترض أن يتيح نظام «كوفاكس» لـ92 دولة ومنطقة محرومة أن تتلقى مجاناً لقاحات ممولة من الدول الأغنى. لكنّ مؤسسي «كوفاكس» ينددون باستمرار بعدم مساواة صارخ في الوصول إلى اللقاح بين شعوب الدول الفقيرة والغنية.
وأكدت هذه المنظمات، في البيان، أن انعدام المساواة في الوصول إلى اللقاح يبقى «غير مقبول»، مع 20 في المائة فقط من سكان الدول متدنية الدخل نالوا جرعة أولى من اللقاح، مقابل 80 في المائة من السكان في الدول ذات الدخل المرتفع.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».