«حي جميل» في جدة يبدأ في استقبال سكانه

مجمع إبداعي يوفر لرواد أعمال سعوديين مراكز للتصميم والطهي والكوميديا

أكاديمية عيش مؤسسة سعودية جديدة متخصصة في فنون الخبز
أكاديمية عيش مؤسسة سعودية جديدة متخصصة في فنون الخبز
TT

«حي جميل» في جدة يبدأ في استقبال سكانه

أكاديمية عيش مؤسسة سعودية جديدة متخصصة في فنون الخبز
أكاديمية عيش مؤسسة سعودية جديدة متخصصة في فنون الخبز

بدأ «حي جميل» في جدة وهو أول مجمّع من نوعه لمجتمع الفنون والإبداع في المملكة العربية السعودية، في استقبال سكانه من المبادرات الفنية والثقافية والمجتمعية، وذلك استعدادا للموسم الافتتاحي لأنشطة حي جميل في الشتاء المقبل. وسوف يتجاور «سكان حي» في المجمع الإبداعي مع بقية منصات وبرامج فن جميل: «فنون حي»، «سينما حي»، «تعليم حي»، «استوديو حي»، «فناء حي»، و«ساحة».
ويمثل سكان حي نخبة من رواد الأعمال السعوديين الذين تمكنوا من صياغة مجالات أعمالهم بإبداع، والتحقوا بحي جميل وفق مفاهيم متجددة؛ بدايةً من الفنون والتصاميم المعاصرة، وصولاً إلى عروض الأداء وفنون الطهي، ودور النشر والتصميم.
وتضم قائمة أوائل سكان حي كل من: غاليري أثر، المعرض الفني المعاصر الرائد في المملكة العربية السعودية، والذي يستعد لتقديم عروض غامرة، بالتعاون مع سوبر بلو Superblue؛ وهي مؤسسة عالمية جديدة مكرسة لإنتاج الفن التجريبي وتقديمه وإشراك الجمهور فيه.
هناك أيضا هوم جرون ماركت وهو متجر مفاهيمي ومنصة إلكترونية في جدة، أسسته تمارا أبو خضرة للمصممين الناشئين من السعودية والعالم العربي، لتشجيع ريادة الأعمال. كما ينضم إلى سكان حي، المُحترَف وهو بيت تصميم متعدد التخصصات له خبرة أكثر من 35 عامًا في التصميم التحريري وتصميم العلامات التجارية والهويات المختلفة. تتضمن نشاطاتهم تصميم الخط العربي والمنشورات المطبوعة وتصميم المساحات، وذلك من مقراتهم المتعددة في جدة والرياض والخبر وبيروت.
وفي مجال الديكور انضم استوديو التصميم دهر للمعماري ومصمم الأثاث البراء أسامة صائم الدهر، والذي تركز منتجاته على خامات من طبيعة المملكة، حيث تمزج عناصر الحرف مع العمارة. وسوف يشهد حي جميل إطلاق «رواق»، أول موقع دائم لدهر ونقطة تعاون مع مصممين وشركات محلية وعالمية.
وفي مال الطعام انضمت لسكان «حي» أكاديمية عيش وهي مؤسسة سعودية جديدة متخصصة في فنون الخبز أسستها سمية شعيل، والتي تمتلك خبرة عشرة أعوام من العمل كطاهية معجنات مدربة على يد طهاة مشهورين عالميًا وقادة في تعليم صناعة الخبز والمعجنات. تهدف أكاديمية عيش، التي تعد مساحة لورش عمل مخصصة، إلى تحديث النهج التقليدي للخبز.
وفي المجال الترفيهي والأداء انضم الكوميدي كلوب وهو أول ناد كوميدي في المملكة العربية السعودية، أنشأه ياسر بكير، الكوميدي الارتجالي، في عام 2012. وهو بمثابة مكان للأداء ومساحة لورش العمل التفاعلية التي صممها متخصصون في هذا المجال، لتقديم جيل جديد من الحكائين.
ومن المرتقب افتتاح المزيد من النشاطات بعد موسم افتتاح حي جميل (من نوفمبر 2021 حتى مارس 2022)، حيث يقدم سكان حي مبادرات جديدة تضيف إلى مجتمع الفنون والثقافة المحلي المزدهر في جدة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».