مؤثرو «السوشيال ميديا» يسيطرون على «فوربس الشرق الأوسط للشباب»

أسرار دمدم تمثل السعودية... ومصر تتصدر القائمة

مؤثرو «السوشيال ميديا» يسيطرون على «فوربس الشرق الأوسط للشباب»
TT

مؤثرو «السوشيال ميديا» يسيطرون على «فوربس الشرق الأوسط للشباب»

مؤثرو «السوشيال ميديا» يسيطرون على «فوربس الشرق الأوسط للشباب»

رصدت مجلة «فوربس» الأميركية في نسختها لمنطقة الشرق الأوسط أكثر من ثلاثين وجهاً عربياً جديرين بأغلفة المجلات في المرحلة المقبلة، بعد أن أعلنت المجلة صباح أمس (الأربعاء)، عن أسماء 38 شاباً وشابة تحت عمر الثلاثين، من 11 دولة في الشرق الأوسط، كمواهب برزت وتصدرت العام، اعتباراً من 31 ديسمبر (كانون الأول) 2020. وشملت القائمة ستة مجالات وهي: الرياضة والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا، والتمويل والإبداع والتأثير الاجتماعي.
واللافت أنه من بين ريادة الأعمال والرياضة والسياسة، حصد مؤثرو مواقع التواصل الاجتماعي المقاعد الأبرز في القائمة السنوية للمجلة، والمعروفة باسم «30 under 30»، وذلك بـ7 شباب كان لهم وجود بارز خلال عام 2021.
وأوضحت المجلة على موقعها الرسمي أن هؤلاء المؤثرين يقدمون محتوى يشمل السياسة والصحة والتعليم، فضلاً عن الخدمات الاجتماعية، وهو ما يقدم مفهوماً جديداً لمصطلح المؤثر أو «الإنفلونسير»، ربما يعد بتحولات صنعها الوباء وصادق عليها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعلق الدكتور أنس النجداوي، الأكاديمي والمستشار في إدارة الأعمال الرقمية في جامعة آميتي في دبي، على قائمة «فوربس»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «تضمين القائمة على عدد كبير من المؤثرين يعكس مدى قوة شبكات التواصل الاجتماعي بين فئة الشباب، كما يقدم دلالة على عدم توفر البنية التحتية في الشرق الأوسط للإبداع في مجالات التكنولوجيا أو مجالات أخرى مثل الرياضة والفنون والتجارة الإلكترونية».
ويرى النجداوي أن «بيئة الابتكار ما زالت محدودة مقارنة بما هو متاح من شبكات التواصل الاجتماعي». وشدد على أن «الدول التي تواجه صعوبات اجتماعية واقتصادية هي التي تصدرت القائمة، فحسب التقرير تصدرت مصر أعلى معدل تمثيل عبر 8 مشاركين، يليها لبنان والأردن بـ4 لكل منهما».
ويفرق النجداوي بين النجاح والتأثير موضحاً: «لا جدال على أن الرياضي الذي أحرز ميدالية أو أي سبق ما في المحافل الدولية هو شخص يستحق التقدير والاحتفاء، لكن في مجتمعاتنا العربية يملك المؤثرون دوراً أكثر مباشرة وتأثيراً في حياة الشباب، وهو ما أخذه القائمون على الترشيحات في الاعتبار».
وكانت للإمارات صدارة من نوع خاص في قائمة «30 تحت الـ30» فقد تكرر اسم الإمارات بفضل إقامة 12 عضواً من أعضاء القائمة داخل أراضيها، وهو أيضاً ما يراه محللون دلالة على أن الإمارات باتت جسر الشرق الأوسط للاقتصاد العالمي. كذلك مثّلت الشابة أسرار دمدم، 27 عاماً، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة (Uvera)، المملكة العربية السعودية في فئة التكنولوجيا، ما اعتبره محللون انعكاساً للحقوق التي حصلت عليها المرأة السعودية بعد الإصلاحات التي اتخذتها المملكة على مدار الأعوام الماضية في هذا المجال.
فيما جاءت فئة الرياضة في المرتبة الثانية بعد التأثير الاجتماعي بـ6 مشاركات، وتصدر اسم فريال عبد العزيز، لاعبة الكاراتيه المصرية الحاصلة على الميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو 2020، المشاركات الرياضية، كما فاز السباح التونسي أحمد الحفناوي، 19 عاماً، بأحد المقاعد على خلفية فوزه بالميدالية الذهبية لمسابقة 400 متر سباحة حرة رجال، في أولمبياد طوكيو 2020، بينما جاء أصغر أعضاء القائمة في مجال الإبداع الفني وهو المغني وكاتب الأغاني الأردني عصام النجار البالغ من العمر 18 عاماً، بعد تحقيق أغنيته «حضل أحبك» أكثر من 87 مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب».
وعن اقتناص مصر 8 مقاعد بالقائمة يرى الدكتور خالد إسماعيل، مؤسس صندوق «كيانجل للاستثمار»، أنها خطوة مُبشرة، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «مصر دولة كبيرة وتعداد سكانها ضخم، لذلك لا أعتبر أن 8 مقاعد هو أمر يستحق المبالغة، ولكن هو مؤشر يدل على أن رواد الأعمال المصريين أمامهم فرص إقليمية وعالمية واعدة»، مؤكداً أن «تصدر اسم المدير المالي لشركة سويفل المصرية، يوسف سالم، القائمة، يعود إلى أنها أول شركة رائدة تُدرج في بورصة ناسداك الأميركية، ولكن ننتظر أن نقيم النتائج الفعلية».
ووضعت «فوربس» عدداً من المعايير الواضحة للتصفية واختيار الأسماء البارزة بين المواهب العربية، بعد أن ترشح نحو 300 شاب من خلال مشاركة إلكترونية على الموقع الرسمي للمجلة، وتضمنت المعايير تأثير المرشحين على صناعاتهم ومجتمعهم، وإمكاناتهم المستقبلية، كما أخذت المجلة في الاعتبار البيانات القابلة للقياس الكمي، مثل الأموال التي جمعوها، والإيرادات، وقيمة الصفقات، وعدد الأشخاص المستفيدين، وعدد العملاء، والجوائز التي فازوا بها، بالإضافة إلى عدد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي.
بدوره، يرى شريف ديواني، المدير التنفيذي السابق للمركز المصري للدراسات الاقتصادية ومؤسس «شركة مايكروسيف للذكاء الصناعي»، أن تصدر مصر قائمة «30 تحت الـ30»، أمر يدعو للفخر بلا شك، لا سيما أن المشاركات جاءت برواد أعمال ذاع صيتهم في المنطقة العربية خلال العام الذي قارب على الانتهاء، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «وجود رواد الأعمال العرب الشباب ضمن القائمة يعكس اهتمام الحكومات، بما فيها مصر، بالمواهب الواعدة، وتقديم الدعم لهم إيماناً بأن صعود الشباب يعني انتعاش المنطقة العربية ككل، فهم صُناع المستقبل».


مقالات ذات صلة

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».