انتقادات واسعة للدنمارك لإجبارها المهاجرين على العمل مقابل تلقي إعانات

رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن (إ.ب.أ)
رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن (إ.ب.أ)
TT

انتقادات واسعة للدنمارك لإجبارها المهاجرين على العمل مقابل تلقي إعانات

رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن (إ.ب.أ)
رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن (إ.ب.أ)

قررت الدنمارك مؤخراً إجبار بعض المهاجرين على العمل لمدة 37 ساعة في الأسبوع من أجل الحصول على مزايا الرعاية الاجتماعية. وسيكون ذلك شرطاً على من حصلوا على مخصصات لمدة بين 3 و4 سنوات ولم يصلوا إلى مستوى معين من الكفاءة في اللغة الدنماركية، وفقاً لـ«هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)».
وقالت رئيسة الوزراء، ميته فريدريكسن، إن القواعد تستهدف بشكل مباشر النساء من «الخلفيات غير الغربية» اللائي يعشن على الإعانات. وأثار ضغط الحكومة الدنماركية لإجبار العاطلين عن العمل من ذوي «احتياجات الاندماج» على العمل انتقادات شديدة.
وشددت الدنمارك مراراً وتكراراً سياسات الهجرة في السنوات الأخيرة. ولدى الدنمارك الآن بعض من أكثر القواعد صرامة في أوروبا، وقد حددت هدفاً يتمثل في عدم تلقي أي طلبات لجوء.
وقالت الحكومة إن الخطة الجديدة صُممت لمساعدة المهاجرين على الاندماج في المجتمع الدنماركي، لكن البعض قال إن القواعد مضللة وغير عادلة.
وصرحت فريدريكسن للصحافيين: «نريد تقديم منطق عمل جديد؛ حيث من واجب الناس المساهمة والاستفادة، وإذا لم يتمكنوا من العثور على وظيفة منتظمة، فعليهم العمل مقابل أجرهم».
وتابعت: «إنها مشكلة في الأساس عندما يكون لدينا مثل هذا الاقتصاد القوي، حيث يطلب مجتمع الأعمال العمالة، ثم تكون لدينا مجموعة كبيرة؛ في المقام الأول من النساء من خلفيات غير غربية لا يشكلن جزءاً من سوق العمل».
وقال وزير العمل، بيتر هوملغارد، إن الوظائف يمكن أن تتراوح بين التقاط أعقاب السجائر على الشاطئ والعمل في الشركات.
من جهته، قال رئيس «الرابطة الوطنية للبلديات»، جاكوب بوندسغارد، إنه يشك في أن تكون الخدمة المجتمعية للمهاجرين العاطلين عن العمل هي الطريق الصحيحة للمضي قدماً، وفقاً لتقرير بثته الإذاعة الدنماركية. وأضاف: «في تجربتنا؛ هذا لا يقرب المواطنين من الحصول على وظيفة».
وقدمت فريدريكسن، أمس (الثلاثاء)، حزمة إصلاحات. ومن أجل الاستمرار في تلقي الإعانات، من المتوقع الآن إلزام العاطلين عن العمل منذ فترة طويلة بأداء 37 ساعة كل أسبوع من الخدمة المجتمعية، مثل جمع القمامة.
وإذا حصل الاقتراح على أغلبية في البرلمان، فسوف يكون تخصيص وظائف للعاطلين عن العمل متروكاً للسلطات المحلية.
وقال بوندسغارد: «هذه مهمة صعبة للغاية وكبيرة للغاية... لا يُسمح لهذه الأدوار بأخذ الوظائف من العمالة العادية. لذا؛ فهذه وظائف يجب اختراعها».
وجاء انتقاد الخطة من كلا الجانبين في الساحة السياسية.
وجادل أندرياس ستينبرغ، من حزب اليسار الراديكالي، بأن اقتراح الحكومة كان رمزياً بحتاً، وقال لصحيفة «بوليتيكن» الوطنية إنه سيكون من الأفضل إعطاء المهاجرين تدريباً أفضل.
وبالمثل، أعرب راسموس يارلوف، من حزب «الشعب» المحافظ عن مخاوفه من أن يكون الإجراء مكلفاً للغاية؛ حيث لن يؤدي إلى تأثير كبير في النهاية.


مقالات ذات صلة

ألمانيا تطالب باتباع نهج أوروبي مشترك في عودة اللاجئين السوريين

أوروبا لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)

ألمانيا تطالب باتباع نهج أوروبي مشترك في عودة اللاجئين السوريين

طالبت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر باتخاذ نهج أوروبي مشترك بشأن العودة المحتملة للاجئين السوريين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عائلة سورية متوجهة إلى بوابة باب الهوى وتبدو على ملامحهم السعادة بالعودة إلى بلادهم (أ.ب)

تركيا تدين التوغل الإسرائيلي وتؤكد تصديها لأي محاولة لتقسيم سوريا

ندَّدت تركيا بالتوغل الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وشدّدت على دعمها سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، في حين اتخذت إجراءات لتسريع عودة السوريين

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي سوريون في برلين يحتفلون بسقوط الأسد (رويترز)

ألمانيا تبدأ مراجعة سياساتها الخارجية والداخلية حول سوريا واللاجئين

بدأت ألمانيا تراجع سياساتها الخارجية والداخلية فيما يتعلق بسوريا والسوريين الذين وصلوا لاجئين إليها فور سقوط نظام الأسد، والحكومة تنتظر «أفعال هيئة التحرير».

راغدة بهنام (برلين)
المشرق العربي زحام للسوريين أمام بوابة باب الهوى (جيلفاغوزو) انتظاراً لدخول بلادهم (إعلام تركي)

تركيا تدعو لمصالحة وطنية وتؤكد دعمها «سوريا الجديدة»

في حين يتدفق مئات السوريين على الحدود بين تركيا وسوريا للعودة إلى بلادهم أكدت أنقرة أنها ستعمل على ضمان عودتهم بأمان وعلى إعادة إعمار سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
TT

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري في مركز «سوبر دوم جدة»، بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة، موزعة على نحو 450 جناحاً، مع جهات حكومية وهيئات ومؤسسات ثقافية سعودية وعربية.

ويشتمل المعرض على برنامج ثقافي ثري، يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة، تتخللها محاضرات وندوات وورش عمل، يقيمها نحو 170 متخصصاً، إضافة إلى منطقة تفاعلية مخصصة للأطفال، تقدم برامج ثقافية موجهة للنشء بمجالات الكتابة والتأليف والمسرح، وصناعة الرسوم المتحركة، وأنشطة تفاعلية مختلفة.

برنامج ثقافي ثري يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة (هيئة الأدب)

ويتضمن المعرض ركناً للمؤلف السعودي، معرِّفاً الحضور على آخر إصداراته، ومهيأ للزوار منطقة خاصة بالكتب المخفضة، التي تأتي ضمن جهوده في الحث على القراءة، وإتاحتها للجميع عبر اختيارات متعددة، معززة بمناطق حرة للقراءة.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد اللطيف الواصل، مدير إدارة النشر بالهيئة، أن المعرض يعكس اهتمامهم بدعم وتطوير ونشر الثقافة والأدب في السعودية، مؤكداً دوره الريادي، حيث يسلط الضوء على جهود الأدب والأدباء المحليين والعرب والعالميين، عبر فعاليات وأنشطة مجتمعية بمعايير عالمية، وإيجاد فرص تفاعلية لزواره في قوالب فنية وأدبية متنوعة، وصولاً إلى تعزيز مكانة جدة بوصفها مركزاً ثقافيّاً تاريخيّاً.

المعرض يعكس الاهتمام بدعم وتطوير ونشر الثقافة في السعودية (هيئة الأدب)

ويحتفي المعرض بـ«عام الإبل 2024»، لما تُمثِّله من قيمة ثقافية في حياة أبناء الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، حيث خصص جناحاً للتعريف بقيمتها، وإثراء معرفة الزائر عبر جداريات عدة بأسمائها، ومواطن ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقصائد شعرية تغنَّى بها العرب فيها على مر العصور.

ويستقبل «معرض جدة للكتاب» زواره يوميّاً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 مساءً، ما عدا الجمعة من الساعة 2 ظهراً إلى 12 مساءً.

المعرض يُعزز جهوده في حث الزوار على القراءة عبر اختيارات متعددة (هيئة الأدب)

ويُعد ثالث معارض الهيئة للكتاب خلال 2024، بعد معرض «الرياض» الذي اختتم فعالياته أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومعرض «المدينة المنورة» المنتهي في أغسطس (آب).