مقتل أربعة مدنيين بقصف مدفعي لقوات النظام على إدلب

تصاعد الدخان جراء قصف جوي يستهدف مخيم للنازحين في إدلب السورية (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء قصف جوي يستهدف مخيم للنازحين في إدلب السورية (أ.ف.ب)
TT

مقتل أربعة مدنيين بقصف مدفعي لقوات النظام على إدلب

تصاعد الدخان جراء قصف جوي يستهدف مخيم للنازحين في إدلب السورية (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء قصف جوي يستهدف مخيم للنازحين في إدلب السورية (أ.ف.ب)

قتل أربعة مدنيين، بينهم طفل وشابة، أمس (الثلاثاء) في قصف مدفعي شنّته قوات النظام السوري على مدينة إدلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة في البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد الذي يتّخذ مقرّاً له في بريطانيا لكنّه يعتمد في معلوماته على شبكة واسعة من المصادر الميدانية في سوريا إنّ هذا أول قصف من نوعه منذ حوالي 10 أشهر يخلّف قتلى في المدينة الواقعة في شمال غربي البلاد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح المرصد أنّ القتلى هم «امرأة ورجل يشغل منصب نائب رئيس جامعة إدلب للشؤون الإدارية وطفله ورجل آخر» وقد سقطوا «جرّاء قصف مدفعي نفّذته قوات النظام على حي الضبيط بمدينة إدلب، ومتنزه عائلي على أطراف المدينة».

وأوضح أنّ المرأة قضت في القصف على حي الضبيط في حين سقط القتلى الثلاثة الآخرون في القصف على المتنزه.
من جانبه، أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية بأنّه شاهد في حي الضبيط «مدنيين ومسعفين وهم ينقلون جثة شابة على نقّالة من بيتها ويضعونها داخل سيارة إسعاف»، فيما سارع أشخاص تجمهروا في المكان إلى الفرار خوفاً من تجدّد القصف.

وتضمّ إدلب نحو ثلاثة ملايين شخص نزح ثلثاهم من أنحاء أخرى من البلاد التي تشهد حرباً منذ أكثر من عقد.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة للنظام أقلّ نفوذاً على نصف مساحة إدلب ومحيطها.
ويسري منذ السادس من مارس (آذار) 2020 وقف لإطلاق النار في المنطقة عقب هجوم واسع شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر، ودفع بنحو مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.
ولا يزال وقف إطلاق النار صامداً إلى حدّ كبير، رغم خروق متكرّرة، لكنّ قوات النظام صعّدت منذ يونيو (حزيران) قصفها في جنوب المنطقة.
وأكّد رئيس النظام السوري بشار الأسد في خطاب ألقاه إثر أداء القسم الدستوري لولاية رابعة، عزمه على استعادة المناطق الخارجة عن سيطرته.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.