مصر تؤكد دعمها للسودان بالتركيز على «المشروعات الاستراتيجية»

القاهرة أرسلت ثاني رحلات جسر المساعدات

TT

مصر تؤكد دعمها للسودان بالتركيز على «المشروعات الاستراتيجية»

جددت مصر دعمها للسودان ورغبتها في تعزيز التعاون معه في كل المجالات، مع التركيز على «المشروعات الاستراتيجية»، للوصول لمرحلة التكامل، لاسيما مشروع الربط الكهربائي بين البلدين.
واستقبلت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، أمس في الخرطوم، سفير مصر لدى السودان حسام عيسى، بالتزامن مع إرسال القاهرة ثاني رحلات الجسر الجوي للمساعدات الإنسانية للشعب السوداني. وصلت طائرتا نقل عسكريتان إلى مطار الخرطوم الدولي، محملة بأطنان من المساعدات الإنسانية التي تشمل كميات كبيرة من المواد الغذائية والبطاطين مقدمة من وزارة الدفاع وجمعية الهلال الأحمر المصرية للمساهمة في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين السودانيين، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بتقديم جميع أوجه الدعم للأشقاء السودانيين لمجابهة جميع المحن والأزمات. وخلال لقائها السفير المصري، شكرت وزيرة خارجية السودان، مصر على الاستجابة الفورية عبر تسيير الجسر الجوي من المساعدات الإنسانية لدعم المتضررين جراء الفيضانات والسيول.
وأكدت المهدي الشروع في تنفيذ نقاط التعاون المشتركة والاتفاقيات الثنائية، على أن تقدم اللجان المشتركة بين البلدين تقريرا دوريا لوزارتي الخارجية في البلدين مرة كل نصف شهر، ومن ثم رفعه للقيادة في البلدين. ودعت المهدي إلى مزيد من التعاون في مجالات الطاقة والتبادل التجاري والتدريب في المجالات المختلفة.
من جانبه، أكّد السفير المصري دعم مصر الثابت للسودان ورغبتها في تعزيز التعاون معه في كل المجالات، وتنسيق المواقف وتبادل الدعم في المحافل الدولية. وشدد في الوقت نفسه على استمرار دعم الحكومة المصرية للسودان، مع التركيز على المشروعات الاستراتيجية للوصول لمرحلة التكامل، لاسيما مشروع الربط الكهربائي بين البلدين. جرى خلال اللقاء الاتفاق على البداية الفعلية لتنفيذ برنامج تدريب الدبلوماسيين، بجانب الشروع في تنفيذ الاتفاقات مع الوزارات ذات الصلة. وفي القاهرة، التقى المستشار حمادة الصاوي، النائب العام المصري، نظيره السوداني المستشار مبارك محمود عثمان، ووفدا رفيع المستوى من قادة وأعضاء النيابة العامة السودانية، حيث أكدا ضرورة تضامن الجانبين في التصدي للجرائم المنظمة عبر الوطنية، وتبادل الخبرات بينهما في مجال استخدام تقنيات التحول الرقمي تسهيلاً للإجراءات القانونية والقضائية على المواطنين وتعظيم سبل مكافحة الفساد وصوره، وكذا ضرورة المشاركة الفعالة في ملف حقوق الإنسان في ظل إعمال المواثيق والمعاهدات الدولية في هذا الشأن. وأشار إلى تطلعه لتعزيز التعاون المثمر بين النيابتين المصرية والسودانية في ضوء مذكرة التفاهم الموقعة وبأي صورة من صور التعاون القضائي المباشرة بما يحقق مزيداً من الاستقرار في البلدين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.