مصر: دعم ديني ورئاسي لتخفيف «تكلفة الزواج»

مصر: دعم ديني ورئاسي لتخفيف «تكلفة الزواج»
TT

مصر: دعم ديني ورئاسي لتخفيف «تكلفة الزواج»

مصر: دعم ديني ورئاسي لتخفيف «تكلفة الزواج»

لمواجهة ارتفاع تكاليف الزواج، ومغالاة بعض الأسر المصرية في تفاصيلها، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن «تفكيره في توفير شقق مؤثثة بالكامل للشباب المصريين المقبلين على الزواج وطرحها للإيجار بشكل مخفض، للحد من خلافات الأسر حول اتفاقات الزواج».
وأضاف الرئيس خلال حضوره احتفالية «أبواب الخير» التي نظمها «صندوق تحيا مصر»، مساء أول من أمس، أنه يفكر في إنشاء 100 ألف شقة لهذا الغرض، لافتاً إلى «استفادة أهالي محافظة دمياط الشهيرة بصناعة الأثاث جراء ذلك».
وتفاعلت دار الإفتاء المصرية مع مبادرة الرئاسة، وأصدرت بياناً صحافياً لدعمها، إذ اعتبرتها من «الأمور المحمودة شرعاً»، ومن «جملة ما حثّ عليه الشرع الشريف وحَض عليه»، مشيرة إلى أن «هذا الأمر جدير بأن يتوفر له الدعم والتمويل من جميع جهات التبرع والصدقات والزكاة، إذ نَص فقهاء المالكية والحنابلة على أنه يجوز إخراج أموال الزكاة والصدقات والتبرعات مساعدة لمن أراد الزواج وهو عاجزٌ عن تكاليفه».
واستشهدت دار الإفتاء بما فعله الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز الذي أمر منادياً ينادي في الناس ويقول: «أين المساكين؟ أين الغارمون؟ أين الناكحون؟ حتى أغنى كُلا مِن هؤلاء؛ وذلك ليعطيهم من بيت مال المسلمين»، موضحة أن السنة النبوية المطهرة دعت إلى تيسير أمر الزواج والحضّ عليه عند الاستطاعة.
وتسعى السلطات المصرية إلى مواجهة تزايد معدلات الطلاق، عبر مبادرات عدة؛ أبرزها «مودة» التي بلغ عدد المترددين عليها أكثر من 4 ملايين شخص أغلبهم من الإناث، بحسب وزارة التضامن الاجتماعي المصرية التي ترعى المبادرة.
وتستهدف «مودة» الشباب في مرحلة ما قبل الزواج وتتمثل أهم أنشطتها في تنفيذ تدريبات تفاعُلية مباشرة بمختلف التجمعات الشبابية، حيث تم إعداد شبكة من المدربين من أعضاء هيئة التدريس (307) أعضاء على مستوى 8 جامعات، كذلك تدريب 25 ألف طالب و75 ألف طالبة على دليل «مودة».
ونوهت دار الإفتاء بأن الشرع الحنيف جعل المَهْرَ في الزواج لمصلحة المرأة صَوْناً لكرامتها وعزة لنفسها، لكن المغالاة في المهر تُعد عائقاً أمام الزواج وتنافي الغَرَض الأصلي منه، فالرفق بالشاب الذي يبتغي العفة في الزواج والتيسير عليه في قيمة المهر وتكاليف الزواج هو مما حَثّ عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال: «أعظم النساء بركة أيسرهن صَداقاً».
وأخيراً أطلقت مبادرة «مودة» برنامجاً تدريبياً يستهدف المخطوبين والمتزوجين حديثاً، وقد تم تدريب 1186 فتاة وخطيبها بـ7 محافظات.
ويتبارى الكثير من المصريين في التباهي بجهاز العروس عبر مواكب سيارات متعددة، تطوف بالشوارع، ورغم مطالبات المؤسسات الدينية والحكومية بعدم التشدد في المهور أو المغالاة فيها، خصوصاً في المناطق الريفية، فإن تلك الدعوات لم تؤثر على تغيير الأوضاع في معظم المدن والقرى المصرية، وفق متابعين.
ووفق اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن عقود الزواج في مصر بلغت أضعاف الطلاق في عام 2020، إذ وصلت إلى 876 ألف حالة زواج، مقابل 213 ألف حالة طلاق في العام ذاته، مشيراً إلى أن «حالات الخلع كانت 10 آلاف في 2019. وتراجعت في عام 2020 بنحو3600 حالة».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.