غسان شرتوني لـ «الشرق الأوسط» : بيروت ستبقى العاصمة الفنية التي لا يُستغنى عنها

يشارك في صناعة فنانين لبنانيين وعرب

يعد غسان شرتوني من أصحاب شركات الإنتاج الفنية القليلة المستمرة بنجاح
يعد غسان شرتوني من أصحاب شركات الإنتاج الفنية القليلة المستمرة بنجاح
TT

غسان شرتوني لـ «الشرق الأوسط» : بيروت ستبقى العاصمة الفنية التي لا يُستغنى عنها

يعد غسان شرتوني من أصحاب شركات الإنتاج الفنية القليلة المستمرة بنجاح
يعد غسان شرتوني من أصحاب شركات الإنتاج الفنية القليلة المستمرة بنجاح

تنفرج أساريرك وتتنفس الصعداء عندما تسمع غسان شرتوني، صاحب شركة الإنتاج «ميوزك إز ماي لايف». فهو استطاع من خلال مؤسسته هذه وأخرى «وتري» أن يسهم في صناعة وانتشار مئات الفنانين من لبنانيين وعرب. أما سبب انشراحك وأنت تصغي إلى حديثه، فيعود لتأكيده بأن بيروت كانت وستبقى العاصمة الفنية، التي لا يمكن الاستغناء عنها رغم كل المآسي التي تواجهها. فلبنان بحسب رأيه له ميزته الخاصة في عالم الترفيه بشكل عام والغناء بشكل خاص. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «إننا مشهورون بهذا الموضوع منذ سنوات طويلة، وسنبقى منتصبين ونقف بصلابة، طالما الميديا وأهل الفن، لا يزالون يقصدون لبنان للانطلاق منه. هذا نحن وسنبقى ونستمر في عملنا حتى الرمق الأخير».
«صناعة الأمل» هو العنوان الذي يضعه شرتوني نصب عينيه للاستمرار بعمله على الساحة الفنية، «لأن الفن يولد الأمل ويأخذنا إلى عالم إيجابي نحن نحتاجه».
ويرى شرتوني أنه على الدولة اللبنانية أن تبدي اهتماماً أكبر في هذا الشأن، خصوصاً أنه من المجالات الحيوية في لبنان، التي تسهم في إعالة آلاف العائلات.
ولكن ألا تعتقد أن الأوضاع اللبنانية غير المستقرة من شأنها أن تسهم في تراجع هذه الصناعة، ونفور الفنانين من لبنان؟ يرد في سياق حديثه: «لقد مررنا بأزمات كثيرة وفي حقبات مختلفة، وطيلة الوقت لم نتأخر عن إطلاق وصناعة نجوم لبنانيين وعرب. فالمعاناة تولد الفن، ورسالتنا هي إضفاء بعض الفرح والطاقة الإيجابية على حياة الناس، والفن وحده قادر على ذلك. ولذلك لا يجب أن نستسلم».
يرى غسان شرتوني أن الفنان عادة ما يتوجه إلى مصر أو لبنان للانطلاق بمسيرته. ويقول: «إنه بحاجة دائمة إلى مكان يتبناه، ولذلك نرى فنانين من العراق والكويت وتونس وغيرها يقصدون هذين البلدين. كما أن هناك اليوم دوراً تلعبه السعودية بعد الانفتاح الفني والترفيهي الكبيرين اللذين تسجلهما على الساحة. وفي لبنان نشهد رواجاً لتصوير الكليبات والبرامج الفنية، وهو ما يجعلنا حاجة».
خبرة غسان شرتوني في عالم الإنتاج الفني والغنائي مكنته من أن يندرج اسمه على لائحة أهم هذه الشركات في العالم العربي. فنسبة إلى عدد سكان المنطقة العربية، وتبلغ نحو 500 مليون نسمة، فإن هذا النوع من الشركات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. بينما وحسب قوله، فإن هذا النوع من الشركات في الغرب يتجاوز عددها الـ7400 مؤسسة. ويعلق: «لدينا نقص كبير في مجال الإنتاج الفني، مقابل عدد هائل من المواهب. ونحن لدينا رؤية مستقبلية لا نتخلى عنها تسهم في استمراريتنا. والنجاحات التي أنجزناها، تعود لأسباب كثيرة بينها تطلعنا الدائم إلى الشخص القابل لإدارة أعماله. فما يميز فنان عن آخر هو الخطة التي يتبعها، ونحن نركز على قابليته وتركيزه على إدارة موهبته. فنمزج موهبته وقابليته معاً كي يصل إلى أهدافه. لأن الأولى وحدها لا تكفي لتحقيق النجاح، بل في الجمع بين التخطيط والتركيز معاً. وبرأي شرتوني، هناك تقنيات ووسائل غيرت من وجهة الفنان. ويوضح: «الأمر بات يستلزم الاطلاع بشكل واسع على عناصر عديدة ترتبط بوسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية وداتا فنية واسعة. جميع هذه البيانات تسهل العمل الفني، إذ إن زمن الفن العشوائي انتهى».
يلحظ شرتوني أن هناك مواهب لا يوجد من يتبناها، وهو ما دفعه كشركة إنتاج فنية إلى التعامل مع جميع الجنسيات العربية ومع ناشئين وهواة غناء. فهؤلاء يستطيعون تزويد الساحة العربية بعناصر جديدة تؤمن لها الاستمرارية.
ويعرف غسان الشرتوني بحسه المرهف الذي يوجهه في خياراته، كما يملك رؤية مستقبلية مسبقة. ويقول: «كنت من أول من اهتموا بوسائل التواصل الاجتماعي وأثرها في الزمن الذي نعيش فيه. فالخلط ما بين الموهبة والعلم ضرورة نتبناها. ولذلك كانت لدينا القدرة على تغيير مسار فنانين كثر لأنهم وثقوا بنا».
ويرى غسان شرتوني أن ما يقوله ليس مجرد وجهة نظر، بل حقيقة ملموسة بالأرقام. ويتابع: «ليس هناك نجاح يأتي من العدم أو بالصدفة، فبمجرد أن يحب الناس فناناً معيناً ولو كان ناشئاً، ويسجل على تطبيق (تيك توك) مثلاً مليار مشاهدة، فهذا يعني انتقاله من الموهبة إلى الاحتراف. وفي المقابل وفي حال حققت أغنية ما بضربة حظ متابعة عالية، فتكون حققت النجاح بالطبع، ولكنها لم تتحول إلى (براند) (ماركة مسجلة)، وهنا يكمن دورنا».
تسجل كل من شركتي «ميوزك إز ماي لايف» والشركة الشقيقة لها «وتري» تطوراً مستمراً، فهما تحضران بقوة على الساحة الفنية. الأولى تهتم بإدارة أعمال الفنان وإبراز موهبته. فيما الثانية تملك حقوق التوزيع والإنتاج للفنان ضمن عقود رسمية. ومن بين الفنانين المتعاقدين معهم جورج وسوف ونجوى كرم وأليسا وغيرهم. فيما الأولى تقف وراء صناعة أكثر من فنان وأبرزهم ناصيف زيتون. وحالياً تتحضر الشركة لإبرام عقد مع الفنان التونسي مرتضى الفتيتي. وهو من المواهب المشهورة في العالم العربي، وقد حصدت إحدى أغانيه الأخيرة «شدة وتزول» 10 ملايين مشاهدة في مدة شهرين فقط. فهل غسان شرتوني يلحق بإحساسه للقيام بخياراته؟ يرد: «الإحساس وحده لا يكفي، هناك معطيات أخرى يجب الأخذ بها. فمواصفات الفنان الناجح كثيرة بينها حضوره وصوته وقبوله المساعدة. قد نكون من أكثر الشركات التي أصابت أهدافها، ولكن بفضل تطورنا وانتقالنا من العمل التقليدي إلى السوبر متطور. فحتى الحلم بات لا سقف له، والموسيقى العربية أفلتت من الحدود التي كانت تقيدها».
في المجال الفني لا أحد يستطيع ضمان النجاح مائة في المائة، ولكن بعض الشركات العالمية كـ«وورنر برازر» و«يونيفرسال» و«سوني»، أصبحت تمسك بزمام أمور الأسواق العالمية للأغنية (77 في المائة من موسيقى العالم). ويصل مدخولها إلى عشرات المليارات في العام، لأنها تتربع على قمة التكنولوجيا ومتطورة علمياً. ولكنها أيضاً عرفت كيف توفر لكل انطلاقة تتبناها هذا الكم من العلم والموهبة عند الفنان. كما أن الموسيقى الرقمية أسهمت في صناعة الفنان وانتشاره، وشكلت نقلة نوعية له على مستوى الكرة الأرضية. فهل نحن اليوم ما عدنا نعيش زمن الأغنية؟ برأي غسان شرتوني، أن النجاح تحول إلى ماركة مكتسبة تخول صاحبها التحليق في سماء الشهرة. وهذه الماركة حاول البعض الغش فيها، وإضافة أرقام هائلة على صفحات إلكترونية للإشارة إلى عدد المعجبين بالفنان. ولكن أصحابها اصطدموا بالأرقام الفعلية التي تحققها حفلاتهم، فأظهرت الفرق وأعادت كل فنان إلى مكانه الطبيعي}.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».