عميل سابق لـ«إف بي آي» يروي مطاردته واستجوابه لمهندس «أحداث 11 سبتمبر»

خالد شيخ محمد في صورة أفرجت عنها إدارة غوانتانامو
خالد شيخ محمد في صورة أفرجت عنها إدارة غوانتانامو
TT

عميل سابق لـ«إف بي آي» يروي مطاردته واستجوابه لمهندس «أحداث 11 سبتمبر»

خالد شيخ محمد في صورة أفرجت عنها إدارة غوانتانامو
خالد شيخ محمد في صورة أفرجت عنها إدارة غوانتانامو

يتذكر العميل السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي»، فرانك بيليغرينو، عندما كان جالساً في غرفة فندق في ماليزيا ومشاهدته الصور التلفزيونية للطائرات وهي تتحطم في البرجين التوأمين، يوم 11 سبتمبر 2001. أن أول ما اعتقده هو أن يكون خالد شيخ محمد، العقل المدبر للحدث المأساوي، حسبما أفاد تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وقال بيليغرينو إن زعيم تنظيم «القاعدة» في ذلك الوقت، أسامة بن لادن، هو الرجل الأكثر ارتباطاً بهجمات 11 سبتمبر (أيلول)، لكن الحقيقة أن محمد كان «المهندس الرئيسي»، وفقاً للجنة التي حققت في الهجمات. لقد كان الرجل الذي أتى بالفكرة وأخذها إلى تنظيم «القاعدة».
يتذكر بيليغرينو أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد كلفه بالتحقيق في تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993. كان هذا هو الوقت الذي لفت انتباه السلطات الأميركية لأول مرة إلى اسم محمد لأنه قام بتحويل أموال إلى أحد المتورطين. وأدرك عميل مكتب «إف بي آي» عن طموحات محمد في عام 1995 عندما تم ارتباطه بمؤامرة لتفجير عدة طائرات ركاب دولية فوق المحيط الهادي، في منتصف التسعينيات.
واقترب بيليغرينو من القبض على محمد، عندما تتبعه إلى قطر.
يضيف بيليغرينو، بأنه ذهب هو وفريق من مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى عمان، حيث خططوا للعبور إلى قطر واعتقال محمد، وكانت الطائرة جاهزة لإعادة المشتبه به، لكن كانت هناك اعتراضات من الدبلوماسيين الأميركيين هناك من إثارة المشاكل في البلاد.
في النهاية أبلغه السفير الأميركي بالدوحة، أن المسؤولين القطريين قالوا إنهم فقدوا أثر محمد.
يعتقد بيليغرينو، أن محمد قد تلقى بلاغاً بشأن اهتمام الولايات المتحدة به وهرب من قطر، وانتهى به الأمر في أفغانستان.
يقول بيليغرينو: «كان هناك قلق وغضب وإحباط، كنا نعلم في ذلك الوقت أنها كانت فرصة للقبض عليه». وأقر بأنه في منتصف التسعينيات لم يكن يُنظر إلى محمد على أنه هدف يحظى بأولوية عالية. ولم يتمكن العميل لمكتب التحقيقات الفيدرالي حين ذاك حتى من إدراجه في قائمة أكثر عشرة مطلوبين في أميركا.
وعلى مدار السنوات القليلة التالية، استمر اسم محمد في الظهور، غالباً في دفاتر الهاتف لمشتبهين بالإرهاب تم اعتقالهم في جميع أنحاء العالم.
يعتقد بيليغرينو، أنه خلال هذه السنوات ذهب محمد إلى بن لادن بفكرة تدريب الطيارين على قيادة الطائرات إلى المباني داخل الولايات المتحدة.
وبعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، ثبتت شكوك بيليغرينو في دور محمد في الهجوم عندما تعرف عليه محتجز من تنظيم «القاعدة».
وفي عام 2003، تم تعقب محمد واعتقاله في باكستان، كان بيليغرينو يأمل في أن يحاكم بموجب لائحة الاتهام التي عمل عليها. لكن محمد اختفى بعد ذلك، بعدما نقلته وكالة المخابرات المركزية إلى «موقع مجهول».
وفي عام 2006، بعد الكشف عن تفاصيل برنامج الاعتقال التابع لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه)، تم نُقل «معتقلون ذوو قيمة عالية» مثل محمد إلى خليج غوانتانامو، وسُمح لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بالدخول لاستجوابه.
في يناير (كانون الثاني) 2007، واجه بيليغرينو الرجل الذي كان يلاحقه لفترة طويلة. ويقول: «أردت أن أعلمه أنني كنت متورطاً في توجيه الاتهام إليه في التسعينيات»، على أمل فتح المحادثة لاستخراج معلومات حول أحداث سبتمبر (أيلول).
يتذكر بيليغرينو، أنه استجوب محمد لمدة ستة أيام، لكنه لم يكشف عن تفاصيل ما قيل لكنه أقر بأنه «رجل جذاب للغاية يتمتع بروح الدعابة».


مقالات ذات صلة

باكستان: جهود لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين

آسيا جندي باكستاني يقف حارساً على الحدود الباكستانية الأفغانية التي تم تسييجها مؤخراً (وسائل الإعلام الباكستانية)

باكستان: جهود لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين

الجيش الباكستاني يبذل جهوداً كبرى لتطهير المناطق الاستراتيجية على الحدود الأفغانية من المسلحين.

عمر فاروق (إسلام آباد)
أفريقيا وحدة من جيش بوركينا فاسو خلال عملية عسكرية (صحافة محلية)

دول الساحل تكثف عملياتها ضد معاقل الإرهاب

كثفت جيوش دول الساحل الثلاث؛ النيجر وبوركينا فاسو ومالي، خلال اليومين الماضيين من عملياتها العسكرية ضد معاقل الجماعات الإرهابية.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا سيدة في إحدى قرى بوركينا فاسو تراقب آلية عسكرية تابعة للجيش (غيتي)

تنظيم «القاعدة» يقترب من عاصمة بوركينا فاسو

أعلنت «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين»، الموالية لتنظيم «القاعدة»، أنها سيطرت على موقع عسكري متقدم تابع لجيش بوركينا فاسو.

الشيخ محمد ( نواكشوط)
أفريقيا رئيس تشاد يتحدث مع السكان المحليين (رئاسة تشاد)

الرئيس التشادي: سنلاحق إرهابيي «بوكو حرام» أينما ذهبوا

قال الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، في مقطع فيديو نشرته الرئاسة التشادية، إنه سيلاحق مقاتلي «بوكو حرام» «أينما ذهبوا، واحداً تلو الآخر، وحتى آخر معاقلهم».

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا آثار هجوم إرهابي شنَّته «بوكو حرام» ضد الجيش التشادي (إعلام محلي)

«الإرهاب» يصعّد هجماته في دول الساحل الأفريقي

تصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، خصوصاً بعد أن أعلنت تشاد أن أربعين جندياً قُتلوا في هجوم إرهابي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
TT

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت) أن بلاده تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال ضد القوات الأوكرانية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر وزير الدفاع الأميركي أن هناك نحو 10 آلاف عنصر من الجيش الكوري الشمالي موجودين في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا والمحتلة جزئياً من جانب قوات كييف، وقد تم «دمجهم في التشكيلات الروسية» هناك.

وقال أوستن للصحافة خلال توقفه في فيجي بالمحيط الهادئ «بناءً على ما تم تدريبهم عليه، والطريقة التي تم دمجهم بها في التشكيلات الروسية، أتوقع تماماً أن أراهم يشاركون في القتال قريباً» في إشارة منه إلى القوات الكورية الشمالية.

وذكر أوستن أنه «لم ير أي تقارير مهمة» عن جنود كوريين شماليين «يشاركون بنشاط في القتال» حتى الآن.

وقال مسؤولون حكوميون في كوريا الجنوبية ومنظمة بحثية هذا الأسبوع إن موسكو تقدم الوقود وصواريخ مضادة للطائرات ومساعدة اقتصادية لبيونغ يانغ في مقابل القوات التي تتهم سيول وواشنطن كوريا الشمالية بإرسالها إلى روسيا.

ورداً على سؤال حول نشر القوات الكورية الشمالية الشهر الماضي، لم ينكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك، وعمد إلى تحويل السؤال إلى انتقاد دعم الغرب لأوكرانيا.

وقالت كوريا الشمالية الشهر الماضي إن أي نشر لقوات في روسيا سيكون «عملاً يتوافق مع قواعد القانون الدولي» لكنها لم تؤكد إرسال قوات.