مسؤول التخطيط المغربي يدعو إلى تجنب التشكيك في صحة عدد سكان البلاد

الحليمي: المغرب دخل مرحلة عدم تجدد الأجيال

مسؤول التخطيط المغربي يدعو إلى تجنب التشكيك في صحة عدد سكان البلاد
TT

مسؤول التخطيط المغربي يدعو إلى تجنب التشكيك في صحة عدد سكان البلاد

مسؤول التخطيط المغربي يدعو إلى تجنب التشكيك في صحة عدد سكان البلاد

دعا أحمد الحليمي علمي، المندوب المغربي للتخطيط (بمثابة وزير التخطيط)، إلى عدم التشكيك في صحة الرقم المعلن عن عدد سكان المغرب، الذي بلغ 33 مليونا و848 ألفا و242 نسمة، بحسب ما توصلت إليه نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى.
وأوضح المسؤول المغربي، خلال لقاء صحافي، عقد مساء أول من أمس في الرباط، لإطلاع وسائل الإعلام على النتائج الأولية التي أسفر عنها الإحصاء بعد عرض نتائج هذا البحث على العاهل المغربي، الاثنين الماضي، أنه «لا يمكن التشكيك في صحة هذا العدد، لأنه على امتداد تاريخ عمليات الإحصاء التي عرفها المغرب منذ 1960 كانت الأرقام المعلن عنها حقيقية ولم تشبها أي شائبة»، مقرا أن الظروف التي جرى فيها الإحصاء الأخير كانت أكثر جودة مقارنة مع السنوات الماضية.
وجاء كلام الحليمي ردا على ما أثير في مواقع التواصل الاجتماعي من أن العدد المعلن لسكان المغرب غير دقيق. ودأب عدد كبير من المغاربة على التشكيك في الأرقام الرسمية لعدد السكان بعد كل إحصاء، وذلك بإضافة عدة ملايين. وبهذا الخصوص قال الحليمي إن هناك من قدر عدد سكان بالمغرب بـ40 مليونا، مشيرا إلى أنه بالإمكان التأكد بسهولة من صحة الأرقام، وذلك بالنظر إلى المحيط العائلي، حيث تراجع بكثير عدد أفراد الأسرة الواحدة مقارنة مع السنوات الماضية، إلى درجة أن المغرب دخل «مرحلة عدم تجدد الأجيال».
وأشار الحليمي في هذا الصدد إلى أن معدل أفراد الأسرة المغربية كان خلال سنة 1982 في حدود 6 أفراد، ليصبح 5.8 فرد عام 1994، ثم نزل إلى 4.8 عام 2004، ليصل إلى 4.2 فرد في سنة 2014، مضيفا أن عدد الأطفال لكل امرأة عرف بدوره انخفاضا، حيث كان يبلغ في 1960 معدل 7.2 طفل لكل امرأة، وفي 1971 بلغ 7.4، وفي 1982 وصل إلى 5.5، وفي 1994 انخفض إلى 3.3، أما في سنة 2004 فقد بلغ 2.5، بينما تراجع خلال سنة 2010 إلى 2.1.
وبلغ عدد الأجانب المقيمين في المغرب 86 ألفا و206 أجانب، بيد أن الحليمي كشف أن عددا من الأجانب رفضوا إحصاءهم، لا سيما الأمنيون والدبلوماسيون، لافتا إلى أنه طبقا لمعايير الأمم المتحدة، فإن الدبلوماسيين لا يشملهم الإحصاء.
وعقد الحليمي مقارنة بين نتائج الإحصاء العام الذي جرى في 2004، ونتائج الإحصاء الجديد بشأن معدل النمو السنوي ليتبين أن عدد سكان المغرب عرف زيادة إجمالية بلغت 3 ملايين و957 ألف نسمة، وهو ما يعادل 13.2 في المائة، بمعدل نمو ديمغرافي سنوي بلغ خلال هذه الفترة 1.25 في المائة، مقابل 1.38 في المائة ما بين 1994 و2004.
وكشفت نتائج الإحصاء أن نسبة المدن في المغرب ارتفعت إلى 60.3 في المائة، بعد ما كانت 55.1 في المائة سنة 2004، حيث أصبح معدل النمو الديمغرافي بالمدن 2.1 في المائة، مقابل ناقص 0.01 في المائة بالقرى. ويقيم 70.2 من السكان بحسب التقسيم الجهوي الجديد، في 5 جهات (مناطق)، تضم كل واحدة منها أكثر من 3 ملايين ونصف مليون نسمة، تتقدمها جهة الدار البيضاء الكبرى - سطات، بـ6 ملايين و862 ألفا، تأتي بعدها على التوالي جهة الرباط سلا - القنيطرة، وجهة مراكش - آسفي، وجهة فاس - مكناس، وجهة طنجة - تطوان - الحسيمة.
وأعلن المسؤول المغربي أنه خلال نهاية أبريل (نيسان) المقبل، سيعلن عن جميع المعطيات المتعلقة بظروف عيش السكان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي المعطيات التي يراهن عليها المغرب لإقرار برامج التنمية ومحاربة الفقر، بحسب المناطق والفئات الأكثر تضررا.
وتميز الإحصاء الجديد عن عمليات الإحصاء السابقة بتغطية استثنائية للسكان، وصل معدلها 98.62 في المائة، ورصدت له موازنة بقيمة 864.7 مليون درهم (103 ملايين دولار). وقد قلل الحليمي من أهمية المشكلات والصعوبات التي اعترضت عملية الإحصاء، ومن بينها تعدد اللهجات الأمازيغية، واشتراط البعض منحهم استمارات مكتوبة بحرف تيفيناغ الأمازيغي، على الرغم من أن فئة محدودة من الأمازيغ يتقنون القراءة بهذا الحرف، كما قلل من حجم الحوادث التي تعرض لها المشاركون في الإحصاء، وقال إنها حوادث فردية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.