استمرار زخم تحسن أداء القطاع الخاص غير النفطي في السعودية

«الموارد البشرية» تعلن مستهدف التوطين في 213 ألف فرصة وظيفية للعام الحالي

القطاع غير النفطي في السعودية يواصل التحسن مع نمو الطلب العام (الشرق الأوسط)
القطاع غير النفطي في السعودية يواصل التحسن مع نمو الطلب العام (الشرق الأوسط)
TT

استمرار زخم تحسن أداء القطاع الخاص غير النفطي في السعودية

القطاع غير النفطي في السعودية يواصل التحسن مع نمو الطلب العام (الشرق الأوسط)
القطاع غير النفطي في السعودية يواصل التحسن مع نمو الطلب العام (الشرق الأوسط)

أفصحت آخر البيانات لمؤشر مجموعة «آي إتش إس - ماركيت»، واسعة الانتشار لقياس أداء القطاع الخاص في العالم، عن استمرار زخم تحسن أداء القطاع غير النفطي في السعودية، كاشفة عن توسع قوي في الاقتصاد السعودي غير المعتمد على البترول في أغسطس (آب) الماضي.
وأوضحت الدراسة التي أعدتها المجموعة عن تراجع طفيف في مؤشر مدير المشتريات المعدل موسمياً من 55.8 نقطة إلى 54.1 نقطة في أغسطس، مشيرة إلى أن ذلك مدفوع بمؤشر الإنتاج الذي انخفض بشكل حاد إلى أدنى مستوى له منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2020.
واستطردت الدراسة: «لا يزال المؤشر يشير إلى ارتفاع قوي في النشاط غير المنتج للنفط، وهو الارتفاع الذي ربطته الشركات السعودية المشاركة في الدراسة بشكل عام بالمطالبة بإدخال تحسينات وتخفيف إجراءات السفر»، موضحاً أن أسعار الإنتاج ارتفعت بأقوى معدل لها منذ عام، رغم الزيادة المتواضعة في تكاليف مستلزمات الإنتاج.
ووفق «آي إتش إس - ماركيت»، استمرت الأعمال الجديدة في النمو بشكل حاد خلال الشهر، رغم تراجع معدل النمو عن شهر يوليو (تموز)، مرجعة ذلك جزئياً إلى زيادة طفيفة في مبيعات الصادرات، حيث أدى ظهور حالات «كوفيد - 19» في أنحاء أخرى من العالم إلى إضعاف انتعاش الطلب الأجنبي.
وواصلت الشركات السعودية، بحسب الدراسة، الإبلاغ عن استقرار نشاط التوظيف خلال أغسطس الماضي، ولم يتغير معدل خلق الوظائف عن يوليو، بل «كان هامشياً»، لافتة إلى أن ضعف معدل التوظيف ارتبط أيضاً بضعف مستوى ثقة الشركات.
وأشارت المجموعة إلى توقع 11 في المائة من الشركات المشاركة في الدراسة زيادة الإنتاج خلال العام المقبل، في وقت أدت فيه الزيادات الأبطأ في الإنتاج والطلبات الجديدة إلى معدل نمو أقل في الشراء في منتصف الربع الثالث.
ونتيجة لذلك، توضح الدراسة، نمو مخزونات المشتريات بأضعف وتيرة في 10 أشهر، بينما تم تسجيل تأخيرات في تسليمات الموردين لأول مرة، منذ مارس (آذار) الماضي، حيث كان هذا مرتبطاً بنقص المواد الخام عالمياً، وزيادة فترات الانتظار للتفتيش على الحدود.
ومن ناحية الأسعار، أشارت أحدث البيانات إلى أدنى ارتفاع في تكاليف مستلزمات الإنتاج في 6 أشهر، مدفوعاً بتباطؤ تضخم أسعار الشراء والانخفاض المتجدد في نفقات الموظفين، وفي الحالات التي ارتفعت فيها التكاليف، أشارت الشركات إلى ارتفاع أسعار النفط والنقل والمواد الخام مثل الألمونيوم.
وصعدت أسعار البيع بوتيرة قوية، مع تسارع التضخم إلى أسرع معدل له منذ عام، وأشارت الشركات إلى أن ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج وتحسن الطلب وزيادة أسعار المنافسين شجعتهم على زيادة أسعار مبيعاتهم.
من جانب آخر، أفصح وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي، عن أن مستهدفات برنامج التوطين للعام الحالي تتضمن 213 ألف فرصة وظيفية، موضحاً في لقاء مع رجال الأعمال وأعضاء الغرفة التجارية بمنطقة الجوف (شمال السعودية)، أن برنامج (نطاقات) قلص عدد الأنشطة المصنفة إلى 32 نشاطاً، كما ربط نسب التوطين بمعادلة تعتمد على عدد العاملين لتسهيل تعامل القطاع الخاص مع البرنامج وزيادة مشاركة الكوادر البشرية الوطنية بسوق العمل.
وأبان الراجحي أن الوزارة لديها توجّه جاد نحو التحول الرقمي، حيث يجري حالياً عبر المنصات الإلكترونية تنفيذ أكثر من 21 ألف عملية باليوم الواحد مقابل 700 عملية سابقاً كحد أقصى من خلال مكاتب العمل.


مقالات ذات صلة

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.