«المؤثرات البصرية» تفرض حضورها على السينما المصرية

نقاد يشيدون بالاعتماد عليها في 3 أفلام بـ«الموسم الصيفي»

أفيش فيلم «الإنس والنمس» (موقع شركات إنتاج على فيسبوك)
أفيش فيلم «الإنس والنمس» (موقع شركات إنتاج على فيسبوك)
TT

«المؤثرات البصرية» تفرض حضورها على السينما المصرية

أفيش فيلم «الإنس والنمس» (موقع شركات إنتاج على فيسبوك)
أفيش فيلم «الإنس والنمس» (موقع شركات إنتاج على فيسبوك)

أشاد متابعون ونقاد بالنقلة النوعية التي شهدتها السينما المصرية على مستوى المؤثرات البصرية الحديثة والغرافيك، والتي تم الاعتماد عليها بشكل لافت في 3 أفلام مصرية يجري عرضها حالياً ضمن موسم «الصيف السينمائي»، وهي «الإنس والنمس» و«ماكو» و«موسى»، وهو ما اعتبره متابعون بداية مرحلة جديدة تؤسس لتقديم أفكار سينمائية تعتمد بشكل كامل على الغرافيك، على غرار الكثير من الأفلام العالمية.
وشهد فيلم «الإنس والنمس» بطولة الفنان الكوميدي محمد هنيدي، وإخراج شريف عرفة، استخدام الكثير من المؤثرات البصرية وخصوصاً في مشاهد تجسيد حيوان النمس.
وكشف محمد فودة، مسؤول الغرافيك في فيلم «الإنس والنمس» في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن تنفيذ أعمال غرافيك الفيلم استغرقت نحو 8 أشهر، بالإضافة إلى 3 أشهر أخرى، لتحضير الرسوم والأشكال، قائلاً: «صورنا ما يقرب من 900 لقطة سينمائية في هذا العمل، وهذا العدد يعد الأعلى في تاريخ السينما المصرية، من حيث استخدام مرات الغرافيك». على حد تعبيره.
ورغم ذلك يؤكد فودة أن الطفرة الحقيقية في هذا الموسم بمصر تتمثل في «تجسيد كائنات حية كاملة بالغرافيك بكل تعبيرات وجهها وحركات جسدها»، وعدّها سابقة فنية مهمة لم تحدث من قبل، مثل كائن النمس في الفيلم الذي اعتمد ظهوره على الغرافيك بشكل تام، بجانب سمكة القرش في فيلم «ماكو»، بالإضافة إلى حركات الروبوت وبعض المشاهد الأخرى المهمة في فيلم «موسى». مضيفاً: «إن الاعتماد على هذه المؤثرات بات واقعاً، لا يمكن الاستغناء عنه في السينما المصرية، لكن بشرط توفر أفكار تجعل هذه التكنولوجيا أساسية في العمل».
وتدور أحداث فيلم «موسى» حول شاب مصري يجد نفسه وحيداً فيقرر صنع روبوت كي يشاركه الحياة، ولكن يواجه الشاب أزمات عدة بسبب هذا الروبوت ويحاول إصلاحها، الفيلم من بطولة كريم محمود عبد العزيز وإياد نصار ومن إخراج بيتر ميمي.
ويؤكد فودة أن تصميم بعض الشخصيات أو الكائنات لتظهر بشكل حي في السينما، أمر مكلف مادياً، قائلاً: «لدينا كل الإمكانيات في مصر لصنع هذا الغرافيك، لكن لا أخفي أننا لم نصل بعد إلى مرحلة الخبرة الكبيرة جداً لإتقان ظهور بعض الكائنات بصورة متحركة، لذلك اضطررنا في بعض اللقطات للاستعانة بخبراء أجانب في أحد مشاهد التحريك بالإنس والنمس»، مشيراً إلى أن فيلم «الممر» بطولة أحمد عز وإياد نصار الذي عرض قبل عامين، هو الذي بدأ هذه الطفرة في الاعتماد على الغرافيك والمؤثرات البصرية لأنه تضمن لقطات كثيرة جداً اقتربت من 600 لقطة كان الغرافيك أساسياً فيها، وخصوصاً في مشاهد الطائرات والدبابات والمعارك وغيرها».
أما فيلم «ماكو» الذي تدور أحداثه حول 8 أشخاص يقررون صنع فيلم تسجيلي عن عبارة السلام 98. التي غرقت وسط البحر الأحمر منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، لكنهم يواجهون صعوبات كثيرة في سبيل إكمال هذا الفيلم وفي مقدمتها تعرض حياتهم للخطر بسبب هجوم بعض أسماك القرش المفترسة، والفيلم يشارك في بطولته كل من بسمة ونيقولا معوض ومنذر رياحنة وناهد السباعي، ومن إخراج محمد هشام الرشيدي.
ورغم إشادة بعض النقاد ومن بينهم الكاتب المصري محمود عبد الشكور، بالمستوى المتميز للتقنيات الفنية والمؤثرات الحديثة في أفلام الموسم الصيفي السينمائي، فإنه لفت إلى وجود بعض الأخطاء التي لا تغتفر على مستوى الكتابة، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «مهندسو الغرافيك ممتازون للغاية والمؤثرات كان لها دور كبير ووصلت لمرحلة عالية للغاية لم يصل إليها فيلم من قبل سوى (الممر) منذ عامين، وجزأي مسلسل (الاختيار)، لكن هذا كله لا يغطي على أخطاء كتابة السيناريو وخصوصاً في فيلم (ماكو)، الذي أرى أن ضعف كتابته ومعالجته فنياً، فمن يتصور أنه إذا أتقن الغرافيك كي يسد ثغرات الكتابة فهو مخطئ تماماً، لأن الأساس في العمل الفني هو الكتابة الصحيحة والدقيقة للسيناريو والقصة، ثم تأتي باقي العناصر لتكملها وتضيف إليها». على حد تعبيره.


مقالات ذات صلة

فنانون مصريون يتجهون للإنتاج السينمائي والدرامي

يوميات الشرق ياسمين رئيس مع أسماء جلال في مشهد من الفيلم (حسابها على «فيسبوك»)

فنانون مصريون يتجهون للإنتاج السينمائي والدرامي

انضمت الفنانة المصرية ياسمين رئيس لقائمة الممثلين الذين قرروا خوض تجربة الإنتاج السينمائي من خلال فيلمها الجديد «الفستان الأبيض».

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما يبدأ الجزء الثاني من سجن آرثر فليك.. الصورة من صالة سينما سعودية حيث يُعرض الفيلم حالياً (الشرق الأوسط)

فيلم «الجوكر2»... مزيد من الجنون يحبس أنفاس الجمهور

يخرج آرثر فليك (واكين فينيكس) من زنزانته، عاري الظهر، بعظام مقوّسه، يسحبه السجانون بشراسة وتهكّم...

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق يشجّع المهرجان الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما (الشرق الأوسط)

الشيخة جواهر القاسمي لـ«الشرق الأوسط»: الأفلام الخليجية تنمو والطموح يكبُر

الأثر الأهم هو تشجيع الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما، ليس فقط عن طريق الإخراج، وإنما أيضاً التصوير والسيناريو والتمثيل. 

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق صورة تذكارية لفريق عمل مهرجان «الجونة» (إدارة المهرجان)

فنانون ونقاد لا يرون تعارضاً بين الأنشطة الفنية ومتابعة الاضطرابات الإقليمية

في حين طالب بعضهم بإلغاء المهرجانات الفنية لإظهار الشعور القومي والإنساني، فإن فنانين ونقاد رأوا أهمية استمرار هذه الأنشطة وعدم توقفها كدليل على استمرار الحياة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق البرنامج يقدم هذا العام 20 فيلماً تمثل نخبة من إبداعات المواهب السعودية الواعدة (مهرجان البحر الأحمر)

«سينما السعودية الجديدة» يعكس ثقافة المجتمع

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي برنامج «سينما السعودية الجديدة»؛ لتجسيد التنوع والابتكار في المشهد السينمائي، وتسليط الضوء على قصص محلية أصيلة.

«الشرق الأوسط» (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.