«مؤتمر جنيف» يؤكد أهمية دور القيادات الدينية في رفع الوعي بمخاطر «كورونا»

مؤتمر جنيف الدولي للتضامن ويظهر فيه د.محمد العيسى ورئيس منظمة الصحة العالمية (واس)
مؤتمر جنيف الدولي للتضامن ويظهر فيه د.محمد العيسى ورئيس منظمة الصحة العالمية (واس)
TT

«مؤتمر جنيف» يؤكد أهمية دور القيادات الدينية في رفع الوعي بمخاطر «كورونا»

مؤتمر جنيف الدولي للتضامن ويظهر فيه د.محمد العيسى ورئيس منظمة الصحة العالمية (واس)
مؤتمر جنيف الدولي للتضامن ويظهر فيه د.محمد العيسى ورئيس منظمة الصحة العالمية (واس)

أكدت رابطة العالم الإسلامي، في مؤتمر جنيف للتضامن العالمي لمواجهة جائحة كورونا الذي استضافته منظمة الصحة العالمية، أن جهودها في مواجهة الجائحة انطلقت من قيمها الإسلامية بإنسانيتها الشاملة دون تفريق، وتضمنت تقديم المساعدات المادية والتجهيزات الطبية، مع العمل على نشر الوعي الوقائي في أكثر من 30 دولة حول العالم، مشددة على مواصلة جهودها التي تراها واجباً عليها.
وشهد مؤتمر جنيف مشاركة قيادات كبرى المنظمات الدولية، وعدد من الشخصيات الحكومية والأهلية، مثل تيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وجاغان شاباغان الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ويوان سوكا الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، فيما أدار الحوار بين المشاركين كجيل بوندفيك رئيس وزراء النرويج الأسبق.
وأكد المشاركون على أهمية دور القادة الدينيين في رفع وعي المجتمعات بشأن التعامل مع الجائحة، خاصة المبادرة بأخذ اللقاحات، كما رسم المشاركون خريطة طريق مقترحة، تشمل عدالة توزيع اللقاحات.
وقال الدكتور العيسى، في الكلمة الافتتاحية بالمؤتمر، إن جهود منظمة الصحة العالمية الرائعة في الحد من معاناة عالمنا من جائحة (كوفيد - 19) يُنظر إليها من جانب آخر على أنها من الجهود المتميزة لتحقيق السلام العالمي، مؤكداً أنها أوجدت هذا السلام بمتابعتها الدقيقة لـ«كوفيد - 19»، وتقديم الإرشادات الفعالة من موقعها الدولي الموثوق به، وهذا أسهم بشكل كبير في تخفيف المعاناة من هذه الجائحة.
وأوضح الدكتور العيسى أنه من خلال الجهود المستمرة للمنظمة، تم الحد بشكل كبير من فتك هذه الجائحة بالأرواح، كما تم الحد من إنهاك المنشآت الصحية، مشيداً بمنح جائزة بناء الجسور بالنرويج لرئيس منظمة الصحة العالمية.
وشدد على أن العالم لن يستطيع مواجهة هذه الجائحة إلا من خلال تعاونه الجاد، وهو ما تنادي به منظمة الصحة العالمية، مشيراً إلى أن المجتمعات الوطنية حول العالم لن تستطيع أن تتعاون في ذلك إلا من خلال تعزيز الوعي لدى الأفراد والمؤسسات، منوهاً بضرورة أن يصاحب ذلك برامج مدروسة وقوانين فعالة على ضوء نصائح وإرشادات المنظمة.
وتطرق العيسى إلى المشكلات التي تواجه بعض المجتمعات الوطنية، ومنها مشكلة الوعي بأهمية التحصين، ومشكلة توفير التحصين للجميع، خاصة الدول الفقيرة، مؤكداً أن المشكلة الأولى لا يمكن علاجها إلا من خلال المؤثرين في المجتمعات من جهة، ومن جهة أخرى من خلال القوانين الفعالة التي تحاصر المتهربين من التحصين، متمنياً لو اتفقت دول العالم على عدم السماح بالدخول لأي دولة من دون جواز صحي مجاز من منظمة الصحة العالمية.
واستعرض العيسى كذلك جهود رابطة العالم الإسلامي منذ بداية جائحة كورونا، منطلقة من مقرها بمكة المكرمة في السعودية، وقال: «جهودنا في مواجهة الجائحة تنطلق من قيمنا الإسلامية، بإنسانيتها الشاملة دون تفريق، وذلك ضمن مراحل متوازية»، لافتاً إلى أنها شملت المساعدات المادية، بالتنسيق المباشر مع الحكومات، وكذلك التجهيزات الطبية للمؤسسات الصحية، والمعونات الغذائية للفئات الضعيفة، مع العمل على نشر الوعي الوقائي، وذلك لأكثر من 30 دولة حول العالم، حيث تم التركيز على الدول المتضررة أكثر فأكثر، دون تفريق في هذا العمل الإنساني لأي اعتبار، ديني أو إثني أو سياسي أو غيره.
وشدد العيسى على مواصلة الرابطة جهودها التي تراها واجباً عليها، مضيفاً: «لقد قمنا في هذا بمساعدة بلدان أوروبية غنية كانت وقت الجائحة أحوج ما تكون للوقوف معها، وذلك بعدما أصبح نظامها الصحي على حافة الانهيار، وهذا هو واجبنا الإنساني الأخوي مع الجميع الذي جعل هذه الجائحة تحمل لنا دروساً مهمة لا نزال نستفيد منها كل يوم، ومن أهم هذه الدروس إدراك ساكني كوكبنا أنهم أسرة واحدة مهما حاولت بعض الأفكار والمصالح تفريقنا».
ولفت إلى أن بعض الأفكار المحسوبة في الظاهر على الدين، سواء لدى بعض المسلمين أو غيرهم، شكلت أحياناً حاجزاً ضد أخذ اللقاحات، وقال: «قمنا من جهتنا بما يجب من التوعية، خاصة توعية القادة الدينيين المؤثرين، وذلك بالتعاون مع شركائنا في الدول التي تتطلب التدخل للمساعدة، ومن آخر هذه البرامج برنامج (إمامز فور فاكسين) الذي يعتمد تحفيز الجميع على أخذ اللقاحات، وتوضيح الجانب الديني لهم لتصحيح المفاهيم الخاطئة».
وشدد العيسى على أهمية التوزيع العادل للقاحات حتى لا يستأثر بها الأغنياء، ويبقى الفقراء وحدهم أمام تهديد هذه الجائحة «لأن ذلك إذا حصل سيكون عاراً على العالم كله، وستكون هذه الوصمة أقوى في قلوبنا من ألم هذه الجائحة».
ومن جانبه، قال تيدروس أدهانوم غبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «ستنتهي هذه الجائحة عندما نقرر جميعاً أن نضع حداً لها، لأن القرار بيدنا جميعاً؛ نملك الأدوات التي تعيننا كافة على الوقاية من (كوفيد - 19)، وإجراء الفحوص ومعالجة هذا الفيروس».
وأرجع مدير المنظمة ارتفاع حالات الإصابة والوفاة بسبب الجائحة بعدد من المناطق والبلدان إلى ارتفاع نسبة المخالطة الاجتماعية والتنقل، وغياب الإجراءات الصحية والاجتماعية المتناسقة، وظهور متحورات سريعة الانتقال، وعدم المساواة في إتاحة اللقاحات، مؤكداً أن أسباب الانتشار لا تتعلق بعلم الأوبئة، بل بالديناميات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، حيث طغت المعلومات المضللة على العلم، وقوضت الانقسامات فرص التضامن، فكانت النتيجة نمو الفيروس بقوة، مشدداً على الأهمية الحاسمة للتضامن العالمي من أجل مواجهة التحديات المشتركة.
بدوره، دعا الدكتور يوان سوكا، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، إلى الحفاظ على الحوار والتعاون على الصعيد العالمي في أعقاب هذه الجائحة، مؤكداً أن الدرس الأساسي من هذه الجائحة هو المصير المشترك كبشرية واحدة.
بينما تطرق جاغان شاباغان، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إلى الأزمات التي تواجه العالم اليوم، مؤكداً أنه لا سبيل لمواجهة هذه الأزمات إلا من خلال جبهة متحدة تضم المؤسسات الدينية والقطاع العام والمجتمع ككل.
وأوضح أن جائحة «كوفيد - 19» زادت في سوء الأوضاع الإنسانية حول العالم، وتسببت القيود على السفر والتجارة في إعاقة التضامن العالمي لتخفيف الأوضاع الإنسانية، لكنها أيضاً أظهرت مدى قوة المجتمعات المحلية على التضامن معاً، والاستفادة من مواردها لتلبية احتياجاتها.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)
الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)
TT

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)
الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)

أكدت السعودية، الاثنين، أهمية تعزيز الشراكات المتعددة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مشددة في الجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7) مع نظرائهم من بعض الدول العربية، ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته والتحرك من أجل وقف فوري لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات دون قيود والعمل على تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة عبر حل الدولتين.

جاء الموقف السعودي في كلمة لوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان تطرق خلالها للمستجدات في غزة ولبنان خلال مشاركته في الجلسة الموسعة للاجتماع، مؤكداً في الوقت ذاته، ضرورة خفض التصعيد في لبنان واحترام سيادته، بالإضافة إلى الحاجة الملحة للتوصل لحل دائم للأزمة في السودان وإنهاء المعاناة الإنسانية فيه.

وعقدت الجلسة التي حملت عنوان «معاً لاستقرار الشرق الأوسط»، بمشاركة الأردن، والإمارات، وقطر، ومصر، وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.

الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه أنطونيو تاياني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي (واس)

بينما بحث الأمير فيصل بن فرحان مع أنطونيو تاياني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي، في لقاء ثنائي على هامش مشاركته في الجلسة الموسعة للاجتماع الوزاري، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ولاحقاً، بحث وزير الخارجية السعودي مع نظيرته الكندية ميلاني جولي العلاقات الثنائية بين البلدين، وناقشا آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.

وزير الخارجية السعودي خلال مباحثاته مع نظيرته الكندية في إيطاليا (واس)

حضر اللقاءين الأمير فيصل بن سطام بن عبد العزيز سفير السعودية لدى إيطاليا.

وكان وزير الخارجية السعودي قد وصل إلى إيطاليا، الأحد، للمشاركة في الجلسة الموسّعة للاجتماع الوزاري بمدينة فيوجي لمناقشة الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، بينما يعقد خلال وجوده في المدينة الإيطالية عدداً من الاجتماعات واللقاءات الثنائية التي ستتناول أهم القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية.