مصدر نيابي يحمّل عون مسؤولية «احتجاز» التشكيلة الوزارية

TT

مصدر نيابي يحمّل عون مسؤولية «احتجاز» التشكيلة الوزارية

فوجئ مصدر نيابي بارز باستعصاء رئيس الجمهورية ميشال عون على المخارج التي طرحها الرئيس نجيب ميقاتي لإخراج التشكيل من التأزّم، رغم أنه حصل على حصة مميزة، وسأل: ماذا سيقول لوفد مجلس الشيوخ الأميركي الذي التقاه وتعهد أمامه بأن الحكومة سترى النور قبل نهاية الأسبوع الحالي؟ وهل أراد من تعهّده الذي تزامن مع وصول الوفد إلى بيروت أن يقول إن المشكلة ليست عنده وإنما عند الآخرين؟
وقال المصدر النيابي لـ«الشرق الأوسط» إن الأجواء كانت إيجابية وترجح تشكيل الحكومة بين ليلة وأخرى إلى أن أطل عون على اللبنانيين ببيان من خلال مكتبه الإعلامي، والذي جاء بعد انقضاء دقائق على البيان الذي أصدره المكتب الإعلامي للرئيس المكلف، «ولا أعتقد أنه أراد منه الرد على ميقاتي وإنما اختار التوقيت الذي يتيح له مواصلة ابتزاز الآخرين».
وأكد أن عون أعد بيانه سلفاً ليس لتحسين شروطه في التشكيلة الوزارية طالما أن حصته مضمونة فيها، إنما للضغط لتأتي الحكومة على قياسه لأنه لن يتخلى عن عناده ولا يزال يحن للسيطرة على البلد والتحكم بأموره كما كان يفعل إبان توليه رئاسة الحكومة العسكرية، رغم أن الظروف السياسية تغيّرت.
ولفت إلى أن عون يهوى إدارة البلد وحيداً ولا يريد إشراك المكونات السياسية الأخرى، وأمل بألا يكون ينوي الضغط على ميقاتي لدفعه للاعتذار عن تشكيل الحكومة مستحضراً بذلك السيناريو نفسه الذي اتبعه مع الرئيس سعد الحريري، وقال إن عون سيواجه مشكلة ليست في اختيار البديل وإنما في أن الطاولة ستنقلب عليه بدلاً من أن يقلبها على الآخرين.
ودعا المصدر نفسه عون للتخلي عن طموحاته غير المشروعة وعدم الانصياع لنصائح فريقه السياسي، شرط أن يصرف نظره عن مطالبته بالثلث الضامن أو المعطل تحسباً للإطاحة بالاستحقاقات المتعلقة بإجراء الانتخابات النيابية أو بانتخاب رئيس جمهورية جديد من قبل مجلس نيابي منتخب.
ورأى أن عون يريد السيطرة على الحكومة، وأن هناك من يخرّب على اللواء عباس إبراهيم في وساطته وبعض هؤلاء من أهل بيته أو المحسوبين عليه، وسأل: هل يُعقل أن يُبدي انزعاجه من استقبال ميقاتي لعدد من الوزراء ممن اقترحهم لتولي حقائب وزارية من حصة فريقه السياسي مع أن لقاءاته بهم جاءت في إطار التعارف ولم يسبق أن التقى معظمهم أو تعرف عليهم؟
وختم قائلا إن نفي عون أن يكون استهدف ميقاتي ببيانه الرئاسي يضعه أمام مسؤولية ترجمة أقواله إلى أفعال تقود للإفراج عن احتجازه للتشكيلة الوزارية إلا إذا اعتبر أن عهده انتهى بلا إنجازات وبات همه الوحيد محصوراً في تعويم وريثه السياسي النائب جبران باسيل.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).