الأدوات والأجهزة التي تعين على نوم أفضل: هل هي ناجعة؟

خيارات خالية من العقاقير ربما تتيح راحة ليلية أفضل

الأدوات والأجهزة التي تعين على نوم أفضل: هل هي ناجعة؟
TT

الأدوات والأجهزة التي تعين على نوم أفضل: هل هي ناجعة؟

الأدوات والأجهزة التي تعين على نوم أفضل: هل هي ناجعة؟

فيما يتعلق بكثير من الأشخاص، لا تخلو الرحلة الليلية إلى أرض الأحلام من الصعوبة، ذلك أن ما يصل إلى ثلث جميع البالغين - بما فيهم من 30 في المائة إلى 48 في المائة من كبار السن - يجدون صعوبة في النوم أو البقاء نائمين في مرحلة ما، مع إصابة حوالي 10 في المائة منهم بالأرق المزمن.
لذلك ليس من المستغرب أن تدعي مجموعة كبيرة من الأجهزة الحديثة قدرتها على معاونتك على الحصول على المزيد من النوم. والتساؤل هنا: هل هي تجدي فعلاً؟

«أجهزة النوم»
للتعرف على الإجابة، تواصلنا مع د. لورانس إبستين، اختصاصي النوم لدى مستشفى «بريغهام آند ويمين» والمحرر الطبي لتقرير هارفارد الصحي الخاص بتحسين النوم. وفيما يلي نصائحه بخصوص الأجهزة القادرة على تعزيز القدرة على النوم.
* أجهزة «الصوت» أو «الضوضاء البيضاء» Sound or white noise machines. تُصدر هذه الأجهزة الصغيرة التي توضع بجانب السرير أصواتاً من الطبيعة (مثل الأمواج أو المطر اللطيف) أو أصوات المدينة (مثل حركة المرور). ويوضح د. إبستين أنه: «يمكن أن تكون أجهزة الصوت مفيدة للغاية إذا كان الشخص في موقف صعب من الناحية البيئية، حيث تتسبب الضوضاء في تعطيل النوم. ويمكن أن يحدث ذلك لأسباب مثل العيش بالقرب من مطار أو وجود غرفة النوم بجوار المرأب أو النوم مع شخص يشخر. ويتمثل الهدف من وراء هذه الأجهزة في منع حدوث ارتفاع في أصوات الضوضاء يمكن أن تزعج نوم شخص ما. وتبدأ أسعارها من حوالي 10 دولارات.
* سماعات الأذن للنوم Earbuds for sleep. جرى تصميم سماعات الأذن هذه للنوم، وليس الاستماع إلى الموسيقى. وتتميز هذه السماعات بكونها مريحة بما يكفي لكي تنام على جانبك. وربما تحاول إخفاء الضوضاء من خلال إصدار أصوات أخرى، أو قد «تلغي» الضوضاء بحجبها، عبر ترددات معينة.
في هذا الصدد، يشرح د. إبستين أنه: «كما هو الحال مع أجهزة الصوت، فإن الأدوات التي تقلل الضوضاء ستحسن بيئة النوم ويمكن أن تقلل من الاستيقاظ غير المرغوب فيه». وتبدأ أسعارها من حوالي 100 دولار.
* منبه «شروق الشمس» "sunrise" alarm ". يحاكي منبه «شروق الشمس» شروق الشمس في الواقع من خلال جدولة توقيت أول ضوء تراه العين. وهنا، يؤكد د. إبستين أنه: «من المهم للغاية الاستيقاظ والنوم في الوقت نفسه كل يوم، ويمكن أن يكون منبه «شروق الشمس» فاعلاً للغاية للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية [النوم - الاستيقاظ]، ويعتبر الضوء صاحب التأثير الأقوى في ضبط وتحويل الساعة البيولوجية.
إلا أن من الضروري التأكد من ضبط المنبه على نحو صحيح، ذلك أنه إذا أضاء مبكراً للغاية، فسيؤدي ذلك إلى تدهور مستوى جودة النوم. وتبدأ أسعاره من حوالي 25 دولاراً.
* بطانية ثقيلة weighted blanket. تحتوي البطانيات الثقيلة على خرز من البلاستيك أو الزجاج لجعلها أثقل. وتتراوح زنة البطانية الواحدة من 12 إلى 25 رطلاً (الرطل الانجليزي يقابل 452 غراما تقريبا)، وتهدف إلى محاكاة عناق مريح أو التقميط الذي عشناه عندما كنا أطفالاً. في هذا الصدد، يقول د. إبستين: «هناك القليل من الأبحاث حول مدى فعالية مثل هذه البطانيات، لكن بعض الدراسات تشير إلى أنها قد تكون مفيدة في تقليل الشعور بالقلق. وربما يسهم تراجع الشعور بالقلق في النوم أو البقاء نائماً، لكن ليس لدينا أدلة كافية في هذا الصدد حتى الآن». وتبدأ أسعارها من حوالي 50 دولاراً.

تطبيقات وأدوات
* تطبيقات الهواتف الذكية. تعتبر التطبيقات عبارة عن برامج يجري تنزيلها على الهواتف الذكية. وهناك العديد من التطبيقات التي يمكن أن تساعد على النوم، بما في ذلك تطبيقات الضوضاء البيضاء وتتبع أنشطة النوم وأدلة إرشادية للاسترخاء والنوم، بل وحتى برامج أونلاين للعلاج السلوكي المعرفي للأرق.
في هذا الشأن، يشرح د. إبستين: «يساعد العلاج المعرفي السلوكي على تغيير أنماط التفكير أو العادات غير المنتجة التي تؤثر سلباً على النوم». ويضيف: «في الآونة الأخيرة، أصبح (سومريست) Somryst أول تطبيق للعلاج العرفي السلوكي للأرق تعتمده إدارة الغذاء والدواء الأميركية للأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن».
وفيما يتعلق بـ«سومريست»، تقدر التكلفة بـ700 دولار لبرنامج مدته تسعة أسابيع، والذي يتطلب وصفة من الطبيب. أما تطبيقات الضوضاء البيضاء أو تتبع النوم أو التأمل فإنها مجانية أو تقل تكلفتها عن 10 دولارات.
* أدوات التبريد. يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة ليلاً إلى حدوث تقطع في النوم. وهناك بعض الطرق التي قد تساعد في الحفاظ على درجة حرارة لطيفة للجسم، مثل استخدام نظام تبريد باهظ التكلفة للفراش أو الوسادة. ومن بين الأجهزة الجديدة التي يوصي بها د. إبستين نظام يطلق عليه نظام «إيب كول دريفت فيرسا»، Ebb Cool Drift Versa Sleep System والذي يجري استخدامه لتبريد جبهة الوجه، وهو معتمد من جانب إدارة الغذاء والدواء. ويوضح د. إبستين أنه: «يبرد الدماغ أثناء النوم، ويعتبر بدء انخفاض درجات الحرارة أحد الإشارات للنوم الوشيك».
وهناك سؤال ثان حول الادوات الاخرى: هل تخفف الوسادة أو الجزء العلوي من الفراش المزود بقماش يقضي على الحرارة والرطوبة، حدة الأرق؟ هنا، يجيب د. إبستين بأنه حتى الآن لا يوجد دليل على أنها تساعد في ذلك، لكنها بالتأكيد لن تؤذي إذا أسهمت في إبقاء المرء مرتاحاً . اما التكلفة، فتبدأ أسعار الوسائد ذات الأقمشة المقاومة للحرارة من قرابة 25 دولاراً. أما جهاز "إيب" فيبلغ سعره حوالي 300 دولار.
* أدوات مساعدةأخرى. تشمل الأساليب المثبتة لتعزيز النوم بشكل أفضل البحث عن العلاج المعرفي السلوكي من اختصاصي بالعلاج الطبيعي والتزام ممارسات جيدة لتنقية الأجواء فيما يخص النوم. وينبغي الحفاظ على غرفتك مظلمة وباردة، والذهاب للنوم والاستيقاظ في الوقت نفسه تقريباً كل يوم وتجنب المشروبات الكحولية والكافيين، وممارسة التمارين الرياضية والابتعاد عن جميع الشاشات الإلكترونية (الهواتف الذكية أو أجهزة التلفاز أو أجهزة الكومبيوتر) قبل ساعتين من وقت النوم.
*رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
TT

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

تظهر الأرقام السنوية ارتفاعاً حاداً في السكتات الدماغية بين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر، حيث يلقي الخبراء باللوم على السمنة المتزايدة وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري وسوء نمط الحياة.

إلا أن هناك سبباً آخر رئيسياً يلقي الخبراء باللوم عليه في هذه المشكلة الصحية، وهو التوتر.

وتحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع إمداد الدم إلى جزء من المخ، إما بسبب انسداد وإما انفجار وعاء دموي، ما قد يتسبب في موت خلايا المخ. ودون علاج طارئ، يمكن أن تكون السكتة الدماغية قاتلة أو تسبب إعاقات طويلة الأمد مثل الشلل وفقدان الذاكرة ومشكلات التواصل.

لماذا يسبب التوتر السكتة الدماغية؟

يقول الدكتور جوزيف كوان، المتخصص في إعادة تأهيل مرضى السكتة الدماغية: «في حين أنه من الصعب إثبات أن السكتات الدماغية مرتبطة بالتوتر، إلا أن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية».

ويضيف كوان، الذي يعمل أيضاً استشارياً أول في مركز السكتة الدماغية في مستشفى تشارينغ كروس، أحد أكثر مراكز السكتة الدماغية ازدحاماً في المملكة المتحدة «عندما تكون متوتراً، يكون لديك مستويات أعلى من الأدرينالين؛ ما يرفع ضغط الدم، ويزيد من الالتهاب في الجسم، وكلاهما يتلف الشرايين، ويعد من عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

ولفت كوان إلى أن الأشخاص المصابين بالتوتر غالباً ما يلجأون لسلوكيات تزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، في محاولة منهم لتقليل توترهم.

ومن بين هذه السلوكيات شرب الكحول والتدخين وتناول الوجبات السريعة غير الصحية ومشاهدة التلفزيون، ومن ثم كثرة الجلوس وقلة ممارسة الرياضة.

ويقول كوان: «قديماً، كان الناس يعودون إلى المنزل من العمل، ويتناولون العشاء، ويذهبون في نزهة، ويقابلون بعض الأصدقاء، ويخرجون للرقص - ولكن الآن يعودون إلى المنزل، ويسكبون لأنفسهم كأساً من النبيذ، ويأكلون ويشاهدون التلفزيون».

ويضيف: «لقد جعل توصيل الطعام الوضع أسوأ - لست مضطراً حتى إلى مغادرة المنزل لتناول الطعام غير الصحي».

ما العوامل الأخرى التي تلعب دوراً في الإصابة بالسكتات الدماغية؟

تشمل المشكلات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ارتفاع ضغط الدم، والرجفان الأذيني (نوع من عدم انتظام ضربات القلب)، وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري.

ويقول كوان إن قلة النوم هي عامل خطر رئيسي للإصابة بالسكتات الدماغية، وكذلك السمنة، ولكن التوتر يغذي كل هذه العوامل.

ويضيف: «عندما تكون متوتراً، لا تنام جيداً وتكون أقل عرضة لممارسة الرياضة والعناية بجسمك».

كيف يمكن أن نتصدى للسكتة الدماغية في منتصف العمر؟

وفقاً للدكتور كوان، يحتاج الأشخاص في منتصف العمر إلى البدء في تناول الطعام بشكل أفضل، وممارسة لمزيد من التمارين الرياضية - والتوقف عن التوتر الشديد ومعالجة ارتفاع ضغط الدم والكولسترول.

ويقول: «لقد عرفنا خلال السنوات العشر الماضية أن أعداد المصابين بالسكتة الدماغية في الفئة العمرية من 45 إلى 55 عاماً تزداد بشكل أسرع من الفئات العمرية الأكبر سناً. إنهم يأتون إلى قسمي بسكتات دماغية حادة جداً».

ويضيف: «إنهم يميلون إلى الإصابة بجميع عوامل الخطر التقليدية المرتبطة بهذه المشكلة الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين والتوتر، ومع ذلك فإن ما يذهلني في هذه الفئة العمرية هو الانخفاض الشديد في النشاط البدني».

وينصح كوان الأشخاص بمتابعة قياسات ضغط الدم والكولسترول الخاصة بهم باستمرار، وكذلك قياس أوزانهم والسعرات الحرارية التي يتناولونها وعدد الخطوات التي يمشونها يومياً.