اجتماعات مكثفة لتسريع تنفيذ ملف الترتيبات الأمنية في السودان

TT

اجتماعات مكثفة لتسريع تنفيذ ملف الترتيبات الأمنية في السودان

تعقد البعثة الأممية المتكاملة لدعم عملية الانتقال في السودان «يونيتامس» الأحد المقبل الاجتماع التشاوري الفني لمناقشة طرق تنفيذ عمل لجنة وقف إطلاق النار الدائم وآلياتها الفرعية، وفقاً لما نصت عليه اتفاقية السلام السودانية، ويهدف الاجتماع إلى تسريع خطوات تكوين جيش موحد في البلاد.
ويناقش الاجتماع الذي يشرف عليه رئيس البعثة بالبلاد، فوكلر بيرتس، التوجيهات الخاصة الصادرة عن الأمم المتحدة بإعطاء أولوية لمراقبة وقف إطلاق النار في دارفور باعتباره من أولويات الفترة الانتقالية. وأصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، في يونيو (حزيران) الماضي، عدداً من المراسيم الجمهورية لتحديد عضوية لجنة وقف إطلاق النار الدائم واللجان القطاعية لمسار دارفور واختيار رؤساء للجان من بعثة «يونيتامس».
وفي غضون ذلك، خلص اجتماع عادي عقدته اللجنة الوطنية العليا لمتابعة تنفيذ اتفاقية «جوبا» للسلام، أمس، بالخرطوم، حضره رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إلى ضرورة التزام جميع أطراف الحكم بتخصيص 40 في المائة للنساء في جميع اللجان والآليات الخاصة باتفاق السلام. ورأس الاجتماع عضو مجلس السيادة الانتقالي، شمس الدين كباشي، وعدد من أعضاء مجلس السيادة. وقال رئيس مفوضية السلام، سليمان الدبيلو، إن مجلس الأمن والدفاع، أثنى على جهود وزارة الداخلية في تعزيز الأمن والاستقرار بالبلاد.
وقررت اللجنة عقد اجتماع دوري، يوم الخميس من كل أسبوع، لتناول قضايا كل مسار على حدة.
وفي السياق، بدأ في ولاية النيل الأزرق تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، لتجميع قوات الحركة الشعبية شمال، بقيادة مالك عقار، بمنطقة «أولو» بالنيل الأزرق، جنوب شرقي البلاد. وقال عقار، في بيان صحافي، إن اكتمال الترتيبات الأمنية يعني خطوة نحو تكوين جيش مهني موحد بعقيدة جديدة لحماية الدستور والسودان.
من جانبه، أكد وزير الدفاع السوداني، ياسين إبراهيم ياسين، التزام الحكومة بتنفيذ كل بنود الترتيبات الأمنية، وفق نصوص اتفاق جوبا لسلام السودان، وأن حكومة الفترة الانتقالية وضعت السلام في مقدمة أولوياتها. وأضاف أن تدشين بداية الترتيبات الأمنية بمنطقة أولو يمثل المرحلة الأولى، وستتوالى المراحل عبر لجان الترتيبات الأمنية حتى تكتمل بالصورة المطلوبة.
وأشار إلى أن القوات التي ستدمج ستكون إضافة حقيقية للقوات المسلحة. ويشدد المجتمع الدولي على ضرورة تنفيذ الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاقية «جوبا» للسلام، بما في ذلك الخطوات المتعلقة بحماية المدنيين في مناطق النزاعات.
وتعمل بعثة «يونيتامس» في إطار مهمتها لمتابعة عملية السلام في السودان بالتنسيق بين أطراف السلام؛ الحكومة والحركات المسلحة، لبناء السلام وعودة النازحين واللاجئين وإجراء التعداد السكاني وتحقيق التحول الديمقراطي. وعبّر رئيس البعثة في أكثر من مناسبة عن قلقه إزاء عدم تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، والتأخير في إنشاء قوات مشتركة لحفظ الأمن، تشارك فيها القوات المسلحة والشرطة السودانية وقوات الدعم السريع والتنظيمات المسلحة.
وأصدر رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، في يوليو (تموز) الماضي قراراً بتشكيل اللجنة العليا المشتركة من الحكومة وأطراف العملية السلمية لتنفيذ الترتيبات الأمنية باتفاق جوبا، وتكون مسؤوليتها الإشراف وتقديم الدعم اللوجستي، وتجميع مقاتلي الفصائل المسلحة وعمليات الدمج والتسريح، بالإضافة إلى تكوين لجنة وقف إطلاق النار الدائم، وتضم الحكومة، وأطراف السلام وبعثة الأمم المتحدة «يونيتامس»، ودولة جنوب السودان، وتشاد. ووقّعت الحكومة السودانية والجبهة الثورية اتفاق جوبا لسلام السودان في 3 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الذي نصّ على تكوين جيش وطني واحد بعقيدة عسكرية جديدة.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.