ألزهايمر نادر يبدأ في سن الأربعين بعائلة سويدية

ألزهايمر نادر يبدأ في سن الأربعين بعائلة سويدية
TT

ألزهايمر نادر يبدأ في سن الأربعين بعائلة سويدية

ألزهايمر نادر يبدأ في سن الأربعين بعائلة سويدية

حدد فريق دولي، بقيادة علماء بجامعة أوبسالا السويدية، نوعاً نادراً للغاية من مرض ألزهايمر، لم يتم العثور عليه حتى الآن إلا في عائلة سويدية، ووجدوا أن هذا الشكل من المرض عدواني وسريع ويبدأ في سن الأربعين. الإعلان عن هذا الكشف نشر في العدد الأخير من دورية «ساينس ترانسليشن ميدسين».
ولطالما عُرف مرض ألزهايمر بأنه مرض دماغي يسرق العقل، وغير قابل للشفاء، ويمحو الذكريات ويدمر إحساس المرء بذاته، ويظهر عادة بعد سن 65. غير أن هناك أشكال خبيثة تبدأ منذ سنوات إلى عقود قبل سن الـ65، منها الشكل الذي تم تحديده لأول مرة في عائلة سويدية، عانى بعض أفرادها من المرض في سن الأربعين.
ووجد الباحثون في هذه العائلة طفرة مميزة عن غيرها من الطفرات المسببة للمرض في جين (APP)، وتتسبب في الإسراع بتكوين لويحات البروتين الضارة بالدماغ، والمعروفة باسم «أميلويد بيتا»، بما يدمر الخلايا العصبية، ويقضي على الوظائف التنفيذية للدماغ نفسه، وهي الذاكرة العاملة والمرونة العقلية والتحكم في النفس، ولذلك أطلقوا على هذا الشكل الجديد من المرض اسم العائلة السويدية التي عثر بها على هذا الخطأ الجيني، الذي يتسبب في الإصابة بالمرض في سن مبكرة (طفرة أبسالا APP).
بدأت قصة هذا الاكتشاف الجيني بالأسرة السويدية قبل سبع سنوات عندما ذهب شقيقان إلى عيادة اضطرابات الذاكرة في مستشفى جامعة أوبسالا، حيث تم تقييم مشاكل الذاكرة لديهم، وفقدان الإحساس بالاتجاه والشعور، كما لو أن حدة الذهن لديهم تتلاشى.
ونقل تقرير نشره موقع «ميديكال إكسبريس» أول من أمس عن الباحثين قولهم، إن الشقيقين كانا في سن 40 و43 فقط في ذلك الوقت، ولم يكونا وحدهما اللذين يعانيان من ذهن مشوش ومتفكك، حيث كان لهما «ابن عم» في نفس العمر يعاني من أعراض متطابقة تقريباً.
وكان ابن العم ذهب إلى نفس عيادة اضطرابات الذاكرة لتقييم المخاوف المعرفية التي كانت تسرق الذاكرة، والقضاء على عدم القدرة على التحدث بعبارات واضحة ومدروسة ومحو القدرة على أداء العمليات الحسابية البسيطة، وتم تشخيص الثلاثة جميعهم بمرض ألزهايمر المبكر، ومع ذلك، لم يكن هذا الثلاثي وحده في حالة التدهور المعرفي الأسري.
ويوضح التقرير أن الأطباء عالجوا والد الشقيقين قبل عقدين، وكان أيضاً في أوائل الأربعينيات من عمره عندما ظهرت عليه الأعراض في البداية، وقام الأطباء بتقييم الأب في نفس عيادة اضطرابات الذاكرة حيث أصبح أطفاله مرضى ألزهايمر.
وبناء عليه قرر الأطباء حينها أنه من الواضح أن الشقيقين وابن عمها يعانون من مشاكل في الوظائف التنفيذية بالمخ، وكشفت فحوصات الدماغ عن السمات المميزة لمرض ألزهايمر لدى هذه العائلة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».