نتنياهو لا ينوي ترك الحلبة السياسية

مناصرو رئيس الوزراء السابق نتنياهو تظاهروا في تل أبيب أمس ضد الحكومة (أ.ف.ب)
مناصرو رئيس الوزراء السابق نتنياهو تظاهروا في تل أبيب أمس ضد الحكومة (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو لا ينوي ترك الحلبة السياسية

مناصرو رئيس الوزراء السابق نتنياهو تظاهروا في تل أبيب أمس ضد الحكومة (أ.ف.ب)
مناصرو رئيس الوزراء السابق نتنياهو تظاهروا في تل أبيب أمس ضد الحكومة (أ.ف.ب)

قال الوزير السابق من قادة حزب الليكود، تساحي هنغبي، إن رئيس الحزب، بنيامين نتنياهو، لا ينوي ترك الحلبة السياسية الإسرائيلية. وأضاف، أنه مستمر في قيادة الحزب و«المعسكر القومي» 7 – 9 سنوات على الأقل.
هنغبي، المعروف بقربه من نتنياهو، قال إن «أولئك الذين يفكرون في التنافس على رئاسة الحزب يمارسون حقاً ديمقراطياً طبيعياً، ولكن لا توجد أي إمكانية لأي منهم أن يفوز بالمنصب. فما زال نتنياهو القائد المفضل، ليس فقط في المعارضة اليمينية، بل لدى الجمهور العام وهو يتفوق على كل السياسيين». وتنبأ هنغبي بأن يعود نتنياهو لتصدر المشهد كرئيس حكومة في أقرب وقت ممكن، «أقرب بكثير مما تتخيلون».
وجاءت تصريحات هنغبي في أعقاب إعلان عضو الكنيست آفي ديختر، رئيس جهاز المخابرات العامة السابق ووزير الأمن الداخلي الأسبق، الأحد الماضي، التمرد على زعامة نتنياهو وأعلن اعتزامه ترشيح نفسه لرئاسة الحزب وكتل المعارضة ورئاسة الحكومة الإسرائيلية في الانتخابية القادمة، حتى لو قرر بنيامين نتنياهو الاستمرار في العمل السياسي. وطرح برنامجا سياسيا يختلف فيه عن نتنياهو، يصل إلى حد انتقاد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، ومغازلة الرئيس الحالي، جو بايدن. وقال ديختر، إنه سينافس نتنياهو وجهاً لوجه، على عكس النواب الثلاثة، يسرائيل كاتس ونير بركات وميري ريغف، الذين أعلنوا في الشهور الماضية أنهم سينافسون على رئاسة الحزب، ولكنهم شددوا على أنهم سيفعلون ذلك بعد تنحي نتنياهو.
إلا أن هنغبي، قال إنه سينافس هو أيضاً على رئاسة الليكود، ولكن فقط بعد عمر طويل، 7 - 9 سنوات، عندما يتخلى نتنياهو عن المنصب. ولفت إلى استطلاعات الرأي التي تقول، إن الليكود سيخسر 8 مقاعد إذا خاض انتخابات من دون نتنياهو وسيرتفع بمقعدين إذا خاضها برئاسة نتنياهو.
يذكر أن حزب الليكود يبني على احتمال سقوط حكومة نفتالي بنيت في الشهور القريبة، عندما تفشل في تمرير الموازنة العامة أو عندما تخوض حرباً. وحسب تقديراته، لن يستطيع بنيت الحفاظ على جميع نوابه. وكشفت صحيفة «يسرائيل هيوم»، التي تعتبر ناطقة بلسان نتنياهو، أنه لن ييأس من إمكانية إسقاط الحكومة، وما زال يبحث عن منشقين محتملين في أحزاب الائتلاف اليمينية، خصوصاً، من حزبي «يمينا» برئاسة بنيت و«تكفا حدشا» برئاسة غدعون ساعر، لينضموا إلى المعارضة ويضعوا حداً للحكومة التي تستند إلى دعم الحركة الإسلامية. وهو يأمل أن ينجح في ذلك قبل إقرار ميزانية الدولة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم.
ولكن في حال فشل التوقعات وتمكن بنيت من الصمود، فإن نتنياهو سيحاول الضغط على وزير الأمن ورئيس حزب «كحول لفان» بيني غانتس، حتى يترك الائتلاف الحكومي ويعود للائتلاف معه، مقابل جعله رئيساً للحكومة، طيلة الدورة البرلمانية أي لأربع سنوات.
ومع أن غانتس لا يثق بنتنياهو، ويتوقع أن يطعن في ظهره في أي وقت ويسقطه لكي يذهب إلى انتخابات جديدة، إلا أنه لا ينفي هذه الإمكانية ويتخذ موقفاً ضبابياً وغير حاسم، ويحاول الإفادة من نشر عروض نتنياهو عليه. فهذا يجعل بنيت حذراً في التعامل معه ويسعى لإرضائه وبذلك يقوي مكانته في الحكومة.
نتنياهو لا ييأس. وحسب هنغبي، لا يوجد قائد سياسي في اليمين يستطيع التغلب عليه. وأضاف: «لقد هزم كل من نافسه في الليكود طيلة 30 سنة، باستثناء مرة واحدة هزمه فيها أرئيل شارون. الرجل محبوب وأنا معه طالما هو في قيادة الحزب، لن أنافسه ولا أنصح أحداً بمنافسته».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.