صنعاء: توقعات بإطاحة قيادات انقلابية بعد تفاقم «صراعات الأجنحة»

TT

صنعاء: توقعات بإطاحة قيادات انقلابية بعد تفاقم «صراعات الأجنحة»

رجحت مصادر سياسية مطلعة في صنعاء بأن زعيم الميليشيات الحوثية عبد الملك الحوثي يخطط في الأيام المقبلة لإطاحة بعض قادته من مناصبهم بعد تزايد النقمة الشعبية على فساد الجماعة، وارتفاع وتيرة الصراع بين أجنحتها على الأموال والعقارات.
الحوثي يستعد لإجراء عملية تجميل من خلال الإطاحة ببعض وجوه الفساد واستبدال آخرين بهم، بهدف التضليل على الشارع بأنه حريص على مواجهة فساد قادته، ولجهة سعيه أيضا إلى تخفيف حدة الصدام بين الأجنحة المتصارعة على الأموال والشركات والتسهيلات وقطاع العقارات المملوكة للدولة وقطاع الأوقاف، طبقا للمصادر التي ذكرت أن زعيم الميليشيات وبناء على تعليمات القيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو أوعز إلى جهازه الدعائي من أجل الترويج لخطوة «تصحيحية» سيقدم عليها قريبا للإطاحة «بمجموعة من رموز الفساد والحكم الانقلابي» بينهم أحمد حامد مدير مكتب رئيس مجلس حكم الانقلاب.
ويعد حامد المعروف باسم «أبو محفوظ» الحاكم الفعلي لمناطق سيطرة الميليشيات ويتزعم الجناح الذي يتحكم بأموال المعارضين والقطاع التجاري والتسهيلات ويشرف على جناح أمني خاص. ولم تشر التسريبات إلى أسماء بقية القيادات التي ينتظر إزاحتها وإحلال قيادات أخرى من الميليشيات منحدرة من محافظة صعدة تحديدا.
حالة السخط الشعبي والنقمة الواسعة زادت بعد تردي الحالة المعيشية مقابل الثراء الفاحش الذي بدأ يظهر على قادة الميليشيات ومشرفيها، وشيوع الرشوة والفساد في كل المصالح الحكومية، فضلا عن خروج الصراع بين الأجنحة إلى العلن وتبادل الاتهامات بالفساد والاستيلاء على أموال، وهي عوامل دفعت إلى ترويج هذه الخطوة المرتقبة، وفي مسعى لإقناع السكان بأن زعيم الميليشيات غير موافق على الفساد وممارسات تلك القيادات والمشرفين.
وشكك يمنيون في مناطق سيطرة الانقلاب في نجاح الخطوة على صعيد تغيير الموقف الشعبي الرافض للميليشيات والفساد الذي تمارسه، إذ أصبح اليمنيون ينتقدون الأوضاع في العلن وفي وسائل المواصلات العامة وفي مواقع التواصل الاجتماعي.
وشهدت مناطق سيطرة الحوثيين خلال الأشهر الثلاثة الماضية نقدا لاذعا لفساد قادتها وممارساتهم حتى من حلفاء الميليشيات والذين عملوا معها في بداية الانقلاب، حيث اتسعت رقعة الفساد إلى كل شيءٍ، ومست السلطة القضائية باستحداث شكل مهيمن عليها يقوده محمد علي الحوثي.
كما امتد تغول فساد الجماعة وفق تهم يمنية رسمية وشعبية إلى سرقة المساعدات الغذائية، واحتكار الوظيفة العامة بعد أن قررت طرد أكثر من 160 ألف موظف وإحلال عناصرها بدلا عنهم، إلى جانب الرواتب المقطوعة منذ خمسة أعوام وتسخير كل عائدات وموارد الدولة لصالح ما يسمى «المجهود الحربي».
وبالتزامن مع التسريبات تراجعت سلطة الميليشيات عن إعلانها تخصيص أقل من خمسين دولار، كمكافأة شهرية للمعلمين المقطوعة رواتبهم، من خلال عائدات صندوق تم استحداثه ويجمع سنويا عشرات المليارات من الريالات من نسبة الضريبة التي فرضت لصالح الصندوق على كل البضائع بما فيها علب المياه المعدنية وأسطوانات الغاز المنزلي، والعصائر والإسمنت، والرسوم الشهرية التي فرضت على جميع طلبة المدارس العامة، حيث أقرت الجماعة أن توجه هذه العائدات إلى مقاتليها في الجبهات.
وقالت مصادر تربوية لـ«الشرق الأوسط» إن يحيى الحوثي المعين وزيرا للتربية والتعليم وهو شقيق زعيم المليشيات، تراجع عن قراره الذي أعلنه قبل أسبوعين بتخصيص مكافأة شهرية للمعلمين قدرها 30 ألف ريال يمني (حوالي 50 دولارا) وأن المعلومات المتداولة تبين أن المبالغ التي سيتم جمعها من عائدات الصندوق ستصرف بموجب توجيهات زعيم الميليشيات للمقاتلين في الجبهات لأنهم لم يتسلموا رواتبهم منذ خمسة أشهر.
وطبقا لما أوردته المصادر، فإن تأخر صرف الرواتب الخاصة بالمقاتلين الحوثيين كانت من بين أسباب الإقالات المتوقعة، لأن تلك القيادات فشلت في تأمين مبالغ تغطي الرواتب واستغلت ما تحصل عليه للإثراء الشخصي.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.