«المهن التمثيلية» المصرية تلاحق الحسابات المزيفة للفنانين

بعد تغريدة «مسيئة» منسوبة لأسامة عباس

«المهن التمثيلية» المصرية تلاحق الحسابات المزيفة للفنانين
TT

«المهن التمثيلية» المصرية تلاحق الحسابات المزيفة للفنانين

«المهن التمثيلية» المصرية تلاحق الحسابات المزيفة للفنانين

رغم قراره الشخصي بالابتعاد عن صخب العمل الفني خلال الفترة الأخيرة؛ فإن الفنان المصري أسامة عباس وجد نفسه في بؤرة الضوء بعد أن أشاعت تغريدة مُزيفة على لسانه، أنه يطلب من المنتجين منحه أدواراً في أعمالهم الجديدة، وادعت التغريدة قوله، إنه «رغم تقدمه في السن فهو لا يزال قادراً على العمل والإبداع».
وأثارت نبرة «الاستجداء» التي حملتها التغريدة استياء الفنان المصري وأسرته، وصولاً لنقابة «المهن التمثيلية» برئاسة الدكتور أشرف زكي التي أصدرت بياناً يحمل معاني التقدير للفنان أسامة عباس باعتباره «أحد رموز فن التمثيل العربي، وأبدع في تقديم أصعب وأروع وأمتع وأعمق الأدوار التمثيلية في أعماله الفنية على مدار مشواره الفني الطويل».
كما أعلن البيان مساندته للفنان القدير أسامة عباس (مواليد 1939)، ضد ما وصفته بالتطاول عليه عبر تغريدة من «حساب وهمي»، مُحذرة من التطاول على الفنانين، سواء بالتصريح أو الإشارة أو التلميح الكاذب، مشيرة إلى أن كل ما سبق سيكون له عواقب وخيمة وملاحقة قانونية، وأن النقابة «لن تسمح أبداً بأن يمر هذا السلوك دون محاسبة»، بحسب البيان الصادر.
ويصف الكاتب الصحافي محمد عدوي، رئيس تحرير مجلة «أخبار النجوم» ما يحدث من «تطاول واستباحة لرموز فنية مصرية عبر حسابات وهمية» بأنه «لغز جدير بالملاحظة، والبحث عن المستفيد من نشر تغريدات مسيئة على لسان فنانين كبار».
ويقول عدوي «ما حدث مع أسامة عباس تكرر من قبل مع فنانين آخرين مثل أحمد عبد العزيز وتوفيق عبد الحميد، ودائماً ما يسود في تلك التصريحات الزائفة الخطاب نفسه حول استجدائهم للمنتجين، وسوء حالتهم المادية بسبب عدم وجود فرص للعمل».
ويعتبر عدوي في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، أن «تقاعس الفنانين، وخاصة الجيل الأكبر منهم عن التعامل بجدية مع مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه أحد أسباب هذا التطاول»، ويضيف «تُدخلنا السوشيال ميديا في دوائر غامضة، بسبب تصريحات مُجهلة، رغم أن تأثير تلك المواقع بات غير قابل للنقاش، ما يجعل الحل الأمثل لتجنب تلك المهاترات أن يدرك الفنانون أهمية إدارة صفحاتهم الشخصية وحساباتهم المُوثقة بأنفسهم، دون وسيط».
وبعد التداول الواسع لاسم أسامة عباس عبر «تويتر» وسائر مواقع البحث بسبب الأزمة الحالية، راجت التعليقات التي تستدعي سيرة الفنان المصري وأدواره الدرامية البارزة في كل من السينما والتلفزيون وتمكنه من اللونين التراجيدي والكوميدي على السواء.
واعتبر رئيس تحرير مجلة «أخبار النجوم»، أن بيان «المهن التمثيلية» بملاحقة الحسابات الوهمية باسم الفنانين «خطوة مهمة»، مؤكداً أن النقابة «مؤهلة ولديها آليات لتوثيق حسابات الفنانين التابعين لها بشكل يُحجّم من ظهور أزمات كالتي تواجه الفنان أسامة عباس»، وداعياً وسائل الإعلام التي تقوم بتغطية أخبار الفن إلى «تحري الدقة وعدم الاعتماد على «تغريدات» من صفحات مُجهلة باعتبارها مصدراً للخبر».
وكان نجل الفنان أسامة عباس قد خرج بعد «التغريدة» المزيفة ليؤكد على صفحته الشخصية على «فيسبوك» أن والده ليس لديه حساب على «تويتر»، وأن أسرته لم تعلم بأمر تلك التغريدة إلا بعد تلقيهم العديد من الاتصالات بعدها، ولفت أن والده لم يطلب من أي شخص العمل، وأنه فضّل منذ فترة الابتعاد والراحة بعد مسيرة فنية طويلة وحافلة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».