أحمد زاهر: بناتي نقطة ضعفي

قال لـ «الشرق الأوسط» إن زوجته «مايسترو المنزل» فنياً

أحمد زاهر وعائلته أثناء تصوير حلقة من برنامج «صاحبة السعادة» مع مقدمته إسعاد يونس
أحمد زاهر وعائلته أثناء تصوير حلقة من برنامج «صاحبة السعادة» مع مقدمته إسعاد يونس
TT

أحمد زاهر: بناتي نقطة ضعفي

أحمد زاهر وعائلته أثناء تصوير حلقة من برنامج «صاحبة السعادة» مع مقدمته إسعاد يونس
أحمد زاهر وعائلته أثناء تصوير حلقة من برنامج «صاحبة السعادة» مع مقدمته إسعاد يونس

قد يجسد الفنان مشاهد ومواقف تلامس واقعه، لكن أن يقدم مشاهد تتطابق مع أزمة يعانيها واقعياً، فإن هذا أمر يحمل قدراً من الغرابة؛ وهو ما شجع الفنان أحمد زاهر للمشاركة في بطولة مسلسل «كدبة كبيرة» المكون من خمس حلقات فقط، والذي بدأ عرضه أخيراً على إحدى الشاشات المصرية، ضمن حلقات بعنوان «ورا كل باب» من تأليف إسلام حافظ، وإخراج سميح النقاش ويشاركه البطولة هنادي مهنا، وفتوح أحمد، وعماد رشاد، ومجموعة من الفنانين.
يتناول المسلسل إشكالية «السوشيال ميديا»، ويجسد زاهر شخصية ممثل يتعرض لضرر كبير بسببها، وهو ما يعيشه في الواقع، مما جعله يؤكد في حواره مع «الشرق الأوسط» قائلاً «أشعر بأنني أعيش الواقع في المسلسل، وفي كل مشهد أصوره يدق قلبي بعنف لشدة تفاعلي مع الأحداث، وقد وجدته فرصة لأخرج شحنة انفعال من داخلي؛ لأن الفنان يعمل تحت ضغوط عديدة والناس لا تراه سوى في لحظات السعادة، فتتصور أن حياته وردية».
لكن زاهر عاش تجربة صعبة مع المرض والألم، ابتعد خلالها عن الفن، ولم يتصور - حسبما يؤكد - أنه سيعود إليه مجدداً «وقتها كنت مريضاً جداً، وعشت حالة اكتئاب رهيبة، لم يكن لدي أمل أن أعود للتمثيل من جديد، لكن بفضل الله الذي تقربت إليه كثيراً، ومساندة زوجتي وأسرتي، شُفيت وتجاوزت أصعب 3 سنوات في حياتي، واستعدت لياقتي كاملة والحمد لله».
حفل عمرو دياب
دخلت ابنتي ليلى في حالة اكتئاب بعد وفاة الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز، لا سيما أنها ارتبطت بها عاطفياً وإنسانياً أثناء تصوير مسلسل «في بيتنا روبوت»، وكانت الفنانة الراحلة تحتضنها كابنتها؛ لذا صدمها خبر وفاتها وفشلنا جميعاً في إخراجها من هذه الحالة، حتى بدأنا نشعر بالقلق عليها، فصحبتها لحضور حفل عمرو دياب لأنها تحب أغانيه، جاء الحفل بعد ستة أيام من تشييع جثمان الفنانة الكبيرة - رحمها الله -، ونشرت ليلى صورة من الحفل لتقابل بهجوم غير عادي من نوعية «أنتم ناس ممثلين فعلاً... حرام عليكم... من العزاء للحفل، ومع أن الحداد في العالم كله ثلاثة أيام فقط، وحالة ابنتي جعلتني كأب أخشى عليها، فأردت الترويح عنها، لكن هناك حالة تربص غريبة بالفنانين على السوشيال ميديا وصلت إلى حد التبجح.
«أبو البنات»
بعيداً عن أزمات مواقع التواصل فإن بيت أحمد زاهر بات يضم إلى جواره ثلاث ممثلات هن ملك وليلى والصغيرة منى ذات الثماني سنوات التي لمعت في الجزء الثاني من مسلسل «ليه لأ»، وجسدت دور ابنة الفنان أحمد حاتم، كيف يبدو هذا البيت المرتبط أفراده بمواعيد تصوير وبروفات وحفظ أدوار، يصفه زاهر بقوله «زوجتي هدى هي المايسترو في كل حياتنا؛ نظراً لانشغالي، فأنا أراقب من بعيد، وأوجّه لهن النصائح، لكن هدى من تجلس معهن، لمراجعة (السكريبت)، فقد عملت لفترة في دورات تدريب الممثل، في طفولة ملك وليلى كنت أساعدهما، لكنهما الآن تقرآن وتشاهدان أفلاماً على (نتفليكس) واكتسبتا بعض الخبرة».
ويحمل زاهر بجدارة لقب «أبو البنات»، فله ابنة رابعة هي نور (خمس سنوات)، لكنه يقول لا أتمنى لها هذا المجال... كفاية.
يعترف زاهر بأن بناته «نقطة ضعفه»، «قمت بتربية بناتي على قيم الدين والأخلاق، وهن يواظبن على الصلاة وقراءة القرآن، لكنهن بالفعل نقطة ضعفي، لا أخاف منهن، بل أخاف عليهن من الآخرين، خصوصاً مع النظرة غير الطبيعية من البعض تجاه الفنانات، فقد كتب أحد الأشخاص: أنني انفعلت على معجبيهن، فهل أسمح لمعجب بوضع يده على كتف ابنتي ليلتقط صورة معها؟، ولماذا في الأساس صورة الفنان سيئة وأغلبنا ينتمي إلى عائلات محترمة».
لم يفرض أحمد زاهر بناته في الأعمال الفنية، بل اختارهما صديقه المطرب تامر حسني لتقوما بدور ابنتيه في فيلم «عمر وسلمى»، وفيلم «هيما»، ثم توقفتا عن التمثيل، وكما يقول زاهر «لم أفضّل دخولهما مجال التمثيل؛ لأن المهنة مرهقة نفسياً وعصبياً، في الوقت نفسه، لم يكن بإمكاني حجب موهبتهما؛ لأنني حينما قررت أن أدخل مجال التمثيل قمت بسحب أوراقي من كلية التجارة للتقديم في معهد الفنون المسرحية، دون أن أخبر أسرتي، فقد كانوا يرفضون هذا الأمر، وقد أوقفت ملك وليلى عن التمثيل لمدة 8 سنوات ليركزا في دراستهما ويتوقفا خلال فترة المراهقة، وكانتا تلحان عليّ في العودة، وتلقيت لأجلهما عروضاً كثيرة رفضتها، لكن صديقي ياسر جلال أصر أن تشاركه ليلى في مسلسل (الفتوة)، وفوجئت بحصولها على جائزة عنه من (مهرجان الفضائيات)، ولو لم تكن ليلى ناجحة، هل كانوا سيختارونها في قناة (سي بي سي) لتقدم برنامج (حزر فزر) وتحقق نجاحاً فيه، وطلب المخرج محمد سامي، وكان مشرفاً على الإخراج أن تشارك ملك في مسلسل (لؤلؤ) لتؤدي دور ابنتي للشبه الكبير بيننا، وهو دور صغير، لكنها لفتت الأنظار إليها، كما اختارها في مسلسل (نسل الأغراب)، أما منى فقد ذهبت المخرجة مريم أبو عوف إلى مدرستها لاختيار طفلة لمسلسلها (ليه لأ)، ووقع اختيارها على منى دون أن تعرف أنها ابنتي، وتلقت طفلتي تكريماً من المركز الكاثوليكي على هذا العمل».

البطولة المطلقة
ويواصل زاهر تصوير فيلم «الفارس» أول بطولة مطلقة له، ويضم النجم حسين فهمي، وإيمان العاصي، وصلاح عبد الله، والممثلة اللبنانية باميلا الكيك، وهو فيلم أكشن من إخراج رؤوف عبد العزيز وكما يؤكد «حرصت على ضرورة وجود أدوار مهمة لممثلين كبار لكي نقدم عملاً قوياً، وقد عرض عليّ بعد نجاح فيلم (زنزانة 7) الذي حقق إيرادات كبيرة، ومنذ 3 سنوات وأنا أواظب على تدريبات الجيم ما جعلني مؤهلاً لأداء مشاهد الأكشن».
وتعد شخصية فتحي التي قدمها أحمد زاهر قبل عامين في مسلسل «البرنس» أمام محمد رمضان نقطة تحول في مشواره وكما يقول «(فتحي البرنس) من أهم البصمات الفنية في حياتي، وبعده (لؤلؤ) الذي حقق نسب مشاهدة غير عادية».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».