الاتحاد الأوروبي يلقّح 70% من البالغين

أعاد القيود على مسافرين من دول عدة بينها الولايات المتحدة وإسرائيل

TT

الاتحاد الأوروبي يلقّح 70% من البالغين

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، في تغريدة أن الاتحاد الأوروبي حقق هدفه بتلقيح 70% من البالغين بشكل كامل ضد «كوفيد - 19». ورأت أنه «ينبغي الذهاب أبعد من ذلك! يجب أن يتلقى اللقاح مزيد من الأوروبيين».
من جهتها حذرت مفوضة الصحة ستيلا كيرياكيدس، من أنه «لكي نكون بأمان، يجب أن نتجاوز نسبة 70% بسبب المتحورات الجديدة».
وأكدت ضرورة أن يخفض الاتحاد الأوروبي «الفارق المقلق» بين معدلات التلقيح في الدول الأعضاء وأن يكون مستعداً لمنح جرعة جديدة لتعزيز المناعة «في حال أثبتت المعطيات العلمية أن ذلك هو الطريق الواجب اتباعه».
في مجال التلقيح، فإن دول شرق الاتحاد الأوروبي هي المتأخرة أكثر في هذا المجال وفي مقدمها بلغاريا ورومانيا ولاتفيا.
فيما تستعيد البلدان الأوروبية لمزيد من مساحات الحرّية التي سلبتها تدابير العزل والإقفال لمواجهة جائحة «كوفيد - 19» منذ مطلع العام الماضي، وبعد أن تجاوزت التغطية اللقاحية 70% من مجموع السكان البالغين في معظم بلدان الاتحاد، ما زال الخوف يسكن الملايين من الذين يعانون خللاً أو نقصاً في جهاز المناعة، أو ضعفاً ناجماً عن مرض مزمن أو تقدّم في السن يجعلهم عرضة للإصابة بالفيروس كما في الأشهر الأولى لانتشار الوباء.
ومع عودة أرقام الإصابات الجديدة إلى الارتفاع والتوقعات التي تشير إلى ظهور موجة جديدة بعد نهاية فصل الصيف، تفيد البيانات الأخيرة بأن الموجة الوبائية الخامسة في أوروبا ضربت بشكل خاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة وأوقعت بينهم نسبة عالية من الوفيات خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة. وتجدر الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من أولئك الأشخاص الذين يشكّلون نحو 40% من مجموع السكّان، كانوا قد تناولوا الدورة الكاملة من اللقاحات، لكنّ الاستجابة الضعيفة لجهاز المناعة حرمتهم من الحماية الكافية ضد الفيروس، ما دفع بالسلطات الصحية في بلدان عديدة إلى طلب إعطائهم جرعة ثالثة من اللقاحات. ويقول خبراء المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها إن الحالات المستعصية في هذه المجموعة هي بين الذين خضعوا لعمليات زرع أعضاء أو مصابين بالسرطان أو بأمراض المناعة الذاتية، والذين يشكّلون نحو 8% من مجموع السكان. ويضاف إلى هذه المجموعة أولئك الذين تجاوزوا الخامسة والسبعين من العمر ويعانون أساساً من أمراض أخرى.
ومن المجموعات الأخرى الأكثر تعرّضاً للإصابة بالفيروس أولئك الذين يعالَجون بمادة الكورتيزون التي تُضعف استجابة جهاز المناعة، والذين يشكّلون نحو 10% من السكان، إضافة إلى المصابين بداء السكّري أو الذين يعانون من التهابات في جهاز التنفّس أو الكبد، ويشكّلون نحو 20% من مجموع السكان. وتفيد بيانات المركز الأوروبي بأن 60% من المصابين الذين عولجوا في المستشفيات خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة كانوا يعانون نوعاً من الضعف أو الخلل في جهاز المناعة.
ويقول الأطباء إن الجسم يتعرّض لضعف تدرّجي في جهاز المناعة اعتباراً من سن السبعين عندما يبدأ بمواجهة صعوبة في إنتاج المضادات الكافية التي يحتاج إليها للحماية من الأوبئة والجراثيم والمسببات المرضية.
وفي انتظار أن تحدد الوكالة الأوروبية للأدوية موقفها النهائي من الجرعة الثالثة، يميل الخبراء إلى اعتبارها ضرورية لجميع الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة، أو لغالبيتهم، وأيضا للمسنّين، حيث إن ألمانيا وفرنسا قرّرتا المباشرة في إعطائهم هذه الجرعة اعتباراً من الأسبوع الجاري. أما الولايات المتحدة من جهتها، فهي تميل إلى إعطاء الجرعة الثالثة لجميع البالغين.
ويقول روبرت غيري، رئيس قسم الأمراض السارية في مستشفى برشلونة الجامعي: «من الصعب إصدار توجيه عام حول الجرعة الثالثة في الوقت الراهن، إذ نحتاج لمزيد من الدراسات الدقيقة. التجارب المخبرية بيّنت فاعليّة الجرعة الثالثة من حيث تعزيزها الاستجابة المناعية، لكن المشكلة تكمن في تحديد المرضى الذين تفيدهم هذه الجرعة. لا أعتقد أنه يجب إعطاؤها لجميع السكان البالغين كما في إسرائيل والولايات المتحدة، بل لمجموعات محددة مثل أولئك الذين تناولوا اللقاح مطلع هذا العام وتعرّضوا لإصابات خطرة مؤخراً. إنهم يشكّلون الحلقة الأضعف، وإذا لم نساعدهم من المرجّح أن يدفعوا ثمن هذا الوباء الذي لا شك في أنه سيصبح متوطّناً».
في غضون ذلك أعلنت منظمة الصحة العالمية أول من أمس (الاثنين)، عن قلقها الشديد من ارتفاع عدد الإصابات الجديدة في أوروبا خلال الأسابيع الأخيرة المنصرمة، ومن تراجع نسبة الإقبال على تناول اللقاح بين الفئات الأكثر تعرّضاً للفيروس في بعض البلدان الأوروبية.
وقال مدير المكتب الإقليمي الأوروبي للمنظمة هانز كلوغيه، إن الارتفاع في عدد الإصابات يعود إلى سرعة سريان طفرة «دلتا» التي أصبحت متفشّية على نطاق واسع في البلدان الأوروبية، وإلى التراخي في تدابير الوقاية والعزل وازدياد حركة السفر. وأضاف: «علينا المواظبة في تعزيز خطوط الحماية، بما في ذلك التلقيح واستخدام الكمامات الواقية، لأنها السبيل لإعادة فتح المجتمعات واستقرار الاقتصاد». وتوقع كلوغيه أن يرتفع عدد الوفيات في أوروبا إلى 236 ألفاً بحلول نهاية العام الجاري بسبب الازدياد المتوقع في عدد الإصابات الجديدة بعد فصل الصيف.
وقرر الاتحاد الأوروبي رسميا أول من أمس فرض قيود جديدة على السفر غير الضروري من الولايات المتحدة وسط تصاعد في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد - 19)، وصوّتت أغلبية من السفراء لإعادة فرض القيود التي تم رفعها في يونيو (حزيران) الماضي، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن بيان من الاتحاد الأوروبي. ويبدو أن التغيير سيشمل على الأرجح الأميركيين الذين لم يتلقوا لقاح فيروس «كورونا».
وسجلت الولايات المتحدة 588 إصابة جديدة بـ«كوفيد - 19» لكل 100 ألف شخص، خلال الأسبوعين اللذين انتهيا في 22 أغسطس (آب)، وفقاً للمركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، وذلك بفارق كبير عن الحد المسموح به في توجيهات الاتحاد الأوروبي والذي يبلغ 75 إصابة لكل 100 ألف شخص.
كما قرر الاتحاد الأوروبي أيضاً إغلاق حدوده أمام المسافرين القادمين من إسرائيل وكوسوفو ولبنان والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية بسبب تفاقم أوضاع مرض «كوفيد - 19» في هذه الدول.
يُذكر أن جميع الدول الست كانت في السابق من بين حفنة من الدول التي كانت تعد آمنة إلى حد يسمح بإعفائها من المتطلبات الأكثر صرامة للحجر الصحي واختبارات الفيروس بالنسبة للرحلات غير الضرورية.
لكن بعد اتفاق بين الدول الـ17 الأعضاء في التكتل تم حذف تلك الدول من القائمة، حسبما جاء في نشره صحافية للاتحاد، اليوم.
ومع ذلك يُترك لكل دولة عضو أن تقرر على وجه الدقة القيود التي ترى ضرورة فرضها على المسافرين. ومن غير الواضح متى بالضبط سيتم تطبيق الترتيبات الجديدة.


مقالات ذات صلة

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟