رحيل رونالدو يكشف يوفنتوس ويظهر حجم مشاكله

نجومية البرتغالي وقدراته أخفت عيوب «السيدة العجوز» في المواسم الثلاثة الماضية

TT

رحيل رونالدو يكشف يوفنتوس ويظهر حجم مشاكله

عكس ما قاله القائد جورجو كييليني من مقاعد البدلاء لمدربه الجديد القديم ماسيميليانو أليغري الحالة التي يعيشها يوفنتوس في مستهل الموسم الجديد من الدوري الإيطالي لكرة القدم، وذلك ليس بسبب رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وحسب، بل لأن هناك مشكلة بنيوية في الفريق تحتاج إلى المعالجة. ونشرت وسائل الإعلام الإيطالية مقطع فيديو السبت في المباراة التي خسرها يوفنتوس على أرضه أمام إمبولي صفر-1 في المرحلة الثانية من الدوري، يظهر أليغري يتحدث إلى كييليني بجانب الملعب مع يده فوق فمه، فكان جواب القائد المتوج هذا الصيف بكأس أوروبا: «هذا ليس فريقاً».
وبالفعل ما أظهره يوفنتوس في مباراة السبت أمام قرابة 17 ألف مشجع متذمر في ملعب «أليانز ستاديوم» يؤكد أن مهمة أليغري في مستهل مغامرته الثانية مع «السيدة العجوز» ستكون شاقة للغاية. ورغم أن الموسم ما زال في بدايته، لكن تبين مما قدمه يوفنتوس أن رحيل رونالدو إلى فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي بعد ثلاثة مواسم قضاها في تورينو سجل خلالها 101 هدف في 134 مشاركة بقميص يوفنتوس، آخر هموم أليغري، لأن المشكلة أعمق بكثير وتنذر بإمكانية أن يختبر الفريق موسماً أسوأ من الذي سبقه حين تنازل عن لقب الدوري لإنتر ميلان وانتظر حتى المرحلة الختامية لحسم بطاقته إلى دوري الأبطال بنيله المركز الرابع.
وبعد بداية واعدة بقيادة المتألق فيديريكو كييزا، انقلبت الأمور رأساً على عقب في مباراة السبت بعد الهدف الذي سجله إمبولي في الدقيقة 21، حيث بدا يوفنتوس بعد ذلك فريقاً ضعيفاً غير قادر على الرد تائهاً في أرضية الملعب. وعكس رد فعل الجمهور بصافرات الاستهجان التي وجهت للفريق خلال استراحة الشوطين وفي نهاية المباراة، حالة التذمر من وضع الفريق الذي وضع لقب دوري أبطال أوروبا حلماً له لكن إذا استمر الحال عليه، فستكون استعادة لقب الدوري المحلي أقصى طموحاته.
ورأى الصحافي في موقع «فوتبول إيطاليا» لورنتسو بيتوني أن العديد كان يرى رونالدو عبئاً على عملاق تورينو، لا سيما بعد فشله في قيادته إلى لقب دوري الأبطال، وهذا صحيح من الناحية المادية فقط، لأن نجومية البرتغالي وقدراته أخفت العيوب الكثيرة لفريق «السيدة العجوز» في المواسم الثلاثة الماضية. ورأى بيتوني أن يوفنتوس يفتقد بشكل كبير إلى صانع ألعاب، حتى في ظل التعاقد مع نجم ساسوولو مانويل لوكاتيلي الذي يعتزم أليغري منحه دوراً متحرراً في الوسط في تشكيلة 3-3-4.
حاول أليغري السبت إشراك الظهير البرازيلي دانيلو مباشرة أمام خط الدفاع، لكن الأخير بدا تائهاً تماماً بحسب بيتوني، ما يجعل مدرب ميلان السابق عازماً أكثر من أي وقت مضى على إعادة البوسني ميراليم بيانيتش إلى عملاق تورينو الذي تخلى عنه لبرشلونة الإسباني في صفقة التعاقد مع البرازيلي آرثر. لكن من أجل استعادة بيانيتش، على يوفنتوس تخفيف الأعباء المالية بالتخلي عن بعض اللاعبين في خط الوسط. قد يكون الويلزي آرون رامزي من أقل اللاعبين المؤثرين في الفريق، ما يجعله الأكثر عرضة للرحيل، لكن براتب سنوي قدره 7 ملايين يورو سيكون من الصعب جداً على يوفنتوس التوصل إلى اتفاق مع أي فريق للتخلي عنه.
صحيح أن أليغري أكد تمسكه بالأميركي الشاب ويستون ماكيني الذي يثير اهتمام أندية إنجليزية عدة، لكن ما قدمه خلال الدقائق الـ45 الأولى في مباراة السبت خلف المهاجمين الأرجنتيني باولو ديبالا وكييزا قبل استبداله خلال استراحة الشوطين ونزول المهاجم الإسباني ألفارو موراتا، ليس كافياً للتمسك بخدماته. ما هو مؤكد أن خط الوسط يشكل المشكلة الأساسية ليوفنتوس لأنه يفتقد إلى لاعبين مؤثرين، وحتى إن عودة بيانيتش أو التعاقد مع البلجيكي أكسل فيتسل الذي رشحته وسائل الإعلام للانضمام إلى عملاق تورينو في الساعات القليلة المقبلة، لن يحلا المشكلة لكنهما سيقدمان بعض الحلول لأليغري.
ومع رحيل رونالدو، سيكون على ديبالا بشكل خاص الارتقاء بمستواه من أجل تحمل العبء التهديفي بجانب موراتا، وما قدمه السبت أظهر ضياعاً كبيراً في التمركز بحسب رؤية بيتوني الذي اعتبر أن كييزا كان اللاعب الوحيد الذي يهاجم فعلياً مرمى إمبولي لكنه وجد نفسه وحيداً من دون أي مساندة في منطقة الخصم. وما يثير القلق بالنسبة ليوفنتوس أن رونالدو سجل الموسم الماضي 29 هدفاً في 33 مباراة خاضها في الدوري الإيطالي، ورغم ذلك اكتفى عملاق تورينو بالمركز الرابع بعدما احتكر اللقب طيلة تسعة مواسم متتالية، فماذا سيحصل هذا الموسم من دون أهداف أفضل لاعب في العالم خمس مرات؟
من المؤكد أن يوفنتوس لم يخسر أمام إمبولي بسبب رحيل رونالدو، فأي فريق مهما كان حجمه عرضة للخسارة، لا سيما في مستهل الموسم، لكن المؤشرات المستندة إلى ما قدمه الفريق الموسم الماضي تثير قلق الجمهور، لا سيما في ظل المنافسة المحتدمة مع عودة إنتر وجاره ميلان إلى شيء من مستواهما السابق، والتألق المستمر لأتالانتا والتهديد الذي يشكله نابولي وروما الذي يبدو منافساً لا يستهان به بقيادة مدربه الجديد البرتغالي جوزيه مورينيو.
رحيل رونالدو كان محتماً إن لم يكن الآن فالموسم المقبل، ويوفنتوس كان بالتأكيد يدرك أن التعاقد مع النجم البرتغالي في صيف 2018 من ريال مدريد الإسباني كان لهدف قريب المدى (دوري أبطال أوروبا) وليس للبناء من أجل المستقبل (يبلغ حالياً 36 عاماً). لكن مع رحيله قبل عام على انتهاء عقده، عرى البرتغالي عملاق تورينو وزرع الخوف في جمهوره الذي يخشى أن يمر الفريق بما اختبره خصماه إنتر وميلان اللذان غابا عن منصة التتويج منذ 2010 و2011 على التوالي، قبل أن ينجح الأول في العودة إليها الموسم الماضي بإنهائه الدوري مباشرة أمام جاره اللدود.


مقالات ذات صلة

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

الرياضة مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

استعان جوزيه مورينيو مدرب روما بفكرة مستوحاة من روايات الجاسوسية حين وضع جهاز تسجيل على خط جانبي للملعب خلال التعادل 1 - 1 في مونزا بدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم أمس الأربعاء، مبررا تصرفه بمحاولة حماية نفسه من الحكام. وهاجم مورينيو، المعروف بصدامه مع الحكام دائما، دانييلي كيفي بعد المباراة، قائلا إن الحكم البالغ من العمر 38 عاما «أسوأ حكم قابله على الإطلاق». وقال المدرب البرتغالي «لست غبيا، اليوم ذهبت إلى المباراة ومعي مكبر صوت، سجلت كل شيء، منذ لحظة تركي غرفة الملابس إلى لحظة عودتي، أردت حماية نفسي».

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

أهدر نابولي فرصة حسم تتويجه بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 33 عاماً، بتعادله مع ضيفه ساليرنيتانا 1 - 1 في منافسات المرحلة الثانية والثلاثين، الأحد، رغم خسارة مطارده لاتسيو على أرض إنتر 1 - 3. واحتاج نابولي الذي يحلّق في صدارة جدول ترتيب الدوري إلى الفوز بعد خسارة مطارده المباشر، ليحقق لقبه الثالث في «سيري أ» قبل 6 مراحل من اختتام الموسم. لكن تسديدة رائعة من لاعب ساليرنيتانا، السنغالي بولاي ديا، في الشباك (84)، أجّلت تتويج نابولي الذي كان متقدماً بهدف الأوروغوياني ماتياس أوليفيرا (62). ولم يُبدِ مدرب نابولي، لوتشيانو سباليتي، قلقاً كبيراً بعد التعادل قائلاً: «يشعر (اللاعبون) ب

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

أُرجئت المباراة المقررة السبت بين نابولي المتصدر، وجاره ساليرنيتانيا في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم إلى الأحد، الساعة 3 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13:00 ت غ) لدواعٍ أمنية، وفق ما أكدت رابطة الدوري الجمعة. وسبق لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» أن كشفت، الخميس، عن إرجاء المباراة الحاسمة التي قد تمنح نابولي لقبه الأول في الدوري منذ 1990. ويحتاج نابولي إلى الفوز بالمباراة شرط عدم تغلب ملاحقه لاتسيو على مضيفه إنتر في «سان سيرو»، كي يحسم اللقب قبل ست مراحل على ختام الموسم. وكان من المفترض أن تقام مباراة نابولي وساليرنيتانا، السبت، في الساعة 3 بالتوقيت المحلي (الواحدة ظهراً بتو

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

بدأت جماهير نابولي العد التنازلي ليوم منشود سيضع حداً لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج في الدوري الإيطالي في كرة القدم، إذ يخوض الفريق الجنوبي مواجهة ساليرنيتانا غدا السبت وهو قادر على حسم الـ«سكوديتو» حسابياً. وسيحصل نابولي الذي يتصدر الدوري متقدماً بفارق 17 نقطة عن أقرب مطارديه لاتسيو (78 مقابل 61)، وذلك قبل سبع مراحل من نهاية الموسم، على فرصته الأولى لحسم لقبه الثالث في تاريخه. ويتوجب على نابولي الفوز على ساليرنيتانا، صاحب المركز الرابع عشر، غدا السبت خلال منافسات المرحلة 32، على أمل ألا يفوز لاتسيو في اليوم التالي في سان سيرو في دار إنتر ميلان السادس.

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

سيكون إياب نصف نهائي كأس إيطاليا في كرة القدم بين إنتر وضيفه يوفنتوس، الأربعاء، بطعم المباراة النهائية بعد تعادلهما ذهاباً بهدف لمثله، وفي خضمّ أزمة عنوانها العنصرية. ولا يزال يوفنتوس يمني نفسه بالثأر من إنتر الذي حرمه التتويج بلقب المسابقة العام الماضي عندما تغلب عليه 4 - 2 في المباراة النهائية قبل أن يسقطه في الكأس السوبر 2 - 1. وتبقى مسابقة الكأس المنقذ الوحيد لموسم الفريقين الحالي على الأقل محلياً، في ظل خروجهما من سباق الفوز بلقب الدوري المهيمن عليه نابولي المغرّد خارج السرب. لكن يوفنتوس انتعش أخيراً بتعليق عقوبة حسم 15 نقطة من رصيده على خلفية فساد مالي وإداري، وبالتالي استعاد مركزه الثال

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.