عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> أسامة بن أحمد نقلي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر، حضر عرض مسرحية «أبو العربي» للفنان المصري الكوميدي هاني رمزي، ولبى السفير دعوة بطل المسرحية بالصعود على خشبة المسرح بعد انتهاء العرض وقام بتحية الجمهور وتقديم كلمة لهم أعرب فيها عن شكره وامتنانه لهذه الدعوة، كما قام بتقديم الشكر للفنان هاني رمزي وطاقم العمل، وكذلك سعادته برؤية الفنان الكويتي داود حسين.
> نورا محمد عبد الحميد جمعة، سفيرة الإمارات لدى فنلندا، أكدت أول من أمس، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، أن الدولة قطعت شوطاً كبيراً في مجال تمكين المرأة، ووصلت لمرحلة قطف الثمار وحصد الإنجازات، حيث تحظى المرأة الإماراتية باهتمام ورعاية القيادة الرشيدة، ولا سيما العمل الدؤوب الذي تقوم به الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، في تمكين المرأة في المجتمع في المجالات كافة.
> حازم فهمي، سفير جمهورية مصر العربية لدى كوريا الجنوبية، التقى أول من أمس، وزير الدفاع الكوري سا ووك، حيث أوضح الوزير التطور الكبير في العلاقات بين البلدين منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كوريا الجنوبية في عام 2016، وما نتج عنها من توطيد العلاقات بين الدولتين إلى مرتبة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، كما أشار أيضاً إلى قرار الحكومة الكورية هذا العام برفع وضعية مصر لتصبح على قائمة الدول ذات الأولية في كافة مجالات التعاون لكوريا الجنوبية.
> معز بنميم، سفير تونس لدى دولة الإمارات، زار أول من أمس، مركز «تريندز للبحوث والاستشارات البحثية والعلمية»، والتقى رئيسه التنفيذي الدكتور محمد عبد الله العلي، واستمع لشرح حول الخدمات التي يقدمها المركز حول مختلف قضايا العالم، بما يدعم صناع القرار والباحثين والأكاديميين، وجرى بحث سبل التعاون بين مركز تريندز والمراكز الفكرية والبحثية التونسية، وعرض السفير تقديم المساعدة في تسهيل إبرام اتفاقيات تعاون لتبادل المعرفة ودعم الجهود العلمية الداعمة لبناء علاقات دولية صحيحة.
> سمير قايد، تم تنصيبه مديراً عاماً لوكالة الأنباء الجزائرية، أول من أمس، بإشراف وزير الاتصال الجزائري عمار بلحيمر، بالجزائر العاصمة، خلفا للمدير السابق فخر الدين بلدي، في إطار إعادة تنظيم قطاع الاتصال. يذكر أن المدير العام الجديد شغل قبل التعيين منصب مدير الوكالة للغرب الجزائري بوهران.
> سالم بن سعيد الوهيبي، فاز بمنصب رئاسة مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم للفترة 2021 - 2025 بعد حصوله على أكثر الأصوات في الانتخابات التي جرت أول من أمس، وفاز محسن بن حمد المسروري بمنصب النائب، ولجينة بنت محسن الزعابية بمقعد المرأة الإلزامي، وشهد منصب العضوية منافسة بين 18 مترشحاً تم اختيار 6 أعضاء منهم، هم: إبراهيم بن مبارك الحوسني وقتيبة بن سعيد الغيلاني وعلي بن محمد العجمي وإبراهيم سعيد العلوي وأحمد عبد القادر الحداد وناصر بن سالم الهدابي.
> بدر عباس الحليبي، سفير مملكة البحرين لدى البرازيل، التقى وكيل الثروة الحيوانية في وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني البحرينية خالد أحمد حسن، وتم خلال اللقاء اقتراح عمل بروتوكول من خلال وزارة الخارجية ينظم التعاون المشترك بين البرازيل والبحرين للتعاون في العديد من المجالات الاقتصادية والبيطرية. من جانبه، بين السفير وجود رغبة من الجانب البرازيلي لزيادة التبادل التجاري فيما يتعلق بالمنتجات الحيوانية، مما يعزز الأمن الغذائي في المملكة وفتح آفاق جديدة أمام المستوردين البحرينيين.
> سامي السليمان، سفير دولة الكويت لدى فرنسا، أعلن أول من أمس، أن مكتب البريد الوطني الفرنسي سيقوم بإصدار طابع بريدي بمناسبة حلول الذكرى الـ60 على الصداقة الكويتية الفرنسية، يحمل شعاراً من تصميم وزارة الإعلام الكويتية، وأكد على أن الكويت وفرنسا أظهرتا مستوى عالياً من التفاهم المشترك والمقاربات في العديد من القضايا الدولية، وأضاف أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سيقيم احتفالية موسيقية في معهد العالم العربي في باريس في الـ14 من سبتمبر (أيلول) المقبل بهذه المناسبة.
> هان مروتس سخابفلد، السفير الهولندي في القاهرة، التقى أول من أمس، الدكتور محمد معيط، وزير المالية المصري، وقال معيط إن الحكومة بذلت جهداً كبيراً خلال السنوات الماضية للاستثمار في مشروعات البنية الأساسية. فيما أعرب السفير عن إعجابه وتقديره لجهود الحكومة في العديد من القطاعات، مؤكداً إدراكه لحجم التحديات الكبيرة التي يتم العمل من أجل تجاوزها، وأشار إلى اهتمام بلاده بتعزيز التعاون مع مصر في العديد من المجالات وتبادل الخبرات بين البلدين، خصوصاً في إطار برنامج بناء القدرات في مختلف القطاعات.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)