بغداد تحاول «تبريد» أزمات المنطقة

قمة «التعاون والشراكة» شهدت أول لقاء بين السيسي وتميم منذ المصالحة... وآخر إماراتي ـ إيراني

صورة جماعية لرؤساء وقادة وممثلي الدول المشاركة في قمة «التعاون والشراكة» في بغداد أمس (أ.ف.ب)
صورة جماعية لرؤساء وقادة وممثلي الدول المشاركة في قمة «التعاون والشراكة» في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

بغداد تحاول «تبريد» أزمات المنطقة

صورة جماعية لرؤساء وقادة وممثلي الدول المشاركة في قمة «التعاون والشراكة» في بغداد أمس (أ.ف.ب)
صورة جماعية لرؤساء وقادة وممثلي الدول المشاركة في قمة «التعاون والشراكة» في بغداد أمس (أ.ف.ب)

في قمة استضافها، أمس، بحضور قادة ومسؤولين كبار من دول تجاوره وأخرى إقليمية، إضافة إلى فرنسا، حاول العراق تبريد أزمات المنطقة. وطبقاً لمسار المؤتمر، الذي شاركت فيه تسع دول، إضافة إلى العراق، فإن بغداد حاولت فتح نافذة للتعاون والشراكة بين دول المنطقة.
وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر الذي جمع على طاولة واحدة دولاً متخاصمة في المنطقة، لا سيما دول الخليج وإيران، شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، على رفض أن «تستخدم الأراضي العراقية ساحةً للصراعات الإقليمية والدولية، ورفض أن يكون العراق منطلقاً للاعتداء على جيرانه من أي جهة كانت».
وفي ختام القمة، أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن البيان الختامي للقمة تطرق لمجموعة من القضايا تتعلق أكثريتها بدعم العراق، مؤكداً أن بغداد استطاعت أن تجمع دولاً كبيرة كانت بينها خلافات ومشكلات كبيرة. وأضاف حسين أن بغداد استطاعت فتح مجال للعمل المشترك في المحيط الإقليمي عبر الحوار بدل الصراعات، مشدداً على أن استقرار العراق يعني استقرار المحيط الإقليمي والمنطقة بأكملها.
وأشادت كلمات الوفود المشاركة بأهمية العراق ودوره الإقليمي والدولي. وفي كلمته، أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، التزام الرياض دعم أمن واستقرار العراق، مشيراً إلى أن القيادة السعودية لا تدخر جهداً في دعم العراق بمختلف المحافل، وعلى كافة الأصعدة والمستويات، مثمناً جهود الحكومة العراقية في السيطرة على السلاح المنفلت بأيدي الميليشيات المسلحة.
واستقبل رئيس الوزراء العراقي، وزير الخارجية السعودي، واستعرضا أوجه العلاقات السعودية - العراقية، وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. وحمل الكاظمي، الوزير السعودي، تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، وحكومة السعودية وشعبها.
وشهدت القمة لقاءات ثنائية مهمة مثل اللقاء الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهو الأول منذ «اتفاق العلا» في السعودية مطلع العام الحالي. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، إنه «تم التوافق خلال اللقاء على أهمية مواصلة التشاور والعمل من أجل دفع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، علاوة على استمرار الخطوات المتبادلة بهدف استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي».
وعلى هامش القمة أيضاً، التقى أمير قطر، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي كتب في تغريدة بعد اللقاء: «المصير الخليجي واحد، كان وسيبقى، ‏حفظ الله شعوبنا وأدام أمنها واستقرارها ورخاءها».
كما التقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مع وزير الخارجية الإيراني الجديد حسين أمير عبد اللهيان، وقال في تغريدة، إنه تمنى له النجاح في مهامه الجديدة «بتطوير علاقات إيجابية مع دول الجوار، وترسيخ علاقات تقوم على مبادئ الحكمة ومصلحة الشعوب».
وأثار وزير الخارجية الإيراني جدلاً واسعاً بخرقه البروتوكول خلال التقاط الصورة الجماعية للمشاركين في المؤتمر، إذ ترك مكانه في الصف الثاني المخصص للوزراء وانتقل إلى الصف الأول المخصص للقادة متوسطاً الرئيس السيسي والشيخ محمد بن راشد.
...المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».