اختتام فعاليات قمة {رواد التواصل الاجتماعي} في دبي وتوجه لعقدها بشكل سنوي

القرقاوي: من الضروري توظيف استخداماتها لتحقيق أهداف وخطط التنمية المجتمعية المستقبلية

جانب من فعاليات اليوم الثاني في قمة رواد التواصل الاجتماعي («الشرق الأوسط»)
جانب من فعاليات اليوم الثاني في قمة رواد التواصل الاجتماعي («الشرق الأوسط»)
TT

اختتام فعاليات قمة {رواد التواصل الاجتماعي} في دبي وتوجه لعقدها بشكل سنوي

جانب من فعاليات اليوم الثاني في قمة رواد التواصل الاجتماعي («الشرق الأوسط»)
جانب من فعاليات اليوم الثاني في قمة رواد التواصل الاجتماعي («الشرق الأوسط»)

وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بعقد قمة رواد التواصل الاجتماعي كل عام، وذلك استجابة لرغبة الشباب الذين حضروها وشاركوا بها، إضافة لمتابعيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم.
وأكد محمد القرقاوي، رئيس المكتب التنفيذي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة المنظمة لقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، أن توجيهات الشيخ محمد بن راشد بعقد القمة سنويا، استجابة لرغبة الشباب ممن حضروا أو تابعوا القمة، يجسد رؤية الشيخ محمد لدور الشباب في بناء المستقبل، ويعكس قناعاته بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي في إحداث تغيير إيجابي في حياة الناس وتعزيز قيمة التواصل البناء كأساس في التقارب بين المجتمعات العربية والعالمية.
وأشار إلى أن النجاح الذي حققته الدورة الأولى للقمة، بما شهدته من إقبال على جلساتها وتفاعل مع ورش العمل التي قدمتها وحجم المشاركات الكبير التي تلقتها جائزة القمة، بالإضافة إلى التداول والتفاعل مع محتوى القمة من أخبار وصور ومقاطع فيديو، مما يؤكد ضرورة بناء منصة لتبادل الأفكار وعرض أفضل الممارسات وتلاقي الخبرات بهدف تدعيم ثقافة التوظيف الأمثل لاستخدامات التواصل الاجتماعي بما يساهم في تحقيق أهداف وخطط التنمية المجتمعية المستقبلية، مما يعكس أهمية عقد القمة سنويا تلتقي فيها الأفكار وتطرح الحلول المبتكرة وتكرم فيها الإنجازات العربية.
وأكد رئيس اللجنة المنظمة للقمة على أهمية توسيع نطاق القمة وإدخال إضافات ومبادرات مبتكرة بهدف توسيع المشاركة وتسليط الضوء على قضايا ومواضيع أكبر تخص التواصل الاجتماعي وجذب شريحة أكبر من الخبراء والمتخصصين وصناع القرار.
وكانت الدورة الأولى للقمة قد اختتمت فعالياتها، التي عقدت على مدار يومين بمشاركة ما يزيد على الـ2500 من المهتمين والمتخصصين في التواصل الاجتماعي، وضمت 38 متحدثا من المؤثرين العرب والدوليين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم استعراض تجاربهم وخبراتهم من خلال مجموعة من الجلسات وورش العمل والحوارات التي لاقت إقبالا وتفاعلا من الحضور عكس أهمية المواضيع المطروحة.
وشهدت الدورة الأولى للقمة مشاركة غنية من أشهر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتخذت «تويتر» من فعاليات القمة منصة لتعلن من خلالها عن تأسيس مقر إقليمي لها في دبي، وذلك في خطوة تهدف إلى التواصل والتفاعل عن قرب مع العملاء والشركاء في المنطقة، بينما عرضت رئيسة فريق شراكات الفيديو على «يوتيوب» بالشرق الأوسط، مجموعة من الأرقام والإحصاءات التي أبرزت استخدامات العالم العربي للـ«يوتيوب» والمتمثل في رفع ساعتين من مقاطع الفيديو في الدقيقة.
وأكد كريس مسينا، مخترع «الوسم» (الهاشتاغ)، على أن المستقبل لـ«الهاشتاغ» (الوسم)، واستدل على ذلك بأنه وبالنظر في أي وقت وأي مكان، فإن علامة هاشتاغ توجد على منتجات استهلاكية أو حدث مهم أو لحملات ترويجية، أو لحملات إنسانية، مما يؤكد أن الهاشتاغ أصبح جزءا من الحياة اليومية.
وسلط مجموعة من الخبراء والمختصين والناشطين في عالم التواصل الاجتماعي، الضوء على تجاربهم الشخصية مع استخدامات هذه الوسائل وأهم مميزاتها وسلبياتها، من وجهة نظرهم، من خلال منصة «دردشات»، كما ضمت القمة أنشطة فنية لعدد من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي في فقرة المسرح، التي حظيت بمشاهدة ومتابعة من الحضور الذين تفاعلوا بشكل كبير مع فقراتها المتنوعة.
وجاءت مسابقة «بذور»، لتشكل منصة لدعم المشاريع والمبادرات الجديدة المبتكرة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث وفرت فرصة اللقاء بين حاضنات الأعمال ومؤسسات دعم المشاريع الجديدة مع رواد الأعمال الشباب من أصحاب المشاريع والأفكار الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشهدت الدورة الأولى للقمة إطلاق تقرير «وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي»، الذي أظهر أن مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما، هي: «فيسبوك»، و«واتساب» كما أنهما من أكثر المواقع استخدما بشكل يومي، كما بين أن موقعي «تويتر» و«إنستغرام» يأتيان في المرتبة الثانية، في الوقت الذي أبرز التقرير الاختلافات في معدلات الاستخدامات بين الدول وتفاوتها بالنسبة لوسائل الإعلام الاجتماعي، الذي يعود إلى تفاوت اهتمامات أفراد المجتمع في كل دولة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».