وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى «تعزيز جهود دعم الأحوال المالية للأئمة في مصر». كما وجّه الرئيس بـ«تكثيف البرامج التدريبية العلمية والثقافية عالية المستوى الموجهة للأئمة، سواء بـ(أكاديمية الأوقاف الدولية) أو بالتعاون مع المؤسسات المعنية بصناعة الوعي وبناء الشخصية، تعزيزاً لاستراتيجية الدولة المصرية لنشر الفكر الوسطي الرشيد ومبادئ صحيح الدين و(تصحيح المفاهيم الخاطئة)، من خلال تكوين جيل متميز من الأئمة والدعاة المستنيرين، الذين يستطيعون صياغة رأي عام ديني (منضبط)، على نحو يراعي المستجدات وينتهج فقه الواقع، دون الإخلال بالحفاظ على ثوابت الشرع الحنيف». جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس أمس مع وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، ومستشار الرئيس المصري للشؤون المالية محمد أمين.
وسبق أن وجّه السيسي في أغسطس (آب) 2020 بـ«تطوير برامج تدريب الأئمة والواعظات، وإيلاء أهمية لتضمين تلك البرامج وسائل الدعوة الحديثة، والدراسات الإنسانية، لصقل قدرات الأئمة، وتعظيم مهاراتهم في التواصل».
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، أمس، إن «اجتماع الرئيس استعرض جهود وزارة الأوقاف في تطوير هيئة الأوقاف، فضلاً عن تدريب وتأهيل الأئمة، وكذلك نشاط الوزارة في مجال التأليف والترجمة». ووفق راضي، فقد «عرض وزير الأوقاف جهود الوزارة في إدارة أموال (هيئة الأوقاف)، وذلك لضمان تنمية أعيان واستثمارات الأوقاف وتحقيق أعلى عائد منها»؛ حيث وجّه الرئيس في هذا الإطار إلى «استمرار جهود الحفاظ على مال الوقف وتنميته وحسن إدارته».
يشار إلى أن الرئيس المصري يولي لقضية «تجديد الخطاب الديني» أهمية كبرى، وكثيراً ما تتضمن خطاباته الرسمية ومداخلاته في المناسبات العامة دعوة علماء الدين للتجديد. وقال السيسي، في وقت سابق، إن «أي تقاعس عن (تجديد الخطاب الديني) من شأنه ترك الساحة لأدعياء العلم وأشباه العلماء، ليخطفوا عقول الشباب، ويزينوا لهم استباحة القتل والنهب والاعتداء على الأموال والأعراض، ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة».
من جهته، ذكر متحدث الرئاسة المصرية، في بيان، أمس، أن «وزير الأوقاف عرض الدور الدعوي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ونجاحاته في مجال التأليف والترجمة وإصدار سلاسل النشر، فضلاً عن جهود الوزارة في تكثيف التواصل مع المؤسسات الدينية الوسطية حول العالم للإسهام في نشر الفكر الوسطي، وتحقيق السلام العالمي، وترسيخ أسس العيش المشترك المبني على الاحترام المتبادل بين الدول والشعوب، إلى جانب ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية، واحترام حقوق المواطنة».
وتؤكد «الأوقاف المصرية» أن «مصر تشهد تحركات (غير مسبوقة) في (تجديد الخطاب الديني)، وخلال القرون العشرة الأخيرة لم تشهد حركة التجديد الديني حركة جادة وواقعية مثل ما شهدته خلال السنوات الأخيرة». وأطلقت «الأوقاف» في يناير (كانون الثاني) 2019 أكاديمية لتدريب وتأهيل الأئمة وإعداد المدربين من داخل مصر وخارجها. وقالت «الأوقاف» حينها إن «الأكاديمية ترجمة عملية لما طلبه الرئيس السيسي من ضرورة تكوين رجل الدين المثقف المستنير».
السيسي يوجه بتكثيف تدريب الأئمة لصياغة رأي ديني «منضبط»
في إطار استراتيجية مصر لنشر الفكر الوسطي و«تصحيح المفاهيم»
السيسي يوجه بتكثيف تدريب الأئمة لصياغة رأي ديني «منضبط»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة