في ظل انتشار «كورونا»... كيف تسافر بأمان؟

فتاة على متن قارب متجه إلى جزيرة مايوت الفرنسية في المحيط الهندي (أرشيفية - أ.ف.ب)
فتاة على متن قارب متجه إلى جزيرة مايوت الفرنسية في المحيط الهندي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

في ظل انتشار «كورونا»... كيف تسافر بأمان؟

فتاة على متن قارب متجه إلى جزيرة مايوت الفرنسية في المحيط الهندي (أرشيفية - أ.ف.ب)
فتاة على متن قارب متجه إلى جزيرة مايوت الفرنسية في المحيط الهندي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إنه مع اقتراب فصل الصيف من نهايته عادت تحذيرات من السفر جراء فيروس «كورونا» المستجد، حتى أن ولاية هاواي الأميركية طلبت من السياح الابتعاد جراء تفشي الفيروس.
وأوضحت أن مثل هذه التحذيرات تصعب على المسافرين معرفة الخيارات المتاحة لرحلات أمنة، وتساءلت هل يعني هذا أن علينا التوقف عن السفر؟
وقدمت الصحيفة نصائح قدمها خبراء من أجل سفر أكثر أمناً في زمن الجائحة، حيث قالت جيسيكا مالاتي ريفيرا، عالمة الأوبئة في مشروع تتبع «كورونا» إن الإجابة المختصرة لهذا السؤال تعتمد على ظروف السفر، وأوضحت أن هذا يعني أنه يجب اختيار السفر بالسيارة بدلاً من الطيران، وتجنب الأماكن المزدحمة، ومعرفة معدلات التطعيم في الوجهات المحتملة.
وأوصت ريفيرا المسافرين بالاطلاع على المواقع التي تهتم بفيروس «كورونا» مثل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية ووزارة الصحة أو موقع الصحة العامة بالولاية.
وأضافت أن المسافرين يجب أن يسألوا أنفسهم أسئلة مثل «هل سأذهب إلى مكان به رعاية صحية لائقة؟ وهل هناك عدد كافٍ من الأشخاص الذين تم تطعيمهم في تلك المنطقة، مما يجعلني أشعر بالراحة؟ هل الفيروس متفشٍ في هذا المكان؟».
وقالت الصحيفة إن خمسة خبراء صحيين إلى جانب ريفيرا قدموا نصائح كان من بينها: «لا تسافر حتى يتم تطعيمك بالكامل».
وتابعت أن الخبراء نصحوا بتجنب الزحام قدر الإمكان، وهو ما يجعل المنتجعات المترامية الأطراف أفضل خيارات الإقامة، وأنه يجب الاكتفاء بتناول وجبة الإفطار في مكان الإقامة.
وقالت خايمي سلاوتر آسي، عالمة الأوبئة بجامعة مينيسوتا: «هذا يوفر فرصاً أقل للتواصل مع شخص ربما يكون مصاباً بـ(كورونا) ولا يعرف ذلك».
الإقامة على شاطئ أو في جبل
نصح الخبراء المسافرين بالبحث عن أماكن إقامة خاصة، مثل منزل على الشاطئ أو كوخ في الغابة أو بيت في منطقة ريفية.
وقال مايكل أوروبان، الأستاذ بجامعة نيو هافن: «أستمتع بالذهاب إلى منزل شاطئي في مكان ما يمكنك المشي فيه إلى الشاطئ أو الشواء في الفناء الخلفي، أي مكان أكثر هدوءاً وعزلة».
اختر وجهة قريبة يسهل الوصول إليها
تشجع العالمة خايمي سلاوتر آسي على السفر إلى أماكن قريبة من المنزل ليسهل الوصول إليها في حالة حاجة المسافرين إلى مساعدة الأخرين.
انطلق في الهواء الطلق
شجع الخبراء على السفر إلى الأماكن الطبيعة حيث تقل بها المخاطر الصحية وكذلك يسهل الحصول فيها على الراحة وتجديد النشاط.
رحلة اليوم الواحد
أشار الخبراء إلى أنه يمكن للمسافرين تقليل مخاطر الإصابة بفيروس «كورونا» بشكل أكبر من خلال العودة إلى المنزل بدلاً من النوم في مكان آخر، وأنه ما يفعله المسافرون أثناء السفر سيكون مهما بقدر أهمية كيفية الوصول إلى واجهة السفر أو مكان الإقامة.


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

دعوة مستثمر مصري للعمل 12 ساعة يومياً تثير جدلاً

رجل الأعمال في أثناء حديثه بالبودكاست (يوتيوب)
رجل الأعمال في أثناء حديثه بالبودكاست (يوتيوب)
TT

دعوة مستثمر مصري للعمل 12 ساعة يومياً تثير جدلاً

رجل الأعمال في أثناء حديثه بالبودكاست (يوتيوب)
رجل الأعمال في أثناء حديثه بالبودكاست (يوتيوب)

في حين أوصت دراسة من جامعة كامبريدج بتقليص ساعات العمل وتطبيق «أربعة أيام عمل في الأسبوع» لتعزيز الإنتاجية والحفاظ على الصحة النفسية للموظفين والعاملين، صرّح محمد فاروق، المستثمر ورجل الأعمال المصري المعروف بـ«الشارك حمادة»، بضرورة زيادة ساعات العمل لتحقيق النجاح الاقتصادي وزيادة الإنتاجية.

وأثارت التصريحات جدلاً عبر «السوشيال ميديا» بمصر، فبينما عدّ البعض تلك التصريحات تضر بحقوق العمال، عدّها آخرون تستهدف الحماس والتفوق في العمل.

وقال رجل الأعمال المصري محمد فاروق، إنه من الضروري العمل 12 ساعة يومياً لمدة 6 أيام في الأسبوع، وأضاف في برنامج بودكاست بعنوان «حكاية مدير» أن الدول الناجحة والمتقدمة تطبق هذا الأمر، ضارباً المثل بالصين وأن الناس هناك تعمل من 9 صباحاً إلى 9 مساء لستة أيام في الأسبوع.

وانتقد فاروق ما يروجه البعض حول التوازن بين العمل والحياة الشخصية، عادّاً هذا الحديث الذي ظهر خلال «جائحة كورونا» نوعاً من «الدلع»، مؤكداً «عدم نجاح الدول التي اتبعت هذا الأسلوب»، وفق تقديره.

وعدّ عضو مجلس النواب المصري عن حزب التجمع، عاطف مغاوري، أن «هذا الكلام يذكرنا بعقلية بدايات النظام الرأسمالي الذي كان يستنزف العمال في أوقات عمل طويلة، إلى أن تمكنت حركات النضال العمالية من تنظيم عقد عمل وحقوق عمال ومواعيد للعمل، وهذا متعارف عليه عالمياً».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «التشريعات العمالية حين منحت العمال إجازات أو حددت لهم ساعات عمل كان هذا لمصلحة العمل وليس لصالح العامل، لأنك لو استنزفت العامل فلن تكون لديه قدرة على الاستمرار، كما أن منحه إجازات يجعله يجدد طاقته ونشاطه».

وأشار إلى أن «الاجتهاد يجب أن يكون في إطار الدستور والقوانين الموجودة لدينا، لكن المنطق الذي يطرح حالياً ربما يكون الهدف منه نبيلاً، وهو تحويل المجتمع إلى مجتمع منتج، ولكن ليس باستنزاف العامل».

وزارة القوى العاملة في مصر (فيسبوك)

ولفت إلى وجود «تشريعات حديثة تدعو لاحتساب الوقت المستغرق للوصول إلى العمل والعودة منه ضمن ساعات العمل».

وينظم ساعات العمل في القطاع الحكومي (العام) في مصر والقطاع الخاص، قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 وما طرأ عليه من تعديلات، بالإضافة إلى اللوائح والقرارات التنفيذية الداخلية بكل مؤسسة أو شركة، وتقر المادة 85 من قانون العمل المصري بأنه «في جميع الأحوال لا يجوز أن تزيد ساعات العمل الفعلية على عشر ساعات في اليوم الواحد».

وعدّ الخبير في «السوشيال ميديا» محمد فتحي أن «البودكاست أصبح يتم استغلاله في الدعاية بشكل لافت»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «بعض رواد الأعمال يستغلون هذه المنصة لبناء صورتهم الشخصية وعلاماتهم التجارية».

وأشار الخبير «السوشيالي» إلى سعي العديد من رجال الأعمال إلى بناء صورة إيجابية لأنفسهم وعلاماتهم التجارية من خلال المشاركة في البودكاست، حيث يمكنهم الوصول إلى جمهور واسع والتأثير في آرائه، للبحث عن الشهرة»، وفق تعبيره.

لكنه عدّ نقل الخبرات والمعرفة من الجوانب الإيجابية لظهور رجال الأعمال في البودكاست، بما يساهم في تطوير المهارات الريادية لدى الشباب، وكذلك إلهام الآخرين وتحفيزهم على تحقيق أهدافهم.

ووفق فتحي فإن «الأمر لا يخلو من جوانب سلبية لظهور رجال الأعمال في البودكاست من أهمها التسويق الخفي، بالإضافة إلى التركيز على النجاح الفردي بشكل مبالغ فيه، مما قد يخلق انطباعاً خاطئاً لدى المستمعين حول سهولة تحقيق النجاح».

وتوالت التعليقات على «السوشيال ميديا» حول تصريحات فاروق، بين من يعدّونه نموذجاً ويطالبون بتركه يتحدث، وآخرين عَدُّوه يتحدث بمنطق رجال الأعمال الذين لا يراعون العمال. وعلقت متابعة على الحلقة في «يوتيوب»، وكتبت: «المفروض يتعمل نادي لرجال الأعمال علشان يتجمعوا ويطوروا ويفيدوا بعض... وعجبتني جداً رؤية محمد فاروق للتكنولوجيا وحماسه تجاهها».

في حين كتب متابع آخر: «من السهل أن يعمل 12 ساعة وأكثر لأنها أعمال مكتبية، لا يمكن مقارنتها بعامل يقف على قدميه طوال اليوم لمدة 12 ساعة».

ويرى استشاري الأعمال الدولي، محمد برطش، أن «ساعات العمل لها قانون يحددها في أي مجتمع، لكن هناك ظروف استثنائية يمكن أن يعمل فيها الشخص 12 و20 ساعة لو هناك ما يتطلب ذلك».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أرفض المقارنة بين مصر ودول أخرى، خصوصاً أوروبا وأميركا وأستراليا، فهذه دول تحملت الكثير لكي تصل إلى ما هي عليه الآن، وظروفها لا تشبه ظروفنا».

وتابع: «فكرة 12 ساعة عموماً يمكن الموافقة عليها أو رفضها بعد الإجابة عن عدة أسئلة، مثل: في أية ظروف وبأي مقابل، في القطاع العام أو الخاص؟ فمثلاً لو قلنا إن مصر لديها مشروع قومي لتصبح دولة صناعية حقيقية وسنطبق 12 ساعة عمل لتنفيذ مشروع قومي في مجال إنتاج بعينه حتى يتحقق الهدف من المشروع فهذا مقبول، لكن في الظروف العادية فهذا يتنافى مع قانون العمل».

وتبلغ ساعات العمل الأسبوعية في القطاعات المختلفة بمصر نحو 55 ساعة عمل أسبوعياً، وفق إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء صادرة عام 2022.