أشتية: لا شريك حقيقياً لنا للسلام

أشتية مستقبلاً وزير خارجية سلوفينيا أنزي لوغار والوفد المرافق في رام الله أمس (وفا)
أشتية مستقبلاً وزير خارجية سلوفينيا أنزي لوغار والوفد المرافق في رام الله أمس (وفا)
TT

أشتية: لا شريك حقيقياً لنا للسلام

أشتية مستقبلاً وزير خارجية سلوفينيا أنزي لوغار والوفد المرافق في رام الله أمس (وفا)
أشتية مستقبلاً وزير خارجية سلوفينيا أنزي لوغار والوفد المرافق في رام الله أمس (وفا)

صرح رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، أمس الثلاثاء بأن الفلسطينيين ليس لديهم شريك حقيقي للسلام، وأن إسرائيل ليست لديها نية جدية للمفاوضات المتوقفة منذ عام 2014.
ودعا أشتية، في بيان، لدى استقباله في رام الله وزير الخارجية السلوفيني، أنزي لوغار، دولة سلوفينيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حالياً، إلى المساهمة بدور أوروبي لإحياء العملية السياسية، مشدداً على أهمية الدور الأوروبي لتحقيق السلام «عن طريق إعادة تفعيل دور الرباعية الدولية، للعودة إلى المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية».
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن أشتية، قوله: «نحن مستعدون لأي مسار سياسي جدي يملأ الفراغ السياسي الحالي، ضمن إطار دولي متعدد الأطراف، يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، القدس عاصمة لها، وحل عادل لقضية اللاجئين».
وأضاف أن الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين، يعيشون ظروفاً استثنائية قاسية وغير عادلة، فإسرائيل تواصل ممارساتها العنصرية بحقهم، وتزيد من رقعة الاستيطان وقبضتها على أرضهم، وتعمل على استمرار حصار غزة وتهويد القدس، والسيطرة على المعابر والأرض والمياه ما يعمل على تدمير ممنهج لحل الدولتين.
وتابع: «نتشارك مع سلوفينيا احترامنا للقانون الدولي، وحقوق الإنسان، وقيم ومبادئ العدالة والحرية والكرامة والمساواة، ونأمل أن تمارس دورها بمطالبة إسرائيل بوقف سياسة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي والإعدامات الميدانية».
وجدد أشتية تأكيده إصرار القيادة الفلسطينية، على إجراء الانتخابات العامة المتوقفة منذ عام 2006، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات الموقعة، خصوصاً فيما يتعلق بالسماح بإجراء الانتخابات في القدس. هذا وقد ونقل البيان عن لوغار، تأكيده على دعم بلاده لحل الدولتين وتحقيق سلام عادل وشامل، واستمرار التعاون والعمل المشترك مع فلسطين، ودعمها في كافة المجالات.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».