سيدات يغسلن ملابسهن وأدواتهن المنزلية على شاطئ النهر في إحدى القرى الريفية، وسياح يحتفلون ويركبون الجمال في منطقة أخرى، مراكب ومعديات تنقل المواطنين وعرباتهم بين ضفتيه، وصيادون ارتبط النهر بحياتهم وقوت يومهم، وغيرها من المشاهد التي تصور وتجسد علاقة المصريين بنهر النيل، وحياتهم على ضفتيه، وثقها معرض للصور الفوتوغرافية استضافه قصر البارون بحي مصر الجديدة في القاهرة على مدار الأيام الثلاثة الماضية، ومن المقرر انتقاله قريباً إلى قلعة قايتباي في الإسكندرية.
تنقلك لوحات المعرض من شمال مصر إلى جنوبها، مستعرضة أوجه الحياة على ضفاف النيل، عبر مجموعة من الصور التقطتها عدسات 23 طفلاً شاركوا في ورشة تصوير عقدت مؤخراً بقصر المانسترلي بحي المنيل وسط القاهرة، ضمن مشروع «بين القصرين» الذي يهدف إلى تنشيط التعاون بين قصرين أثريين، وهما قصر البارون إمبان، وقصر المانسترلي، بحسب تصريحات الدكتورة رشا كمال، مدير عام التنمية الثقافية والتواصل المجتمعي بمكتب وزير السياحة والآثار المصري، لـ«الشرق الأوسط».
يتزامن المعرض مع شهر أغسطس (آب)، الذي يواكب شهر فيضان النيل، إضافة إلى الاحتفال بيوم التصوير الذي يصادف 19 أغسطس من كل عام، وفي ظل تحديات تهدد نهر النيل الذي يعتبر شريان الحياة للمصريين، وضعت وزارة السياحة والآثار ضمن أهدافها الثقافية «الاهتمام بنهر النيل والتوعية بالتعديات بالتي تحدث على ضفافه»، وفقاً لكمال، التي أكدت أن «الوزارة ستنظم في الفترة المقبلة عدداً من الفعاليات الثقافية لأطفال المدارس للتوعية بنهر النيل».
ولا يقتصر المعرض على رؤية الأطفال لنهر النيل، بل يضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية لنحو 15 مصوراً محترفاً، إضافة إلى أربع لوحات بالألوان المائية رسمها الفنان الإيطالي فرانشيكسو باجيني، تصور المراكب العائمة على نهر النيل، التي رسمها باجيني أثناء إقامته في حي الزمالك بالقاهرة.
عدم التمييز بين أعمال الأطفال، والمصورين المحترفين، تعد من سمات المعرض اللافتة، فقد أظهر الجميع حبه واهتمامه بالنهر بطريقته، واستطاع تجسيد صورة حية عن الحياة على ضفتيه حتى بكاميرات الهاتف المحمول، وفقاً لكمال.
تتنوع الصور بين مشاهد سياحية توثق جمال الطبيعة على ضفاف النيل، أو بعض المراكب والمطاعم العائمة التي تعد متنفساً رئيسياً للمصريين والسياح، إضافة إلى صور أخرى توثق التعديات على النهر مثل إلقاء القمامة إلى مشاهد الغسيل، والمصانع التي تنفخ دخانها في السماء ملوثة الهواء والبيئة حول النهر، وصور للصيادين الذين ترتبط حياتهم بالنهر بشكل يومي، واستعراض للنهر كوسيلة للمواصلات.
وشاركت كمال في المعرض بصورتين واحدة لنهر النيل في مدينة رشيد، والثانية للمعدية التي تنقل العربات عند منطقة ركن فاروق بحلوان، وتقول إن «بعض المصورين اهتموا بتوثيق علاقة البشر بالنهر، وكيف ينظرون له أو يتعاملون معه بشكل يومي، كما وثق الأطفال مقياس النيل».
يطوف زائر المعرض بين 40 عملاً فنياً وصورة فوتوغرافية تحكي قصة الحياة على نهر النيل، ويستكمل جولته بمعرض للحرف التقليدية والتراثية في مصر، من بينها طمي النيل، والطين الأسواني الذي يستخدم في صناعة التماثيل، والخط العربي، ومن المقرر أن ينتقل المعرض قريباً إلى قلعة قايتباي بالإسكندرية «لإتاحة الفرصة للفنانين السكندريين لرواية حكايتهم مع النهر»، حسب كمال التي أشارت إلى «عزم الوزارة تنظيم مجموعة من الندوات التثقيفية على هامش المعرض في الإسكندرية».
مصريون يوثقون حياتهم «على ضفاف النيل»
معرض في القاهرة لمجموعة من الصور التقطتها عدسات 23 طفلاً
مصريون يوثقون حياتهم «على ضفاف النيل»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة