عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> عطا الله بن زايد الزايد، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية القمُر المتحدة، استقبله وزير العدل والشؤون الإسلامية القمُري محمد حسين الليل، في مكتب الوزير بمقر وزارة العدل في العاصمة موروني، وتناول اللقاء بحث التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، خصوصاً في مجال القضاء والشؤون الإسلامية.
> عاصم محمد عبابنه، القنصل العام للمملكة الأردنية الهاشمية في دبي والإمارات الشمالية، سلم أول من أمس، البراءة القنصلية إلى راشد عبد الله القصير، نائب مدير مكتب وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دبي، وذلك بمقر مكتب الوزارة بدبي. ورحب القصير بالقنصل العام الأردني بمناسبة تعيينه في منصبه، وأشاد بالعلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي تربط البلدين الشقيقين، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهام عمله الجديد.
> مارتن هوت، سفير الاتحاد الأوروبي في بغداد، التقى وزير التخطيط العراقي خالد بتال النجم، بمناسبة انتهاء مهام السفير، وجرى خلال اللقاء بحث آفاق التعاون المشترك بين العراق والاتحاد الأوروبي، وثمّن وزير التخطيط جهود بعثة الاتحاد الأوروبي ودورها في دعم جهود الحكومة العراقية وتطلعات الشعب العراقي، في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. من جانبه، أكد السفير دعم الاتحاد لجهود الحكومة العراقية، واستعداده لتقديم كل أنواع الدعم الممكنة لتحقيق الإصلاح الاقتصادي والتنمية في العراق.
> كمال القيزاني، سفير الجمهورية التونسية الجديد لدى مملكة البحرين، استقبلته أول من أمس، رئيسة هيئة البحرين للتقافة والآثار البحرينية، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، حيث تباحث الطرفان سبل تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين. ورحبت رئيسة الهيئة بالسفير، متمنية له إقامة مثمرة بالمنامة، وأن تكون فترة عمله مليئة بالمنجزات. من جانبه، أكد السفير أن تونس والبحرين تتمتّعان بعلاقات لطالما أثمرت كثيراً من المشاريع الثقافية، مبدياً استعداده للتعاون مع الهيئة لدعم الحراك الثقافي في البحرين خلال الفترة المقبلة.
> هراتشيا بولاديان، سفير جمهورية أرمينيا في بغداد، التقى أول من أمس، برئيس دائرة أوروبا بوزارة الخارجية العراقية السفير عبد الكريم طعمة مهدي كعب، بمناسبة انتهاء مهام عمله بالعراق، حيث بحثا سبل تطوير العلاقات الثنائيَّة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وأكد السفير حرص بلاده على توطيد أطر التعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة، معرباً عن امتنانه للحكومة العراقية وعلى وجه الخصوص وزارة الخارجية العراقية على الجهود التي بذلتها والتي أثمرت عن إنجاح مهامه خلال فترة عمله بالعراق.
> عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، أكد أول من أمس، حرص الدائرة على توافر إصداراتها في معارض الكتاب العربية والدولية والمكتبات الوطنية في الدول العربية وفي منصات ومنافذ تسويق الكتب محلياً وعربياً ودولياً، لافتاً إلى إصدار أكثر من 60 عنواناً في مختلف صنوف الإبداع والمعرفة خلال الثمانية أشهر الماضية، والتي تسهم في إثراء المكتبات الوطنية والعربية وتضيء مشاعل جديدة على دروب الكتابة والمعرفة، إضافة إلى إفادتها الدارسين والباحثين والمهتمين بالآداب والفنون.
> نايف بن بندر السديري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الهاشمية الأردنية، التقى أول من أمس، بالملحق العسكري السعودي الجديد العقيد جمال الباعود. وهنأ السفير العقيد الباعود بمنصبه الجديد كملحق عسكري للمملكة، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهامه.
> إبراهيم الخليل سيك، سفير جمهورية السنغال المعين لدى دولة الكويت، قدم أول من أمس، نسخة من أوراق اعتماده سفيراً معيناً لدى الكويت، لوزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح. جاء ذلك في ديوان عام وزارة الخارجية، حيث تمني الوزير للسفير الجديد التوفيق في مهام عمله وللعلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع البلدين الصديقين مزيداً من التقدم والازدهار.
> هاي كوان تشونغ، سفير جمهورية كوريا لدى مملكة البحرين، التقى أول من أمس، بأمين عام مجلس النواب البحريني راشد محمد بونجمة، وأشاد أمين عام مجلس النواب بالعلاقات الثنائية المتميزة بين مملكة البحرين وجمهورية كوريا، التي تمتد لأكثر من أربعة عقود، وما تحظى به من رعاية واهتمام من ملك البلاد. من جانبه، أعرب السفير عن اعتزازه بما وصلت إليه العلاقات البحرينية - الكورية من تطور ونماء على مختلف المستويات، خصوصاً في المجال البرلماني.
> بدر عباس الحليبي، سفير مملكة البحرين المعين لدى جمهورية البرازيل الاتحادية، استقبله أول من أمس، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، مستشار ملك البحرين للشؤون الدبلوماسية، وهنأ المستشار السفير متمنياً له كل التوفيق في أداء مهامه الدبلوماسية والنجاح في تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين وفتح آفاق أرحب للتعاون المشترك على المستويات كافة. من جانبه، عبر السفير عن اعتزازه وعميق شكره لمستشار الملك الذي يدفعه لبذل مزيد من الجهد في أداء مهامه الدبلوماسية.
> تاكيشي أوكوبو، سفير اليابان لدى لبنان، التقى أول من أمس، بوزيرة الدفاع الوطني وزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية زينة عكر، في مكتب الوزيرة بالوزارة، حيث بحثا اتفاقية التعاون التقني والانتخابات الدولية والعلاقات الثنائية وسبل تطويرها.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)