وجد لون البحر وصوت الأمواج سبيلهما في أعمال الفنانين المشاركين في «سمبوزيوم أرتا مرسانا الدولي للفنون التشكيلية» الذي يجمع نحو 40 فناناً من 25 دولة على شاطئ بحر مدينة العلمين الجديدة (شمال مصر).
عادة ما يجد الفنانون في الاقتراب من روافد الطبيعة بصورها فرصة لشحذ الإلهام وتجديد رؤاهم الفنية، ولعل هذا الانطباع هو ما غلب على الفنانين المُشاركين في السمبوزيوم المُنعقد حالياً بالساحل الشمالي المصري.
ترعى وزارة الثقافة المصرية النسخة الأولى للسمبوزيوم، الذي يعد أول حدث تشكيلي يُستضاف في منطقة العلمين الجديدة، وهو من تنظيم «مؤسسة عمر سعادة» بهدف نشر الفنون المختلفة وتبادل الثقافات بين شعوب العالم، ويهدف لجمع عدد من الفنانين في مشاركة تجربة الرسم الحي على ساحل البحر، وعرض جميع تلك الأعمال في معرض خاص في ختام السمبوزيوم.
جهز القائمون على السمبوزيوم مرسماً خاصاً يُطل على البحر، يضم تجهيزات تخص فن التصوير من خامات وألوان، وقوائم خشبية للوحات، وفُرش رسم بمختلف المقاسات، ويتوافد الفنانون على المرسم المفتوح على مدار ساعات اليوم.
يحمل السمبوزيوم شعار «الإنسانية تستحق»، ويسعى في مضمونه لمحاولة الربط بين الفنون التشكيلية والعمل الإنساني عبر تخصيص ريع لوحات السمبوزيوم لصالح دعم مؤسسة «عمر سعادة» لدعم ورعاية ذوي الهمم، وفق الدكتور أسامة أبو نار، المدير التنفيذي لسمبوزيوم «آرتا مرسانا»، الذي يضيف لـ«الشرق الأوسط»، أن «ريع السمبوزيوم سيذهب لصالح بناء أول مدينة رعاية متكاملة لذوي الهمم، التي تُعد الأولى من نوعها في المنطقة، بجانب تنظيم فعاليات موازية للفنانين من ذوي الهمم وعرض لوحاتهم بجوار لوحات الفنانين المُشاركين خلال معرض الختام».
بدوره، يقدر ياسر رجب، رئيس السمبوزيوم، عدد ذوي الهمم في مصر بنسبة 10 في المائة من الشعب المصري، مشيراً إلى أن «السمبوزيوم يسعى لتقديم فرصة حقيقية لاكتشاف مواهبهم التشكيلية ودمجها مع إبداعات الفنانين المحترفين حول العالم».
ونظم القائمون على السمبوزيوم جولة ثقافية للفنانين الأجانب شملت زيارات في القاهرة التاريخية قبل وصولهم لفعاليات مدينة العلمين الجديدة، وظهرت بعض معالم القاهرة القديمة من أهرامات، وقباب مساجد وعمارة عتيقة في لوحات بعض الفنانين.
تتأمل الفنانة التشكيلية وأستاذة التصوير في جامعة الإسكندرية الدكتورة أمل نصر، انعكاسات البحر على تكويناتها اللونية التي تجلت في لوحاتها خلال السمبوزيوم تقول لـ«الشرق الأوسط»، «الرسم مباشرة على البحر يخلق حالة فنية خاصة، ولاحظت أن ألواني خلال السمبوزيوم ذهبت لدرجات البحر، رغم أن هذا غير سائد في أعمالي، لقد بدأت في رسم لوحتي الثالثة حتى الآن».
وكما يمكن ملاحظة اللون التعبيري التجريدي في لوحات أمل نصر، يمكن كذلك ملاحظة الموتيفات المُستلهمة من الطبيعة في مشاركات عدد من الفنانين، وكذلك البورتريهات، والتكوينات العفوية الصاخبة لبعض اللوحات التي يسودها ألوان صيفية، وكذلك تستلهم بعضها الحكايات الخيالية من تراث البحر مثل الزجاجات الفارغة التي تحوي رسائل البحارة في أعماق البحار لأحبائهم.
وحسب الدكتور أسامة أبو نار، فإن نتاج أعمال الفنانين المشاركين في الفعالية ستُعرض خلال معرض فني خاص في ختام السمبوزيوم، كما ستُعرض بعد ذلك في القاهرة، ويضيف: «من المنتظر أن يُنظم سمبوزيوم آخر لفن النحت بعد عدة أشهر في الموقع ذاته، كما ستُستضاف نسخة جديدة من سمبوزيوم التصوير العام المقبل».
وعلى هامش تلك الفعالية التشكيلية، استضاف السمبوزيوم حفلات فنية لمطربتي الأوبرا العالميتين فرح ديباني وأميرة سالم، وعدد آخر من الفنانين.
الألوان الصيفية الصاخبة تسيطر على «أرتا مرسانا» في مصر
سمبوزيوم تشكيلي يُعقد للمرة الأولى بـ{العلمين} الجديدة بمشاركة 24 دولة
الألوان الصيفية الصاخبة تسيطر على «أرتا مرسانا» في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة