الألوان الصيفية الصاخبة تسيطر على «أرتا مرسانا» في مصر

سمبوزيوم تشكيلي يُعقد للمرة الأولى بـ{العلمين} الجديدة بمشاركة 24 دولة

تجهيز مرسم مفتوح على شاطئ بحر العلمين (الشرق الأوسط)
تجهيز مرسم مفتوح على شاطئ بحر العلمين (الشرق الأوسط)
TT

الألوان الصيفية الصاخبة تسيطر على «أرتا مرسانا» في مصر

تجهيز مرسم مفتوح على شاطئ بحر العلمين (الشرق الأوسط)
تجهيز مرسم مفتوح على شاطئ بحر العلمين (الشرق الأوسط)

وجد لون البحر وصوت الأمواج سبيلهما في أعمال الفنانين المشاركين في «سمبوزيوم أرتا مرسانا الدولي للفنون التشكيلية» الذي يجمع نحو 40 فناناً من 25 دولة على شاطئ بحر مدينة العلمين الجديدة (شمال مصر).
عادة ما يجد الفنانون في الاقتراب من روافد الطبيعة بصورها فرصة لشحذ الإلهام وتجديد رؤاهم الفنية، ولعل هذا الانطباع هو ما غلب على الفنانين المُشاركين في السمبوزيوم المُنعقد حالياً بالساحل الشمالي المصري.
ترعى وزارة الثقافة المصرية النسخة الأولى للسمبوزيوم، الذي يعد أول حدث تشكيلي يُستضاف في منطقة العلمين الجديدة، وهو من تنظيم «مؤسسة عمر سعادة» بهدف نشر الفنون المختلفة وتبادل الثقافات بين شعوب العالم، ويهدف لجمع عدد من الفنانين في مشاركة تجربة الرسم الحي على ساحل البحر، وعرض جميع تلك الأعمال في معرض خاص في ختام السمبوزيوم.
جهز القائمون على السمبوزيوم مرسماً خاصاً يُطل على البحر، يضم تجهيزات تخص فن التصوير من خامات وألوان، وقوائم خشبية للوحات، وفُرش رسم بمختلف المقاسات، ويتوافد الفنانون على المرسم المفتوح على مدار ساعات اليوم.
يحمل السمبوزيوم شعار «الإنسانية تستحق»، ويسعى في مضمونه لمحاولة الربط بين الفنون التشكيلية والعمل الإنساني عبر تخصيص ريع لوحات السمبوزيوم لصالح دعم مؤسسة «عمر سعادة» لدعم ورعاية ذوي الهمم، وفق الدكتور أسامة أبو نار، المدير التنفيذي لسمبوزيوم «آرتا مرسانا»، الذي يضيف لـ«الشرق الأوسط»، أن «ريع السمبوزيوم سيذهب لصالح بناء أول مدينة رعاية متكاملة لذوي الهمم، التي تُعد الأولى من نوعها في المنطقة، بجانب تنظيم فعاليات موازية للفنانين من ذوي الهمم وعرض لوحاتهم بجوار لوحات الفنانين المُشاركين خلال معرض الختام».
بدوره، يقدر ياسر رجب، رئيس السمبوزيوم، عدد ذوي الهمم في مصر بنسبة 10 في المائة من الشعب المصري، مشيراً إلى أن «السمبوزيوم يسعى لتقديم فرصة حقيقية لاكتشاف مواهبهم التشكيلية ودمجها مع إبداعات الفنانين المحترفين حول العالم».
ونظم القائمون على السمبوزيوم جولة ثقافية للفنانين الأجانب شملت زيارات في القاهرة التاريخية قبل وصولهم لفعاليات مدينة العلمين الجديدة، وظهرت بعض معالم القاهرة القديمة من أهرامات، وقباب مساجد وعمارة عتيقة في لوحات بعض الفنانين.
تتأمل الفنانة التشكيلية وأستاذة التصوير في جامعة الإسكندرية الدكتورة أمل نصر، انعكاسات البحر على تكويناتها اللونية التي تجلت في لوحاتها خلال السمبوزيوم تقول لـ«الشرق الأوسط»، «الرسم مباشرة على البحر يخلق حالة فنية خاصة، ولاحظت أن ألواني خلال السمبوزيوم ذهبت لدرجات البحر، رغم أن هذا غير سائد في أعمالي، لقد بدأت في رسم لوحتي الثالثة حتى الآن».
وكما يمكن ملاحظة اللون التعبيري التجريدي في لوحات أمل نصر، يمكن كذلك ملاحظة الموتيفات المُستلهمة من الطبيعة في مشاركات عدد من الفنانين، وكذلك البورتريهات، والتكوينات العفوية الصاخبة لبعض اللوحات التي يسودها ألوان صيفية، وكذلك تستلهم بعضها الحكايات الخيالية من تراث البحر مثل الزجاجات الفارغة التي تحوي رسائل البحارة في أعماق البحار لأحبائهم.
وحسب الدكتور أسامة أبو نار، فإن نتاج أعمال الفنانين المشاركين في الفعالية ستُعرض خلال معرض فني خاص في ختام السمبوزيوم، كما ستُعرض بعد ذلك في القاهرة، ويضيف: «من المنتظر أن يُنظم سمبوزيوم آخر لفن النحت بعد عدة أشهر في الموقع ذاته، كما ستُستضاف نسخة جديدة من سمبوزيوم التصوير العام المقبل».
وعلى هامش تلك الفعالية التشكيلية، استضاف السمبوزيوم حفلات فنية لمطربتي الأوبرا العالميتين فرح ديباني وأميرة سالم، وعدد آخر من الفنانين.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.