اليمن يعلن مقتل خبير إيراني بضربة لطيران التحالف غرب مأرب

خروق الحوثيين لهدنة الحديدة تسقط 176 مدنياً خلال 7 أشهر

حيدر سيرجان
حيدر سيرجان
TT

اليمن يعلن مقتل خبير إيراني بضربة لطيران التحالف غرب مأرب

حيدر سيرجان
حيدر سيرجان

في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات الحوثية هجماتها في محافظة مأرب اليمنية، وبالتزامن مع تصاعد خروقها للهدنة الأممية في محافظة الحديدة، أعلنت الحكومة اليمنية مقتل خبير إيراني إلى جانب عدد من عناصر الميليشيات جراء ضربة لطيران تحالف دعم الشرعية غرب مأرب.
وأكد معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية مقتل الخبير الإيراني الذي قال إنه يدعى حيدر سيرجان مع تسعة حوثيين بينهم عنصران حوثيان ينتحلان رتبة عقيد، هما القحازي وأحمد السحاري إثر غارة جوية لطيران تحالف دعم الشرعية يوم الجمعة الماضي استهدفت مواقع الميليشيات في جبهة صرواح.
وقال الإرياني «إن مصرع المدعو حيدر سيرجان يؤكد حجم ومستوى الانخراط الإيراني في العمليات العسكرية لميليشيا الحوثي في جبهات مأرب، ودورها المزعزع لأمن واستقرار اليمن‏». وأوضح الوزير اليمني أن الخبير الإيراني حيدر سيرجان يعمل في مجال التدريب والتأهيل «تخصص مشاة ومشاة جبلية»، إضافة إلى كونه خبيراً في إعداد الخطط التكتيكية القتالية.
وبحسب ما أفاد به الإرياني، فإن الخبير سيرجان سبق أن عمل خبيراً في جبهات الساحل الغربي حتى تاريخ 5 يونيو (حزيران) 2021، قبل أن يتم إرساله في السابع من الشهر نفسه إلى جبهات مأرب للعمل بدلاً عن الصريع مصطفى الغراوي‏، أحد خبراء حزب الله اللبناني.
وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن قيام إيران بإرسال مئات الخبراء من الحرس الثوري لقيادة العمليات العسكرية ميدانياً، وتهريب مختلف أنواع الأسلحة ومنها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، تأكيداً لطبيعة المعركة باعتبارها امتداداً للمشروع التوسعي الإيراني ومساعيها لترسيخ نفوذها‏ في المنطقة.
وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بإصدار مواقف حازمة إزاء التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني، ودورها في تصعيد العمليات العسكرية وتقويض جهود التهدئة وإحلال السلام، ومسؤوليتها عن استمرار نزيف الدم، وتفاقم المعاناة الإنسانية لليمنيين.
وعادة ما يعلن الجيش اليمني من وقت لآخر سقوط قتلى إيرانيين وآخرين من حزب الله اللبناني في جبهات القتال لا سيما في المعارك الدائرة في مأرب والجوف.
وكانت مصادر عسكرية يمنية أفادت في يونيو الماضي بمقتل خبيرين إيرانيين في جبهة الخنجر بمحافظة الجوف، أثناء نزولهما لرفع التقارير برفقة القيادي الحوثي أبو هاشم القابوسي، قائد الحراسة الخاصة لزعيم الجماعة الانقلابية عبد الملك الحوثي.
وبحسب المصادر فإن الاسم الحركي للخبير الأول هو «إدريس أصغر» وينتمي لفيلق القدس في الكتيبة 14، في فرقة 22 مهدي»، فيما يدعى الخبير الثاني «رحنا بهرام» وينتمي لـ«الكتيبة 15 حمزة» في فيلق القدس. وتسعى الميليشيات الحوثية ومن خلفها إيران - وفق ما يقوله مراقبون عسكريون - «إلى السيطرة على محافظة مأرب لما تمثله من أهمية، إذ إنها هي رأس الحربة في مواجهة الميليشيا الحوثية وهي نواة المقاومة ضد المشروع الحوثي الإيراني في اليمن».
وبحسب تقديرات عسكرية فإن الميليشيات خسرت أكثر من 10 آلاف عنصر على الأقل منذ كثفت الهجمات على مأرب ابتداءً من فبراير (شباط) الماضي، غير أن ذلك لم يحل بينها وبين تكرار الهجمات واستقدام المزيد من المقاتلين إذ تراهن على مواصلة القتال للسيطرة على موارد المحافظة النفطية.
وتقول تقارير يمنية إن الميليشيات الحوثية استغلت سيطرتها على موانئ الحديدة لتهريب معدات إيرانية عسكرية إضافة إلى استقدام خبراء لإطلاق الصواريخ والطيران المسير وتجهيز الزوارق المفخخة لتهديد الملاحة في جنوب البحر الأحمر.
ومع ظهور مؤشرات على اعتزام الجماعة الانقلابية إفشال مهمة المبعوث الأممي الرابع إلى اليمن، تواصل ميليشياتها الهجمات المكثفة باتجاه مدينة مأرب عبر أكثر من اتجاه، حيث يأمل زعيمها عبد الملك الحوثي السيطرة على المحافظة النفطية لتعزيز موارده المالية للإنفاق على حربه ضد اليمنيين.
في غضون ذلك أفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة اليمنية في محافظة الحديدة، بأن خروق الميليشيات للهدنة الأممية تسببت في قتل وإصابة 176 مدنياً بينهم 62 طفلاً وامرأة بوسائل قتل متنوعة، خلال السبعة الأشهر الماضية من العام الجاري 2021.
ونقل المركز الإعلامي لألوية العمالقة (حكومية) عن مصادر طبية قولها إن ميليشيات الحوثي تسببت منذ بداية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي إلى نهاية يوليو (تموز) في مقتل وإصابة 176 مدنياً بينهم 62 طفلاً وامرأة استقبلتهم المستشفيات والمراكز الطبية في المناطق المحررة بالساحل الغربي.
وأوضحت المصادر أن من بين الضحايا 40 مدنياً بينهم 10 نساء و5 أطفال قتلوا متأثرين بإصابتهم، من ضمنهم 21 مدنياً قتلوا جراء انفجار ألغام وأجسام متفجرة و15 آخرين بشظايا مقذوفات و4 مدنيين بطلق ناري.
وبلغ عدد الجرحى – بحسب المصادر - 136 مدنياً بينهم 26 طفلاً و21 امرأة، منهم 50 مدنياً أصيبوا بشظايا مقذوفات بعضها أطلق من طيران مسير، في حين أصيب 48 بانفجار ألغام، و36 بعيارات خفيفة ومتوسطة، كما أصيب شخصان آخران بسلاح رشاش ثقيل.
وسقط الضحايا المدنيون – بحسب الإعلام العسكري - في مديريات حيس والدريهمي والتحيتا والخوخة والحوك ومدينة الحديدة، ومديريات المخا وذوباب والمعافر وموزع غرب تعز. وذكرت المصادر أن الفرق الطبية قدمت الإسعافات الأولية والعلاج اللازم للمصابين، فيما تم تحويل الحالات الحرجة إلى مستشفى أطباء بلا حدود في المخا ومستشفيات العاصمة المؤقتة عدن.
وفي أحدث التصريحات لرئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، اتهم الميليشيات الحوثية بالاستمرار في التصعيد العسكري ودعا إلى تكاتف دولي تجاه ما يجري في بلاده لدعم الشرعية والتحالف الداعم لها بقيادة السعودية لاستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً.
وجدد رئيس الوزراء اليمني التأكيد على تعامل الحكومة الإيجابي مع الجهود والتحركات الأممية والدولية لإحلال السلام، وحرصها على توافر الشروط الموضوعية لهذا السلام بموجب مرجعيات الحل الثلاث المتوافق عليها محليا والمؤيدة دولياً، مشيراً إلى خطورة المشروع الإيراني عبر وكلائه من ميليشيا الحوثي على أمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم والملاحة الدولية.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.