قبل الدخول إلى مخيم روج، يطلب عناصر الأمن (أسايش) التابعون لـ«الإدارة الذاتية» التأكد من هوية الزائر؛ فهذا المخيم بين أكثر المخيمات خطورة، لأنه يضم مئات النساء المتشددات، وهن زوجات عناصر تنظيم «داعش»، اللاتي حاولن عدة مرات الهرب.
ومخيم روج هو الجزء الثاني أو المشابه لمخيم الهول شرق سوريا، الذي ظهرت فيه خلال السنوات الماضية صور نساء متشحات بالسواد ومنتقبات لا يظهر منهن شيء.
ويكشف تحقيق لـ«الشرق الأوسط» أن عدداً كثيراً من «نساء داعش» في مخيم «روج» ظهرن بلا نقاب يرتدين غطاء رأس والجينز وملابس زاهية، ويضعن العطور على ملابسهن.
ويقع المخيم في أقصى شمال شرقي سوريا بريف بلدة المالكية (ديريك) التابعة لمحافظة الحسكة، وتقطنه نحو 800 عائلة، ويضم 2500 شخص، جميعهم من النساء والأطفال، بينهم لاجئات عراقيات ونازحات سوريات، إضافة إلى عائلات أجنبية لمسلحي «داعش» من جنسيات غربية وعربية، ومن دول الاتحاد الروسي.
ويضم المخيم سوقاً تتألف من مجموعة محال تجارية، منها الخضراوات والفاكهة، إلى جانب محال الألبسة والعطورات والكهربائيات. وقسمت إدارة المخيم أوقات التبضع إلى دوامين؛ وقت خاص بالعائلات السابقة، ووقت ثانٍ للنساء المتشددات، كي لا يتم حدوث احتكاك بينهن، خشية وقوع حالات شغب وفوضى بعد خلع كثيرات النقاب واللون الأسود.
وتضم السوق مكتباً خاصاً بالتحويلات المالية تخضع لرقابة مشددة من إدارة المخيم بالتنسيق مع أجهزة الأمن وغرفة عمليات التحالف الدولي؛ إذ تفرض إجراءات معقدة، ويُسمح للعائلة التي لا يزيد عدد أفرادها على 3 أشخاص بتسلم مبلغ 300 دولار أميركي فقط شهرياً. أما العائلات التي يزيد عدد أفرادها على 3 أشخاص فيسمح لها بتسلم 500 دولار شهرياً، وهذه القيود لمنع تجميع الأموال واستخدامها في عمليات الهروب.
- «نساء داعش» في مخيم روج تحت رقابة صارمة... وينتظرن العودة إلى بلادهن
- 3 أرامل يتحدثن لـ«الشرق الأوسط» عن «أسرار» أزواجهن «الدواعش»