مسؤولون ورجال أعمال يعقدون ملتقى {المدينة المنورة مفتاح للمسؤولية الاجتماعية}

برعاية الأمير فيصل بن سلمان

جانب من جلسات المنتدى
جانب من جلسات المنتدى
TT

مسؤولون ورجال أعمال يعقدون ملتقى {المدينة المنورة مفتاح للمسؤولية الاجتماعية}

جانب من جلسات المنتدى
جانب من جلسات المنتدى

في مدينة الرسول غرب السعودية اجتمع أمس لفيف من المسؤولين ورجال الأعمال، في ملتقى يعتبر الأول من نوعه وبرعاية من أمير المنطقة الأمير فيصل بن سلمان لبحث ايجاد آلية لمفهوم المسؤولية الاجتماعية ودور القطاعين العام والخاص للعمل بشكل متناسق واستراتيجي.
ولم يخف المشاركون في الملتقى الذي دشنه وكيل الإمارة عبد المحسن المنيف نيابة عن الأمير فيصل بن سلمان، أن تكون المدينة المنورة والتي انطلق منها الاسلام إلى كافة بقاع الأرض أن تكون حاضنة للدراسات التي تبنى لدعم مشاريع المسؤولية الاجتماعية، وذلك قدوة بالمنهج الاسلامي، منطلقا من المبادئ الأساسية للمسؤولية الاجتماعية في المجتمع الإسلامي، والمفاهيم الأساسية لتدعيم المسؤولية الاجتماعية في الشركات، وطبيعة مشاريع المسؤولية الاجتماعية في الشركات، بجانب تعزيز التكامل بين مفهومي الوقف الخيري، والمسؤولية الاجتماعية.
الدكتور عبدالله بن ناصر السدحان وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية، أكد ان الدولة تدعم باستمرار القطاع الخاص في هذا الجانب، وحريصة على مشاركته في التنمية لما له من قدرات مالية وإدارية، و ان المسؤولية الاجتماعية وجدت اهتماما واسعا من كافة القطاعات، موضحا ان الشراكة بين القطاع الخاص والعام في شأن المسؤولية الاجتماعية ما زالت في بداية الطريق، الا ان الجهود تبذل في هذا الجانب والخطوات التي تمت تبشر بالخير والنماء والنجاح.
وفي ذات السياق أوضح الدكتور محمد فرج الخطراوي، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة، أن المفهوم المعاصر للمسؤولية الاجتماعية إتسع نطاقه ليشمل سلوك وتصرفات الفرد والمؤسسات الربحية وغير الربحية نحو المجتمع بصورة مسؤولة، معتبرا أن الغرف التجارية بالمملكة من أهم مؤسسات المجتمع المدني التي تشكل المسؤولية الاجتماعية أبرز نشاطاتها، لافتاالى ان غرفة المدينة أنشأت لجنة للمسؤولية الاجتماعية تعمل بصورة مستمرة اضافة مركز لمساعدة الشباب في التوظيف والتدريب.
وأكد الخطراوي أن رعاية أمير المنطقة، لهذا الملتقى تأتي تجسيدا لرغبتها الأكيدة في تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسة والتي تأتي في مقدمتها متابعة وتطوير وتنوع منتجات المسؤولية الاجتماعية محليا وعالميا، بجانب ترسيخ وتأصيل مبدأ المسؤولية الاجتماعية لدى القطاع الخاص، وتوسيع وتعميق مفهوم المسؤولية الاجتماعية كجزء من نشاطها اليومي.
من جهته أكد الدكتور أحمد بن محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، أن مسؤولية الفرد تجاه المجتمع أصيلة في الإسلام، ولا تستند إلى أغراض مادية ودنيوية بل تستند إلى قيم الرحمة والتعاون، موضحا أن اختلاف النظرة للمسؤولية الاجتماعية لدى الغرب المعتمدة على الناحية المادية البحتة، هي محاولة من خلال الطرح الجديد لمعالجة فشل الرأسمالية.
وأوصى الدكتور أحمد بن محمد على ضرورة غرس وتأصيل ونقل أخلاق أهل المدينة المنورة من جيل لجيل، وإنشاء جمعية تعنى بإكرام الزائر وإلزام مناهج التربية لصناعة القدوة لترسيخ الاتقان في الأذهان، والعمل على إنشاء كرسي لإجراء البحوث والدراسات الأزمة لتطوير الممارسات المثلى في مجال المسؤولية الاجتماعية في جامعة طيبة، وكلية الأمير مقرن بن العزيز.
وركز الدكتور خالد الزامل مدير حاضنة الأعمال بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، على عملية الإتقان باعتبارها مشاركة وتقبلاً وتنفيذاً وتوجيهاً، فيما تطرق إلى التكافل من منظور الفهم لوظيفة الفرد المسلم في المجتمع تحدث فيها عن المنطلقات الأساسية للمسؤولية الاجتماعية في المجتمع المسلم مؤكدا ان التكافل منطلق إسلامي بحت وان التكافل ليس إحسانا للفقراء فحسب وإنما هو قضية لتكوين مجتمع قوي، موصيا بضرورة نقل تجربة راز بمفهومه الجديد للاستثمار الذي يحقق التمكين واستنساخها من قبل البنك الإسلامي للتنمية وغرفة المدينة المنورة والغرف الأخرى فيما تناولت الورقة الثالثة العلاقة بين الأوقاف والمسؤولية الاجتماعية أوضح خلالها الشيخ يوسف الأحمدي أن التكافل والأوقاف هما توأما المسؤولية الاجتماعية.
فيما أشار جمال جميل ملائكة رئيس مجلس إدارة (ناتبت) الى أن المسؤولية الاجتماعية ليست ترفا بل واجب ديني ووطني واخلاقي، منوها بمدى استفادة الشركات والمؤسسات من الحوافز وبيئة الاعمال والبنية التحتية، في حين تناولت بسمة الجوهري رئيس دائرة المسؤولية الاجتماعية بالبنك الأهلي، كيفية بناء البرامج واستقطاب الشركات لتنفيذها، ولفتت الى أهمية تصميم رؤية وقيم واستراتيجيات ومشاركة الناس في وضع البرامج وتنفيذها، واشارت إلى أن الدراسات وتقصي الحاجة للخدمات ونوعيتها ضروريان لنجاح المسؤولية الاجتماعية.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.