أزمة المناخ تضر بشكل متزايد بقدرة النحل على الطيران

درجة الحرارة تعتبر عاملاً مهماً للغاية في تحديد مدى جودة طيران العديد من الحشرات (أ.ب)
درجة الحرارة تعتبر عاملاً مهماً للغاية في تحديد مدى جودة طيران العديد من الحشرات (أ.ب)
TT

أزمة المناخ تضر بشكل متزايد بقدرة النحل على الطيران

درجة الحرارة تعتبر عاملاً مهماً للغاية في تحديد مدى جودة طيران العديد من الحشرات (أ.ب)
درجة الحرارة تعتبر عاملاً مهماً للغاية في تحديد مدى جودة طيران العديد من الحشرات (أ.ب)

حذر العلماء من أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية يمكن أن يساعد بعض أنواع النحل التي تعيش في خطوط العرض الشمالية على الطيران بشكل أفضل، لأن أن الأحداث المناخية المتطرفة بشكل متزايد يمكن أن «تدفعها إلى ما بعد حدودها»، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
قام فريق البحث، من إمبريال كوليدج لندن، بقياس العلاقة بين أداء النحل أثناء الطيران ودرجة الحرارة المحيطة. كما قام بقياس كل من دافع النحل للطيران، وقدرته على التحمل، ووجد أعضاء الفريق أن الأداء ارتفع بسرعة من الحد الأدنى المختبَر البالغ 12 درجة مئوية وبلغ ذروته بين 25 - 27 درجة مئوية. وبعد تخطي ذلك، وجد العلماء أن الأداء بدأ في الانخفاض.
وتعتبر النتائج مثيرة للقلق، حيث ارتفعت درجات الحرارة في أجزاء من أوروبا والولايات المتحدة وكندا وحتى سيبيريا أعلى بكثير من هذا الحد الأقصى في الأسابيع الأخيرة وسط ظروف الطقس القاسية.
وقال الفريق إن نتائجهم تظهر أنه في حين أن النحل الطنان الموجود في المزيد من خطوط العرض الشمالية قد يرى فوائد لأداء الطيران في ظل الاحترار المناخي في المستقبل، إلا أن النحل في خطوط العرض الجنوبية، حيث تتجاوز درجات الحرارة الـ27 درجة مئوية عادة، قد يتأثر سلباً.
وحذر بحث منفصل من أن موجات الحر أصبحت أكثر سخونة وتكراراً بسبب تأثيرات أزمة المناخ المتفاقمة.
وقال المؤلف الأول للدراسة دانييل كينا من إمبريال كوليدج لندن: «غالباً ما يُنظر إلى تغير المناخ على أنه سلبي لأنواع النحل الطنان، ولكن اعتماداً على مكان وجوده في العالم، يشير عملنا إلى أنه من الممكن أن يرى النحل فوائد في بعض الأحيان».
وتابع: «ومع ذلك، يمكن لأحداث الطقس الأكثر تطرفاً، مثل موجات البرد وموجات الحر غير المسبوقة التي شهدتها السنوات الأخيرة، أن تدفع باستمرار درجات الحرارة إلى ما وراء نطاق الطيران المريح لأنواع معينة من النحل». وأضاف: «هذه المخاطر وثيقة الصلة بشكل خاص بالأنواع الثابتة مثل النحل الطنان الذي لا يمكنه تغيير موضعه خلال الموسم إذا أصبحت الظروف غير مواتية».
وتعتبر درجة الحرارة عاملاً مهماً للغاية في تحديد مدى جودة طيران العديد من الحشرات. خلال البرودة الشديدة، لا تستطيع عضلات النحل أن تعمل بالسرعة الكافية لدعم الطيران، أما في الظروف الدافئة جداً فمكن أن ترتفع درجة حرارة هذه المخلوقات مما قد يؤثر على قدرتها على الطيران أيضاً.


مقالات ذات صلة

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

بيئة تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم حريق غابات في قرية فيغا بأغويدا في البرتغال - 17 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي: الفيضانات وحرائق الغابات تظهر أن الانهيار المناخي بات القاعدة

حذّر الاتحاد الأوروبي من الفيضانات المدمّرة وحرائق الغابات التي تظهر أن الانهيار المناخي بات سريعاً القاعدة، مؤثراً على الحياة اليومية للأوروبيين.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
بيئة عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة في كاليفورنيا (رويترز)

صيف 2024 الأعلى حرارة على الإطلاق

أعلنت خدمة مراقبة تغير المناخ، التابعة للاتحاد الأوروبي، (الجمعة)، أن العالم مرّ بأشد فصول الصيف سخونة في نصف الكرة الأرضية الشمالي منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
يوميات الشرق الثلج متنفَّس أيضاً (أ.ف.ب)

مدريد تتيح التزلُّج على وَقْع الصيف الحارق

فيما تتجاوز الحرارة في مدريد 30 درجة، يرتدي عدد من رواد منتجع التزلّج الداخلي «سنوزون» بزات التزلّج وينتعلون الأحذية الخاصة ويضعون القفازات، متجاهلين قيظ الصيف.

«الشرق الأوسط» (أرويومولينوس إسبانيا)
بيئة يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة خللاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)

بلوغ حرارة البحر الأبيض المتوسط 30 درجة «خلل» قد يكون خطراً

يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة «خللاً» في درجات الحرارة، يشكل مؤشراً إلى التغير المناخي وما قد ينجم عنه من عواقب خطرة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
TT

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)

طوّر باحثون من جامعة ليفربول الإنجليزية روبوتات متنقلة قادرة على الحركة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكنها إجراء أبحاث التركيب الكيميائي، وصناعة الدواء بكفاءة غير عادية.

وفي الدراسة المنُشورة في دورية «نيتشر»، الأربعاء، أظهر الباحثون كيف تمكنت تلك الروبوتات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، من أداء مهام البحث الاستكشافي في الكيمياء بمستوى أداء البشر، ولكن في وقت أسرع بكثير.

وتم تصميم الروبوتات المتنقلة التي يبلغ ارتفاعها 1.75 متر بواسطة فريق ليفربول لمعالجة 3 مشاكل أساسية هي: إجراء التفاعلات، وتحليل المنتجات، وتحديد ما يجب القيام به بعد ذلك بناءً على البيانات الناتجة. وقامت الروبوتات بأداء هذه المهام بطريقة تعاونية، حيث تناولت تلك المشكلات في 3 مجالات مختلفة تتعلق بالتركيب الكيميائي ذي الصلة باكتشاف الأدوية الصيدلانية.

وأظهرت النتائج أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، اتخذت الروبوتات القرارات الجديدة أو قرارات مماثلة للباحث البشري، ولكن في إطار زمني أسرع بكثير من الإنسان، الذي قد يستغرق ساعات كثيرة لاتخاذ القرارات نفسها. وأوضح البروفسور أندرو كوبر من قسم الكيمياء ومصنع ابتكار المواد بجامعة ليفربول، الذي قاد المشروع البحثي أن «البحث في التركيب الكيميائي مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً، سواء في أثناء التجارب أو عند الحاجة إلى اتخاذ القرارات حول التجارب التي يجب القيام بها بعد ذلك، لذا فإن استخدام الروبوتات الذكية يوفر طريقة لتسريع هذه العملية».

وقال في بيان صادر الأربعاء: «عندما يفكر الناس في الروبوتات وأتمتة الكيمياء، فإنهم يميلون إلى التفكير في إجراء التفاعلات وما إلى ذلك، وهذا جزء منها، ولكن اتخاذ القرار يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً». وتابع: «هذه العملية تنطوي على قرارات دقيقة بناءً على مجموعات من البيانات الغزيرة. إنها مهمة تستغرق وقتاً طويلاً من الباحثين، ولكنها كانت مشكلة صعبة للذكاء الاصطناعي كذلك».

ووفق الدراسة، فإن اتخاذ القرار هو مشكلة رئيسية في الكيمياء الاستكشافية. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الباحث بإجراء عدة تفاعلات تجريبية، ثم يقرر توسيع نطاق بعض من تلك التجارب التي تعطي نتائج تفاعل جيدة أو منتجات مثيرة للاهتمام فقط.

من جهته، قال سريرام فيجاياكريشنان، طالب الدكتوراه السابق في جامعة ليفربول، وباحث ما بعد الدكتوراه في قسم الكيمياء الذي قاد هذه التجارب: «عندما حصلت على الدكتوراه، أجريت كثيراً من التفاعلات الكيميائية يدوياً. غالباً ما يستغرق جمع البيانات التحليلية وفهمها الوقت نفسه الذي يستغرقه إعداد التجارب. وتصبح مشكلة تحليل البيانات هذه أكثر حدة. فقد ينتهي بك الأمر إلى الغرق في البيانات».

وأضاف: «لقد عالجنا هذا هنا من خلال بناء منطق الذكاء الاصطناعي للروبوتات. ويعالج ذلك مجموعات البيانات التحليلية لاتخاذ قرار مستقل، على سبيل المثال، ما إذا كان يجب المضي قدماً إلى الخطوة التالية في التفاعل أم لا». وأكد قائلاً: «إذا أجرى الروبوت التحليل في الساعة 3:00 صباحاً، فسوف يكون قد قرر بحلول الساعة 3:01 أي التفاعلات يجب أن تستمر. وعلى النقيض من ذلك، قد يستغرق الأمر ساعات من الكيميائي لتصفح وتحليل مجموعات البيانات نفسها».

وفي الختام، شدّد البروفسور كوبر على أنه «بالنسبة للمهام التي أعطيناها للروبوتات هنا، فقد اتخذ منطق الذكاء الاصطناعي القرارات نفسها تقريباً مثل الكيميائي خلال تعاطيه مع هذه المشاكل الكيميائية الثلاث في غمضة عين»، مضيفاً أن هناك أيضاً مجالاً كبيراً لزيادة قدرات الذكاء الاصطناعي في فهم هذه الظواهر الكيميائية.