لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)
تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)
TT

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)
تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير، وفق صحيفة «لوموند» الفرنسية.

كيف تتكون الأعاصير؟

تتشكل الأعاصير فوق المحيط عندما تكون درجة حرارة الماء مرتفعة للغاية - فوق 26 درجة على عمق لا يقل عن 50 متراً. وهذا يسبب تبخراً شديداً، وبالتالي نقل الرطوبة من المحيط إلى الغلاف الجوي. وتكون نتيجة ذلك تشكُّل السحب العاصفة التي تتجمع معاً، وتدور معاً، وتكتسب القوة أثناء تحركها.

تحدث هذه الظواهر بشكل رئيسي بين مايو (أيار) وأكتوبر (تشرين الأول)، حول خط الاستواء.

يتم الحديث عن إعصار عندما تتجاوز سرعة الرياح 119 كم/ساعة، وعن عاصفة استوائية إذا كانت الرياح أقل عنفاً.

لماذا يصبح الإعصار أكثر شدة؟

بما أن المحيط أكثر دفئاً، فإنه يطلق المزيد من بخار الماء؛ مما يوفر طاقة إضافية للأعاصير. فالجو الأكثر دفئاً يحمل المزيد من الماء؛ مما يسبب هطول أمطار غزيرة. ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى رياح أقوى. ومع ارتفاع حرارة المحيطات، نتيجة تغيّر المناخ، أصبحت هذه الظواهر تتمتع بمخزون أكبر من الطاقة المتاحة. وتنتج أحياناً بعنف شديد، على شكل رياح أو أمطار.

وليس من المؤكد أن ارتفاع درجة الحرارة يزيد من عدد الأعاصير، وفق «لوموند».

والأمر الواضح هو أن الأعاصير أصبحت أكثر شدة، مع المزيد من الدمار - كما حصل في الإعصارين القويين المتتاليين اللذين ضربا الولايات المتحدة في أكتوبر الحالي.

وفقاً لدراسة نُشرت بعد وقت قصير من ضرب إعصار «ميلتون» فلوريدا، كانت الأمطار أقوى بنسبة 20 في المائة إلى 30 في المائة بسبب تغيّر المناخ، وكانت الرياح أكثر شدة بنسبة 10 في المائة. وبشكل أكثر عمومية، وفقاً لمايكل مان، عالم المناخ، فإن «القدرات التدميرية للأعاصير ازدادت بنحو 40 في المائة بسبب ارتفاع درجات الحرارة الذي حدث بالفعل».


مقالات ذات صلة

أوروبا تشهد عدداً أقل من الأيام شديدة البرد... ماذا يعني ذلك؟

يوميات الشرق أشجار متجمدة في أوبر رايفنبرج بالقرب من فرنكفورت بألمانيا (أ.ب)

أوروبا تشهد عدداً أقل من الأيام شديدة البرد... ماذا يعني ذلك؟

دراسة أشارت إلى أن التغير المناخي تسبب بتسجيل فصول شتاء أكثر حرّاً في أوروبا تحديداً، مع ارتفاع عدد الأيام التي تكون فيها الحرارة أعلى من صفر درجة مئوية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة 25 أغسطس 2023 (رويترز)

دراسة: كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

كشفت دراسة مكسيكية أنه على عكس الاعتقاد السائد، فإن كبار السن أكثر قدرة على تحمل موجات الحرارة مقارنة بالشباب.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
بيئة مواطنون في حديقة بمدينة شوني بولاية أوكلاهوما الأميركية في نوفمبر 2024 (أ.ب)

2024 يتجه لتسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ الأرض

سجلت درجة حرارة الأرض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثاني أعلى درجة حرارة في مثل هذا الشهر من أي عام.

«الشرق الأوسط» (برلين )
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
العالم طفل فلسطيني أثناء فرز القمامة في مكب نفايات بقطاع غزة (أ.ب)

«اليونيسيف» تحذر من أن مستقبل الأطفال «في خطر»

حذّرت منظمة «اليونيسيف» من التحول الديموغرافي والتداعيات المتزايدة لظاهرة الاحترار وتهديد التكنولوجيا المتصلة، وكلها «توجهات كبرى» ترسم مستقبلاً قاتماً للأطفال.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة (أميركا))

التثاؤب لا يقتصر على البشر... بل الأسماك والطيور والحيوانات أيضاً

أسد يتثاءب في سفاري في رانكاغوا بتشيلي (أرشيفية - رويترز)
أسد يتثاءب في سفاري في رانكاغوا بتشيلي (أرشيفية - رويترز)
TT

التثاؤب لا يقتصر على البشر... بل الأسماك والطيور والحيوانات أيضاً

أسد يتثاءب في سفاري في رانكاغوا بتشيلي (أرشيفية - رويترز)
أسد يتثاءب في سفاري في رانكاغوا بتشيلي (أرشيفية - رويترز)

البشر ليسوا وحدهم الذين يتثاءبون، بل إن جميع الفقاريات تفعل ذلك أيضاً، بما في ذلك الأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات.

ووفقاً لأندرو غالوب، أستاذ علم الأحياء السلوكي بجامعة جونز هوبكنز، فإن فعل التثاؤب «القديم من الناحية التطورية» من المرجح أن يخدم عدة أغراض.

وقال في برنامج «مورنينغ بلس» على شبكة «سي بي إس» الأميركية أمس (الجمعة): «إن حقيقة الحفاظ عليه على نطاق واسع في جميع أنحاء مملكة الحيوان تشير إلى أنه من المحتمل أن يحمل وظيفة تطورية، وتشير الأبحاث إلى أنه يعمل في مجموعة متنوعة من المجالات». وتشير هذه النتائج إلى أن التثاؤب قد يكون له دور في تعزيز التغييرات في حالة اليقظة أو أنماط النشاط لدينا.

وفي هذا السياق، قال غالوب: «غالباً ما نتثاءب بشكل متكرر قبل أن ننام أو بعد أن نستيقظ. وقد ثبت أن التثاؤب يزيد من الإثارة واليقظة المرتبطة بهذه التغييرات في الحالة».

وتشير الأبحاث أيضاً إلى أن التثاؤب له وظيفة تبريد الدماغ، وقال غالوب: «إن إحدى الآليات التي يمكن أن تسهل التغيرات في الحالة أو الإثارة المتزايدة نتيجة للتثاؤب هي تبريد الدماغ»، وقال إن تبريد الدماغ يشير إلى تبريد درجة حرارة الدماغ، وهذا يمكن أن يساعدنا على الشعور بالهدوء، «لأن التوتر والقلق يزيدان من درجة حرارة الدماغ ويؤديان أيضاً إلى التثاؤب».

وتابع غالوب: «إن التثاؤب يساعد على تعزيز الوعي العقلي واليقظة. لذا عندما يتثاءب الأفراد في بيئة أكاديمية أو غرفة اجتماعات، فقد يكون ذلك مؤشراً على أنهم يحاولون بالفعل الانتباه».