مصر تحبط تهريب 34 عملة أثرية نادرة

تعود للعصر العباسي وأسرة محمد علي

عملات أثرية نادرة ضُبطت قبل تهريبها للخارج (وزارة السياحة والآثار المصرية)
عملات أثرية نادرة ضُبطت قبل تهريبها للخارج (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تحبط تهريب 34 عملة أثرية نادرة

عملات أثرية نادرة ضُبطت قبل تهريبها للخارج (وزارة السياحة والآثار المصرية)
عملات أثرية نادرة ضُبطت قبل تهريبها للخارج (وزارة السياحة والآثار المصرية)

في مشهد متكرر خلال الآونة الأخيرة، تمكّنت السلطات المصرية من ضبط 34 عملة أثرية نادرة، قبل تهريبها للخارج كانت بحوزة أحد الركاب.
ووفق وزارة السياحة والآثار المصرية، فإنه فور تلقي مركز الوحدات الأثرية في مطار القاهرة بلاغاً من إدارة جمارك مبنى الركاب رقم 2، باشتباه أثرية العملات المعدنية، شُكلت لجنة من مركز الوحدات الأثرية في مطار القاهرة الدولي، لفحص المضبوطات التي تبين أثريتها ومصادرتها لصالح وزارة السياحة والآثار طبقاً لحماية قانون الآثار رقم 117 لسنة 1983.
العملات المعدنية التي تعود إلى حقب تاريخية مختلفة ضمت ديناراً من العصر العباسي عليه كتابات بالخط الكوفي، و24 عملة معدنية دائرية الشكل من العصر العثماني وعصر السلطان حسين كامل، بالإضافة إلى عملة ذهبية ضربت في مصر عام 1255، و8 عملات معدنية ترجع لعهد الملك فؤاد الأول منها عملة ذهبية عليها صورة للملك وأخرى ترجع لعهد الملك فاروق.
محاولة تهريب العملات الأثرية في مطار القاهرة أمس، ليست الأولى من نوعها خلال العام الجاري، فقد تمكنت السلطات من ضبط 203 عملات أثرية ترجع لحقب مختلفة من العصور المصرية القديمة ومنها اليونانية والرومانية والبيزنطية، كانت بحوزة أحد الركاب في نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وفي نهاية العام الماضي، تمكنت الوحدة الأثرية في قرية البضائع بمطار القاهرة الدولي، من ضبط 85 عملة أثرية من عصور مختلفة و3 جعارين صغيرة، أثناء محاولة تهريبها إلى خارج مصر، داخل جيوب بطرد مرسل إلى الولايات المتحدة الأميركية عبر البريد.
ووفق خبراء آثار، فإن صغر حجم العملات الأثرية، يشجع الكثير من المهربين على تهريبها للخارج عبر إخفائها في حقائبهم، ولا يكتفون بتهريب هذا النوع من الآثار بالمنافذ الحدودية الجوية، بل يمتد للمنافذ البرية أيضاً، ففي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، أحبطت سلطات ميناء رفح البري، محاولة تهريب تسع عملات معدنية نادرة خارج البلاد، وترجع هذه العملات للعصر اليوناني وتحديداً في فترة حكم الإسكندر الأكبر.
ومنذ شهرين، شغلت واقعة توقيف وحبس رجل أعمال شهير بتهمة تمويل عمليات التنقيب عن الآثار، الرأي العام المصري، بعد ضبط تشكيل يقوده برلماني سابق واتهامه بالتنقيب وتهريب الآثار، ما دعا علماء وخبراء الآثار إلى ضرورة تغليظ العقوبات ضد المخالفين.
وتنص المادة 41 من القانون رقم 117 لسنة 1983 بتعديلاتها على الحكم بالسجن المؤبد وبغرامة لا تقل عن مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري)، ولا تزيد على عشرة ملايين جنيه، ضد كل من هرّب أثراً إلى خارج مصر، مع مصادرة الأثر محل الجريمة، والأجهزة، والأدوات، والآلات، والسيارات المستخدمة فيها لصالح المجلس الأعلى للآثار.
ورغم تعديل قانون حماية الآثار أكثر من مرة وتغليظ عقوباته، فإن بعض الآثاريين يرون أنه غير كافٍ لردع المهربين، ويطالبون بالعمل على زيادة وعي المواطنين بأهمية الأثر وقيمته التي لا تقدر بثمن.
ويشدد آثاريون على أن تهريب الآثار المصرية إلى خارج البلاد يرقى إلى حد «الخيانة العظمى»، وطالبوا السلطات المصرية بتعديل مواد القانون مجدداً لمعاملة المهربين وفق هذا البند.
ويبلغ عدد الوحدات الأثرية بالمنافذ الحدودية 48 وحدة، في جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية.
وتختص الإدارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية بالموانئ المصرية بعمل فحص ومعاينة القطع المضبوطة بواسطة مصلحة الجمارك والجهات الرسمية للدولة، والوجود في المنافذ 24 ساعة على مستوى الجمهورية، حيث يوجد آثاريون في كل التخصصات «المصري القديم، والإسلامي، واليوناني، والروماني، والعصر الحديث».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».