«التجزئة الأميركية» تفاقم قلق الأسواق

المستثمرون يعززون حيازات النقد

أضافت تقارير مبيعات التجزئة الأميركية الضعيفة مخاوف جديدة للأسواق القلقة (أ.ف.ب)
أضافت تقارير مبيعات التجزئة الأميركية الضعيفة مخاوف جديدة للأسواق القلقة (أ.ف.ب)
TT

«التجزئة الأميركية» تفاقم قلق الأسواق

أضافت تقارير مبيعات التجزئة الأميركية الضعيفة مخاوف جديدة للأسواق القلقة (أ.ف.ب)
أضافت تقارير مبيعات التجزئة الأميركية الضعيفة مخاوف جديدة للأسواق القلقة (أ.ف.ب)

هبط المؤشران «داو» و«ستاندرد آند بورز 500» عن مستويات قياسية مرتفعة عند الفتح الثلاثاء بعد تقارير نتائج أعمال من «هوم ديبوت» ومن «وول مارت»، وعقب إظهار بيانات مبيعات التجزئة أن وتيرة التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة تباطأت في يوليو (تموز) الماضي.
وتراجعت مبيعات التجزئة بأكثر من المتوقع؛ إذ أثر نقص في الرقائق على مشتريات السيارات وسلع أخرى، لكن الإنفاق على الخدمات قد يبقي الاقتصاد على مسار نمو قوي في الربع الثالث.
وقالت وزارة التجارة الأميركية الثلاثاء إن مبيعات التجزئة انخفضت 1.1 في المائة الشهر الماضي. وهوت المبيعات عبر الإنترنت ومردودها بعد أن قررت «أمازون» تقديم موعد اليوم المخصص لتقديم بعض العروض والتخفيضات لمستخدمي خدمة «أمازون برايم» من يوليو إلى يونيو (حزيران).
وعُدلت البيانات الخاصة بشهر يونيو صعوداً، لتظهر زيادة مبيعات التجزئة 0.9 في المائة بدلاً من 0.6 في المائة كما ورد من قبل. وتوقع اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم تراجع مبيعات التجزئة 0.3 في المائة.
ومبيعات التجزئة أغلبها سلع، وتشكل مع خدمات مثل الرعاية الصحية والتعليم والسفر والإقامة الفندقية الجزء المتبقي من إنفاق المستهلكين. وتمثل المطاعم والحانات فئة الخدمات الوحيدة في تقرير مبيعات التجزئة.
وبعد تطعيم أكثر من 50 في المائة من سكان الولايات المتحدة بالكامل ضد «كوفيد19» تحول الإنفاق من السلع إلى خدمات مثل السفر والترفيه؛ ومع ذلك فقد يؤدي ارتفاع الإصابات الناجمة عن سلالة «دلتا» شديدة العدوى إلى تراجع طفرة الإنفاق على الخدمات.
وباستثناء السيارات والبنزين ومواد البناء والخدمات الغذائية، انخفضت مبيعات التجزئة واحداً في المائة الشهر الماضي، بعد زيادة معدلة صعوداً بنسبة 1.4 في المائة خلال يونيو الماضي. وحقق الإنفاق الاستهلاكي؛ الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأميركي، نمواً في خانة العشرات في الربع الثاني، مما ساعد على رفع مستوى الناتج المحلي الإجمالي فوق ذروته المسجلة في الربع الأخير من عام 2019.
وعقب إعلان النتائج، هبط مؤشر «داو جونز الصناعي» 125.4 نقطة ما يعادل 0.35 في المائة إلى 35500.01 نقطة، ونزل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 17.6 نقطة أو 0.39 في المائة إلى 4462.12 نقطة، وتراجع مؤشر «ناسداك المجمع» 123.2 نقطة أو 0.83 في المائة إلى 14670.563 نقطة.
وعلى الجانب الأوروبي، أظهر مسح يجريه «بنك أوف أميركا» لشهر أغسطس (آب) إن أقل من نصف المشاركين في المسح الشهري لمديري الصناديق يتوقعون مزيداً من التحسن للاقتصاد الأوروبي على مدى الاثني عشر شهراً المقبلة، ما يمثل أدنى نسبة منذ يونيو (حزيران) الماضي.
وجاء في النسخة الأوروبية من المسح الشهري أن التوقعات بفتور النمو ترجع بشكل أساسي إلى مخاوف «كوفيد19»، فيما أشار 19 في المائة من المستثمرين إلى السلالة المتحورة «دلتا» بوصفها أكبر مخاطر يرجح أن يتجنبها الاقتصاد الأوروبي، بعد مخاطر التضخم والمخاوف من حدوث اضطراب جراء التخفيف التدريجي للتحفيز.
وقال «بنك أوف أميركا» إنه نتيجة لهذا، رفع 23 في المائة من المستثمرين حيازات النقد، وهي أكبر نسبة في عام. وقال نحو 70 في المائة من عملاء «بنك أوف أميركا»، بأصول تحت الإدارة بقيمة 750 مليار دولار، إنهم يتوقعون تحسن الأوضاع الاقتصادية، مقارنة مع 64 في المائة في مسح يوليو.
وتراجعت الأسهم الأوروبية الثلاثاء لأقل مستوى في أسبوع؛ إذ أثار ازدياد الإصابات بـ«كوفيد19» في آسيا ومناطق أخرى مخاوف حيال تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وفقد مؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية 0.5 في المائة بحلول الساعة 07:10 بتوقيت غرينيتش، ليسجل هبوطاً لليوم الثاني على التوالي بعدما حقق المؤشر أطول موجة صعود فيما يزيد على عقد.
ورغم مواصلة اقتصادات أوروبية التعافي من التراجع الناجم عن الوباء، فإن تشديد الصين الرقابة على قطاع الإنترنت، وإجراءات العزل العام في جميع أنحاء نيوزيلندا، والقيود على الحركة في عدد من الدول الآسيوية، يثير قلق المستثمرين.
ونزل سهم شركة التكنولوجيا الهولندية «بروسوس»؛ التي تملك حصة في عملاق التكنولوجيا الصينية «تينسنت»، 4.2 في المائة. وقادت القطاعات التي تتأثر بالدورة الاقتصادية مثل النفط والغاز والسفر والترفيه وشركات صناعة السيارات والبنوك الخسائر المبكرة. وقفز سهم شركة التعدين «بي إتش بي» المدرجة في لندن 8.6 في المائة، بعدما أعلنت عن أفضل أرباح سنوية في نحو عقد وقالت إنها ستبيع أصول بترولية إلى «وودسايد بتروليوم».


مقالات ذات صلة

بعد فوز ترمب... مطالب عربية بميزات تنافسية بسبب توترات المنطقة

الاقتصاد ترمب يتحدث على شاشة بقاعة تداول بورصة «دويتشه» في فرانكفورت بألمانيا (أ.ب)

بعد فوز ترمب... مطالب عربية بميزات تنافسية بسبب توترات المنطقة

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء خبراء اقتصاديين من عدة دول عربية حول رؤيتهم لأهم الإجراءات التي تجب مراعاتها من رئيس الولايات المتحدة للمنطقة العربية.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد عرض خطاب مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب في فلوريدا على شاشة في لاس فيغاس (أ.ف.ب)

ترمب في خطاب النصر: سنساعد بلادنا على التعافي

شدّد ترمب على أهمية أولويات إدارته المقبلة، قائلاً: «سنبدأ تقليص الديون وتقليل الضرائب».

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)
الاقتصاد لوحة تحمل اسم «وول ستريت» خارج «بورصة نيويورك»... (رويترز)

ارتفاع قوي لمؤشرات الأسهم الأميركية مع ترقب نتائج الانتخابات

ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بشكل قوي يوم الثلاثاء مع انتظار المتداولين نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية الحاسمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد عاملة في مخبز بسوق ريدينغ ترمينال في فيلادلفيا (رويترز)

نشاط قطاع الخدمات الأميركي يتسارع لأعلى مستوى له في أكثر من عامين

تسارع نشاط قطاع الخدمات الأميركي بشكل غير متوقع في أكتوبر إلى أعلى مستوى له في أكثر من عامين، مع تعزيز في التوظيف.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد العلم الأميركي يرفرف بينما يغادر أحد الناخبين مركز اقتراع بعد الإدلاء بصوته في ديربورن بولاية ميشيغان (أ.ب)

5 تحديات اقتصادية تنتظر ترمب بعد عودته للبيت الأبيض

من طبيعة الحملات الانتخابية أن يتحول السياسيون بغض النظر عن مواقفهم الأولية إلى الخطاب الشعبوي حيث يقدمون وعوداً كبيرة ويتجنبون التطرق إلى التفاصيل السياسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

عقود في الإمارات بقطاع النفط والغاز والكيميائيات بقيمة 2.4 مليار دولار

جانب من أجنحة العارضين في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في أبوظبي (أ.ف.ب)
جانب من أجنحة العارضين في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في أبوظبي (أ.ف.ب)
TT

عقود في الإمارات بقطاع النفط والغاز والكيميائيات بقيمة 2.4 مليار دولار

جانب من أجنحة العارضين في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في أبوظبي (أ.ف.ب)
جانب من أجنحة العارضين في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في أبوظبي (أ.ف.ب)

أعلن في الإمارات عن ترسية عقود في قطاع النفط والغاز والكيماويات بقيمة تصل إلى 7.8 مليار درهم (2.4 مليار دولار)، وذلك لتنفيذ عدد من مشروعات البنية التحتية في القطاع، وتوسيع مشروع مسح «جيوفيزيائي» ثلاثي الأبعاد لمناطق برية وبحرية.

وأعلنت «تعزيز»، المشروع المشترك بين «أدنوك» و«القابضة»، عن ترسية عقود بقيمة 7.34 مليار درهم (أكثر من ملياري دولار) لتنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والتشييد لعدد من مشروعات البنية التحتية الأساسية التي تدعم منظومة «تعزيز» للكيماويات والوقود الانتقالي قيد التطوير في مدينة الرويس الصناعية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.

وستقوم هذه المشروعات بتسريع جهود «تعزيز» التي تهدف إلى إنشاء سلسلة توريد محلية للمواد الكيماوية منخفضة الكربون في دولة الإمارات، كما تدعم استراتيجية «أدنوك» للنمو والتوسع في مجال الكيماويات.

وجاءت الإعلانات على هامش انعقاد معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في أبوظبي، الذي يختتم أعماله غداً.

وقال مشعل الكندي، الرئيس التنفيذي لشركة «تعزيز»: «تُعد ترسية هذه العقود لإنشاء عدد من مشروعات البنية التحتية خطوة مهمة تدعم هدف (تعزيز) لتطوير منظومة متكاملة عالمية المستوى للكيماويات للاستفادة من الطلب العالمي المتزايد على المواد الكيماوية منخفضة الكربون والوقود الانتقالي».

وأضاف: «تمتلك (تعزيز) قُدرات جيدة تسهم في تمكين تنفيذ استراتيجية (أدنوك) للنمو والتوسع في مجال الكيماويات، ودعم القطاع الصناعي والتنويع الاقتصادي في دولة الإمارات من خلال تطوير سلاسل قيمة محلية مستدامة».

ومن المخطط أن تبدأ عمليات الإنتاج في «تعزيز» عام 2027، حيث تهدف الشركة إلى إنتاج 4.7 مليون طن سنوياً من المواد الكيماوية بحلول عام 2028، في حين ستنتج «تعزيز» مجموعة متنوعة من المواد الكيماوية لأول مرة في دولة الإمارات، التي يمكن فيما بعدُ استخدامها في تصنيع عدد من المنتجات محلياً بما في ذلك مواد البناء والزراعة والرعاية الصحية، مما يقلل الاعتماد على استيرادها من الخارج ويسهم في تعزيز المحتوى الوطني.

وتعطي المرحلة الأولى من «تعزيز» الأولوية لإنتاج 6 مواد كيماوية محلياً، تشمل كلاً من «المواد الكاوية»، و«ثاني كلوريد الإيثيلين»، و«مونومر كلوريد الفينيل»، و«البولي فينيل كلوريد»، و«الأمونيا» و«الميثانول».

إلى ذلك أعلنت «أدنوك» اليوم، عن ترسية عقد بقيمة 1.79 مليار درهم (490 مليون دولار) على شركة «بي جي بي» التابعة لمؤسسة البترول الوطنية الصينية «سي إن بي سي»، لتوسيع نطاق أكبر مشروع مسح «جيوفيزيائي» ثلاثي الأبعاد في العالم لمناطق برية وبحرية تقوم بتنفيذه حالياً في إمارة أبوظبي. وسيركز العقد على تحديد موارد إضافية من النفط والغاز ضمن حقول «أدنوك» البرية المُنتجة حالياً.

كما أعلنت «أدنوك» عن توقيع أول اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد لتوريد الغاز من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات، الذي يجري تطويره حالياً في مدينة الرويس الصناعية في أبوظبي مع شركة «سيفي» للتجارة والتسويق «سنغافورة»، إحدى الشركات التابعة لشركة «سيفي لتأمين الطاقة لأوروبا» الألمانية.

وبموجب هذه الاتفاقية تتحول اتفاقية البنود الرئيسية التي تم الإعلان عن توقيعها بين الطرفين، في مارس (آذار) الماضي، إلى اتفاقية ملزمة، ووفقاً للاتفاقية التي تمتد لمدة 15 عاماً، سيتم توريد مليون طن متري سنوياً من الغاز الطبيعي المسال بصورة أساسية من مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال.

ومن المتوقع أن يبدأ تسليم شحنات الغاز في عام 2028 بعد انطلاق عمليات التشغيل التجاري للمشروع في العام نفسه.