وزير النفط الليبي يتخوف من «معركة الميزانية» على إنتاج القطاع

وزير النفط والغاز الليبي محمد عون (صفحة الوزارة على "فيسبوك")
وزير النفط والغاز الليبي محمد عون (صفحة الوزارة على "فيسبوك")
TT

وزير النفط الليبي يتخوف من «معركة الميزانية» على إنتاج القطاع

وزير النفط والغاز الليبي محمد عون (صفحة الوزارة على "فيسبوك")
وزير النفط والغاز الليبي محمد عون (صفحة الوزارة على "فيسبوك")

غداة تسلم مجلس النواب الليبي مشروع الميزانية المُعدل من حكومة «الوحدة الوطنية»، أبدى وزير النفط والغاز محمد عون، قلقه من تأثير تأخر إقرار الميزانية على القطاع، ما قد يعرض إنتاج النفط للخطر.
وقال عون، إن بلاده «ستكافح من أجل الحفاظ على إنتاجها الحالي من النفط الخام إذا لم يتغلب المشرعون على نزاع طويل ويوافقون على تمرير أول ميزانية منذ سبع سنوات للدولة العضو في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)».
وأضاف عون بحسب وكالة «بلومبرج» للأنباء، أول من أمس، أن بلاده تنتج ما يقرب من 1.3 مليون برميل يومياً، وإنها تستهدف رفع سقف إنتاجها ليصل إلى مليون ونصف المليون بحلول نهاية العام الحالي. لكنه قال إن هذا يعتمد على موافقة البرلمان الليبي الموحد بشكل نهائي على تعديلات على خطة الإنفاق لعام 2021 التي اختلف بشأنها النواب لمدة أربعة أشهر على الأقل.
وتابع عون، الذي تم تعيينه هذا العام كأول وزير ليبي للنفط منذ عام 2014. في العاصمة طرابلس: «إذا لم تتم الموافقة على الميزانية، سيكون هناك تأثير وربما صعوبات كبيرة في الحفاظ على معدلات إنتاج النفط».
وفي جلسة لمجلس النواب، أعلن رئيسه عقيلة صالح، مساء أول من أمس، وصول مشروع الميزانية إلى مجلس النواب، بعد تعديله من قبل حكومة «الوحدة الوطنية»، علماً بأن الحكومة تقدمت بهذا المشروع في صياغته الأول في أبريل (نيسان) الماضي، وأجريت عليه تعديلات عدة طالب بها مجلس النواب، لكن النواب ما زالوا مختلفين حولها ما أدى إلى وجود تجاذبات بين النواب أنفسهم فيما يشبه معارك كلامية.
وانتقد النائب محمد آدم، تأخر مجلسه في إقرار الميزانية إلى الآن، وفيما وصف هذا التأخير بـ«العجز» حمل المجلس المسؤولية عن ذلك، وقال: «هناك قوى خفية تتحكم في قرار المجلس أو هناك أسباب أخرى، ويجب أن نحاسب أنفسنا قبل محاسبة الحكومة».
وبحث عون وعبر الدائرة المغلقة مع شركة «ميركوري» العالمية للاستشارات، مواضيع عدة تعزز التعاون القائم بين وزارته و«ميركوري» في مجال للاستشارات.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.