تضاربت الأنباء حول مصير قائد القوة الجوية الفريق أول ركن أنور حمه أمين الذي أدانه القضاء بتهمة فساد، أول من أمس، وحكم عليه بالسجن لسنتين، قبل أن يتمكن من الهرب من سجانيه بمساعدة أفراد حمايته.
وأمين الذي ولد في محافظة كركوك وينحدر من أصول كردية، شغل منصب قيادة القوة الجوية منذ عام 2008 وشارك في الحرب ضد «داعش»، قبل أن يحال إلى التقاعد ويترك موقعه عام 2019.
ويبدو الغموض سيد الموقف في قضية هروب واتهام أمين، ففيما تشير بعض المصادر الأمنية إلى إلقاء القبض عليه بعد هروبه، تشير الوقائع على الأرض إلى خلاف ذلك، وتؤكد مصادر في محكمة جنايات الكرخ (غرب بغداد)، حيث جرت محاكمته، فشل القوات الأمنية حتى الآن في القبض عليه، وفيما التزمت الجهات الأمنية الصمت حيال هروب المدان ولم يصدر عنها أي إيضاح رسمي، تحدثت مصادر أمنية عن الطريقة التي تمكن بها أمين من الهرب. وذكرت أنه تمكن من الهرب «أثناء خروجه من جلسة محاكمته في محكمة جنايات الكرخ بمنطقة الحرية، وأن القوات الأمنية طوقت المنطقة للبحث عنه».
وأشارت المصادر إلى أن القوات الأمنية اعتقلت ابن شقيقه (العقيد أرشد صالح محمد أمين) الذي يعمل في وزارة الدفاع. وتابعت أنه وبعد «صدور الحكم تم استدعاء مفرزة من مركز شرطة الصالحية لنقل الموقوف إلى السجن، وعندها طلب الموقوف من المفرزة أن يسمحوا له بجلب ملابس وأشياء أخرى موجودة في عجلته الخاصة نوع (مونيكا) التي كان يقودها ابن شقيقه». وتابعت أنه «أثناء ذلك صعد الموقوف داخل العجلة يرافقه ضابط شرطة برتبة ملازم، فما كان من العقيد إلا أن يشهر مسدسه ويوجهه إلى رأس ضابط الشرطة، وهدد بقتله إذا لم يترجل من العجلة».
وتؤكد المصادر أن «العقيد والموقوف فرّا بالعجلة باتجاه حي العدل في بغداد، وعلى الفور تم غلق الشارع وإيقاف العجلة، حيث قام الموقوف بالترجل من العجلة والهرب إلى جهة مجهولة، فيما تم إلقاء القبض على العقيد وضبط العجلة وبندقية نوع (إم فور) ومسدس نوع (ولتر 9 ملم) وتم تطويق المكان، وحالياً جارٍ التفتيش عنه». ويتأكد من شهادة المصدر العسكري عدم نجاح القوات الأمنية بإلقاء القبض على قائد القوة الجوية السابق رغم التسريبات التي تطلقها بعض الجهات الأمينة بشأن نجاحها في إلقاء القبض عليه. وإلى جانب ذلك، يعتقد محامٍ قريب من محكمة جنايات الكرخ، أن «الغموض يحيط بمجمل قضية الهروب والإدانة التي تعرض لها قائد القوة الجوية السابق». ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكم القضائي على الرجل محير بالنسبة لي، من الواضح أن القضاء لم يجد أمامه من أدلة للإدانة سوى شيء يتعلق بنادٍ رياضي مع أنه خدم في موقع رفيع لأكثر من عشر سنوات، ولست متأكداً فيما إذا كان الرجل مطلوباً على ذمة قضايا أخرى، أم لا». ويعتقد المحامي أن «القائد السابق ربما حضر للمحكمة على أمل إسقاط التهمة عنه ثم تفاجأ بحكم الإدانة، فولى هارباً بمساعدة أفراد حمايته».
وكانت هيئة النزاهة الاتحادية كشفت، أول من أمس، عن تفاصيل قرار الحكم الحضوري الصادر بحق قائد القوة الجوية السابق، وذكرت في بيان أن «الحكم صدر على خلفية مخالفاتٍ في عقدٍ خاص باستثمار قطعة أرض مخصصة لنادي القوة الجوية الرياضي». وقالت دائرة التحقيقات بالهيئة في بيان، إن «محكمة جنايات الكرخ - الهيئة الثالثة أصدرت حكماً حضورياً بالحبس سنتين بحق قائد القوة الجويَّة السابق، وقرار الحكم جاء بسبب مخالفات مرتكبة في عقدٍ لإنشاء مجمع سكني متكامل لأبناء القوات المسلحة على أرض مخصصة لنادي القوة الجوية».
قائد القوة الجوية السابق يهرب من سجانيه غرب بغداد
قائد القوة الجوية السابق يهرب من سجانيه غرب بغداد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة