مصر تُمهد للتطعيم «الإلزامي» ضد «كوفيد ـ 19»

TT

مصر تُمهد للتطعيم «الإلزامي» ضد «كوفيد ـ 19»

بدأ مسؤولون رسميون في مصر التمهيد لتنفيذ خطة للتطعيم الإلزامي للعاملين بقطاع التعليم، بعد يوم من إطلاق وزارة الصحة تبويباً خاصاً للمعلمين على موقع تسجيل طلبات تلقى اللقاح. وقال ناطق باسم الحكومة المصرية إن «التلقيح ضد (كوفيد 19) سيكون إلزامياً في مرحلة ما».
وركّز اجتماع «لجنة إدارة أزمة كورونا» في الحكومة المصرية، أول من أمس (الاثنين)، على «كيفية تأمين العملية التعليمية في المدارس والجامعات، خلال العام الدراسي المقبل». وأوضح السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، في تصريحات تلفزيونية، أمس (الثلاثاء)، أن الحكومة «تُولي أهمية قصوى لتطعيم عناصر العملية التعليمية في مراحلها كافة».
وأشار إلى أن «وزارة الصحة سترسل قوافل بالتنسيق مع وزارتي التعليم العالي، والتربية والتعليم؛ لتطعيم من تنطبق عليهم الشروط ممن تتجاوز أعمارهم 18 عاماً بالمدارس»، مضيفاً أن «التلقيح سيكون إلزامياً في مرحلة ما لضمان سير العملية التعليمية بصورة طبيعية». وأشار سعد إلى أن «عدد الحاصلين على لقاح (كورونا) في مصر لا يزيد عن 5 ملايين مواطن، بما يمثل نحو 5 في المائة من المواطنين المقيمين داخل البلاد، بينما تستهدف الحكومة تلقيح 40 في المائة من المصريين قبل نهاية العام الحالي».
بدوره، أشار الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية، أن «التطعيم باللقاح المضاد لـ(كورونا)، خلال الفترة المقبلة، سيكون (شبه إجباري)»، موضحاً أن «العاملين بقطاعات التعليم سيتم تلقيحهم إجبارياً، وبعدها يتم تطعيم الجهات الحكومية، وبعض الجهات الخاصة التي لن تتعامل إلا مع من حصلوا على التطعيم». وأشار تاج الدين، في تصريحات تلفزيونية، إلى أن «إصرار مصر على تصنيع اللقاحات محلياً يستهدف التمكين من تطعيم 40 مليون مواطن خلال شهور قليلة»، محذراً من «خطورة الوضع الوبائي عالمياً».
وتواكبت تصريحات المسؤولين، مع إعلان وزارة «الصحة والسكان»، مساء أول من أمس، عن تسجيل 107 حالات جديدة مصابة بـ«كورونا»، فضلاً عن وفاة 6 حالات جديدة، وذلك بعد يوم واحد من تسجيل 101 حالة إصابة و4 وفيات، وفق الإحصائيات الرسمية.
وبشكل إجمالي، الذي تم تسجيله رسمياً في مصر بفيروس كورونا حتى الاثنين الماضي، هو 285465 من ضمنهم 234250 حالة تم شفاؤها، و16625 حالة وفاة.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.