«بيغاسوس»... برنامج التجسس الأخطر عالمياً

خطوات وقائية للحد من اختراقاته

«بيغاسوس»... برنامج التجسس الأخطر عالمياً
TT

«بيغاسوس»... برنامج التجسس الأخطر عالمياً

«بيغاسوس»... برنامج التجسس الأخطر عالمياً

تواترت الأنباء عن برنامج بيغاسوس Pegasus الخطير، سواء في وسائل الإعلام، أو على صفحات التواصل الاجتماعي، فما هو هذا البرنامج؟ لماذا كل هذا الزخم عليه؟ هل يمكنه بالفعل اختراق أي جهاز في العالم دون علم صاحبه؟ وكم تكلفة مثل هذا التطبيق؟

- برنامج تجسسي
> استهداف سري. «بيغاسوس» برنامج تجسس تم تطويره بواسطة شركة خاصة لتستخدمه الجهات الحكومية. يصيب البرنامج هاتف الشخص المستهدف ليرسل البيانات للجهة المرسلة، بما في ذلك الصور والرسائل وتسجيلات الصوت والفيديو. يقول مطورو التطبيق، وهم من شركة إسرائيلية تدعى «مجموعة إن إس أو» NSO Group، إن البرنامج يمكن تنصيبه على أي جهاز، دون معرفة المصدر ودون أن يشعر الطرف المستهدف بالاختراق.
> ماذا الذي يمكن أن يفعله بيغاسوس؟ يمكن للبرنامج سرقة البيانات الخاصة من الهاتف، كإرسال الرسائل وكلمات المرور وجهات الاتصال والصور إلى الشخص الذي بدأ المراقبة. وبحسب التقارير الإخبارية أيضاً يمكنه تشغيل كاميرات الهاتف أو الميكروفونات لتسجيل المحادثات بسرية تامة.
وتمكنت الإصدارات الحديثة من بيغاسوس من القيام بكل ذلك دون الحاجة إلى فعل أي شيء من قبل المستخدم حيث يتم إرسال رسالة نصية SMS غير مرئية إلى هواتفهم، وأحيانا بدون حتى إشعار، ويبدأ البرنامج مباشرة في جمع المعلومات. في حالات أخرى، ورد أن بيغاسوس يعتمد على المستخدمين للنقر على روابط التصيد Phishing links.
> ما تكلفة التجسس الهاتفي؟ في عام 2016، أشارت التقارير إلى أن تنصيب بيغاسوس على الهواتف يكلف حوالي 500000 ألف دولار تدفع من قبل العميل لإدراجه في النظام. بعدها، سيدفع العميل حوالي 650 ألف دولار لاختراق 10 أجهزة آيفون أو أندرويد. كما تقدم مجموعة NSO تخفيضات كبيرة كلما زاد عدد الأجهزة المستهدفة.

- «آيفون» و«أندرويد»
> هل يمكن أن يتجسس بيغاسوس على الأيفون؟ لم تنكر «أبل» قدرة بيغاسوس على استغلال أجهزة أيفون، حيث قالت الشركة إن هجمات مثل بيغاسوس «معقدة للغاية، وتكلف ملايين الدولارات لتطويرها، وغالباً ما يكون لها مدة صلاحية قصيرة، وتستخدم لاستهداف أفراد معينين»، وبالتالي لا يؤثر هذا على معظم عملاء «أبل». ومع ذلك أكدت «أبل» أنها تواصل «العمل بلا كلل للدفاع عن جميع عملائنا، وتضيف باستمرار وسائل حماية جديدة لأجهزتهم وبياناتهم».
ويشير بعض التقارير إلى أن جهاز الأيفون قد يتعرض للاختراق التام من خلال رسالة غير مرئية تصل إلى تطبيق iMessage رغم الحماية القصوى التي ورد أن «أبل» نفذتها مؤخراً لمحاولة تأمين iMessage.
وفي الواقع، لا يوجد برنامج مثالي. فحتى البرامج التي تدعي تشفير الرسائل مثل iMessage أو WhatsApp، عادة ما تحوي ثغرات، وبعض هذه الثغرات ستمنح المتسللين الوصول إلى بيانات المستخدمين.
> هواتف الأندرويد. تركز معظم التقارير على أجهزة الأيفون لأنه من السهل اكتشاف علامات الإصابة بفيروس بيغاسوس مقارنة بهواتف الأندرويد. ومع ذلك، فيمكن لـبيغاسوس أن يصيب كلا النظامين بنفس السهولة.

- خطوات وقائية
رغم أن جميع التقارير تفيد أنه حتى أجهزة الأيفون التي تحمل آخر إصدار من نظام التشغيل iOS معرضة لخطر بيغاسوس، فإن الحفاظ على تحديث هاتفك سيضمن أن يكون هاتفك أقل عرضة للاستغلال، حيث يتم في هذه التحديثات تصحيح الثغرات باستمرار من قبل الشركات المصنعة للهواتف.
بعض النصائح الأخرى تتضمن استخدام كلمات مرور قوية وفريدة من نوعها (يفضل أن يكون ذلك مع مدير كلمات المرور Password Manager)، تفعيل المصادقة الثنائية، وتشغيل التشفير، وعدم النقر على الروابط أو الصور المشبوهة التي تصلك عبر البريد أو وسائل التواصل الاجتماعي.
بالطبع، ثبت أن بيغاسوس يمكنه تجاوز معظم هذه الإجراءات الأمنية، حيث تم تسريب نسخة من مواد إعلامية لشركة NSO تتفاخر فيها بأنه لا يمكن للشخص المستهدف منع تثبيت بيغاسوس مهما فعل؟
ولكن، ومع ذلك، ستساعدك هذه الاحتياطات والإجراءات من حمايتك على الأقل من البرامج الأقل تعقيداً.
كيف يمكنني التحقق من تعرض هاتفي للخطر؟ أصدرت منظمة العفو الدولية أداة يمكن استخدامها للتحقق ما إذا كان هاتفك مصابا بفيروس بيغاسوس. لا يسع المجال للحديث عنها ولكن يمكنك معرفة المزيد بالبحث عنها في موقع GitHub تحت مسمى mvt – project.
والخلاصة أنه بافتراض أنك لست مشهورا أو ذا منصب قيادي، فاحتمالات أن يدفع شخص ما عشرات الآلاف من الدولارات لاستهدافك باستخدام بيغاسوس تعتبر ضئيلة جدا. وكما هو الحال مع جميع الإجراءات المتعلقة بالأمان، من المهم أن تكون واقعياً بشأن التهديدات التي تواجهها وما يجب عليك فعله حيالها.


مقالات ذات صلة

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

أوروبا كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

 بدأ إصلاح كابل اتصالات بحري متضرر بين هلسنكي وميناء روستوك الألماني في بحر البلطيق، الاثنين.  

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
المشرق العربي أطفال انفصلوا عن شقيقهم بعد فراره من شمال غزة ينظرون إلى صورته على هاتف جوال (رويترز)

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، اليوم (السبت)، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في محافظة شمال قطاع غزة، بسبب «عدوان الاحتلال المتواصل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا سانيا أميتي المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي (أ.ب)

مسؤولة محلية سويسرية تعتذر بعد إطلاق النار على ملصق ديني

قدمت عضوة في مجلس مدينة سويسرية اعتذارها، وطلبت الحماية من الشرطة بعد أن أطلقت النار على ملصق يُظهِر لوحة تعود إلى القرن الرابع عشر لمريم العذراء والسيد المسيح.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
شؤون إقليمية كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران (الخارجية الإيرانية)

إيران ترد على «مزاعم» اختراقها الانتخابات الأميركية

رفضت طهران ما وصفتها بـ«المزاعم المتكررة» بشأن التدخل في الانتخابات الأميركية، في حين دعت واشنطن شركات تكنولوجيا مساعدة الإيرانيين في التهرب من رقابة الإنترنت.


شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».